"أنا طول اليوم بشيل الطوب على كتفي عشان أوفر 50 جنيه في اليوم أصرف بيهم على عيالي في الصعيد، ودلوقتي مش لاقيها حسبي الله ونعم الوكيل"… كلمات عبر بها فتحي عبد العال، العامل بمصنع طوب بحلوان عن حاله بعدما أغلق المصنع الذي كان يعمل به في حلوان ضمن أكثر من 400 مصنع توقفوا عن العمل بسبب منع الغاز.
توقفت سلطات الانقلاب عن توفير الغاز عن مصانع الطوب الطفلي بمنطقة عرب أبو ساعد الحائرة بين حيي الصف و حلوان، مما انعكس بالسلب على العمل داخل كل المصانع، والتى يزيد عددها عن 400 مصنع، و تقدم لسوق الإسكان فى مصر نحو 80 % من احتياجات الطوب سنوياً، ويعمل فيها قرابة الربع مليون عامل من محافظات مصر المختفلة.
واستطلعت "رصد" تفاصيل الأزمة من جانب العمال وأصحاب المصانع حيث أوضحوا أنه تم منع ضغط الغاز عن300 مصنع من مصانع الطوب منذ الخميس الماضي، الأمر الذى أدى إلى خسارة فادحة لأصحاب المصانع والعاملين أيضًا وذلك لوقف سير العمل وعدم إمكانية تشغيل المصانع.
ويقول فتحي عبد العال أحد عمال المصانع، بعد انقطاع الغاز بالمصانع حالنا وقف، وكل العمال مشيوا من منطقة المصانع بحثًا عن أي عمل آخر والعديد منهم سافر إلى بلده حيث أغلبهم من المحافظات.
وأكد عبد العال، ان تلك الواقعة ليست الآولى من نوعها حيث كان قد تكررت عدة مرات منذ التالت من يوليو، وآخرها في فبراير الماضي، وكان هناك نقص غاز استمر لمدة شهرين ، مشيرا الى أن المصنع بدلا من أن يشغل 150 عامل أصبح يشغل 30 عامل فقط ، أما الآن فليس هناك غاز نهائي.
فيما قال هاني حسين، أحد أصحاب المصانع هناك"عدم وصول الغاز للمصانع تسبب في قطع عيش عمال كتيرة لجأت لمصانعنا لأنها الوحيدة اللي توفر عمل بشكل مستمر منذ ما يقرب من عا"م.
وأضاف حسين،" حاليا إحنا كأصحاب مصانع غصب عننا مش بنقدر نشغل العمال لأن أصلا مفيش غاز نستخدمه في تشغيل المصنع وبالتالي مفيش إنتاج طوب وده في النهاية مفيش يوميات للعمال، وكلهم مشيوا من غير منسرحهم."
العاملون في هذه المصانع تجمعهم كل الأعمال من 15 سنة إلى 50 ، اضطرتهم الغلاء وتدني الحالة المعيشية إلى التوجه إلى حرار المصانع وثقل الطوب، ليعينوا أسرهم على مواجهة أعباء المعيشة، ويبدأون يومهم مع ضوء الفجر و حتى نهاية الضوء وقت الغروب، لفترة طويلة وسط الجبل والصحراء، ليحصلون على يوميات وفقًا لعدد الحمولات.
ويقوم العامل هناك بوضع حامل خشب على ظهره يسمى "بالعصفورة" يحمل عليه الطوب، وينقل الطوب من على ظهره من الفرن إلى السيارات، أو قيادة سيارة مقطورة بين الجبال الصحراء.
وفي فبراير العام الماضي، قطع عمال مصانع الطوب طريق" الصف – حلوان" الزراعى الشرقى، وذلك بعد رفع أسعار المازوت، حيث كانوا قد أشعلوا النيران فى عدد من إطارات السيارات والقطع الخشبية.