وصف عدد من الأطباء في وزارة الصحة تعامل الدولة مع مصابي فيروس سي الذي وصل عددهم إلى أكثر من 17 مليون مصاب بأنه "خيبة" .
وقال الأطباء إن هناك انتهاكات متتالية بحق مصابي فيروس سي مضيفين أن المريض يحتاج إلى توفير العلاج بسعر مخفض ليتمكن من الحصول عليه للشفاء وليس لتعقيد الأمور فى طرق حصوله على دواء لدائه.
ومن جهته أعرب المركز المصري للحق في الدواء عن صدمته وخيبه أمله للانتهاكات المتتالية ضد مبدأ الحق فى الدواء الذي اعتبر أنه سيتعاظم خلال الفترة المقبلة، وسوف يدفع ثمنه ملايين المرضى المصريين، خصوصاً المصابين بالالتهاب الكبدى الوبائى سى، الذين يقدر عددهم بـ17مليون مريض، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.
وقال الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة أورام الكبد بمعهد الكبد إن حق المرضي في العلاج يجب أن يكون متساوياً بين الجميع، وهذا حق أساسي في حقوق الإنسان حسب المواثيق العالمية مثل اتفاقية جنيف عام 1948
وأشار الدكتور هيثم عبد العزيز، رئيس لجنة الصيادلة الحكوميين بالنقابة، إنه طبقا لقرار التسعير العالمى رقم499 لسنة 2012، سيكون إجمالى سعر العبوة لعقار “سوفالدى”لعلاج فيروس سي 11 ألف جنيه، مؤكدا أن المبلغ مجحف، ويقصم ظهر المريض –مشيرا إلى أن المستفيد الوحيد هى الشركات التى ستسجل إنتاجها للعقار فى وزارة الصحة، عن طريق استيراد فقط المادة الفعالة من الهند أو الصين وتعبئة العقار محليا، ليصل المكسب هنا إلى 500%.
وطالب “عبد العزيز” وزير الصحة بإعادة وضع خطة سعر جديد لعقار سوفالدي؛ لأن هذا السعر لا يناسب المريض بأى شكل من الأشكال، مضيفا أن المريض يحتاج إلى توفير العلاج بسعر مخفض ليتمكن من الحصول عليه للشفاء وليس لتعقيد الأمور فى طرق حصوله على دواء لدائه.
بدوره أعلن الدكتور عادل عدوي وزير الصحة والسكان في حكومة الإنقلاب أنه قد تم الانتهاء من البروتوكول الخاص بتنظيم قواعد تلقي طلبات علاج فيروس سي، وأنه قد تم وضع تصور واضح لأولويات العلاج خلال الـ6 أشهر القادمة وفقا لتدفق المرضى، وأيضا في ضوء تسجيل أدوية جديدة منتظرة بداية العام القادم .
وأضاف أن البروتوكول تضمن علاج المرضى المصابين بفيروس (سي) بدء من سن 18 سنة حيث أن عقار السوفالدي غير مرخص في من هم أقل من 18 سنة حتى سن ال70، حيث أن العقار لم يتم تحديد درجة أمانه فوق هذا السن , يتم تحديد درجة تليف الكبد عن طريق عينة الكبد أو فحص الفيبروسكان ( في مستشفى حكومي )، مع الفحص المعملي, سيبدأ العلاج في الفترة الأولى للمرضى المصابين بمبادئ تليف في الكبد أو تليف متكافئ (F3-F4) ولا يتم علاج المرضى المصابين بتليف غير متكافئ حتى يثبت فاعلية وأمان العلاج .
ومن جانبه، قال الدكتور محمد سعودى، وكيل نقابة الصيادلة، إن سعى بعض شركات الأدوية لتسجيل العقار فى وزارة الصحة تمهيدا لإنتاجه، إنما هى تجارة “قذرة”، لافتا إلى أن هناك اتفاقية دولية وقعت مصر عليها تسمى “تربس”، تكفل شروط التصنيع بعد الاتفاق مع الشركة الأم المنتجة للعقار؛ وذلك لحماية حقوقها فى الملكية الفكرية.
وأكد الدكتور علي الدهروطي أستاذ الباطنة والكبد ورئيس وحدة الإنترفيرون على أن طرق الانتشار لفيروس( C ' B) عن طريق نقل الدم، وفرشاة الأسنان، وأمواس الحلاقة، والوشم، والطهارة غير الآمنة، وملامسة سنون السرنجات والمشارط وأدوات تعقيم الجروح، كل ذلك يساهم في زيادة انتشار المرض، وهذا يحتاج إلى رفع الوعي بشكل جيد، مشيراً إلى أن فيروس ( B) أكثر انتشاراً عن طريق الممارسة الجنسية واللعاب والدم؛ نظرا لكثافته في الدم، وهو ما يجعل انتشاره بطرق متعددة، ولكن تم التوصل مؤخرا إلى تطعيم يحد من انتشاره.
وفي السياق نفسه أوضحت الدكتورة الزهراء عبدالله، مدير عام التأمين الصحي ببني سويف، أن الوقاية من فيروس سي يكون برفع الوعي والنظافة المستمرة، وأننا نحاول جاهدين أن نوفر "بوكس آمن" للسرنجات والمخلفات الطبية الخطرة، توزع على أسر المرضى؛ لتجنب ملامسة هذه المخلفات الخطرة من الأطفال داخل الأسرة أو جامعي القمامة؛ مما يؤدي لزيادة معدلات الإصابة.
وقالت الدكتورة هالة صلاح الدين، مسئول مكافحة العدوى بعيادات الأسنان إن أحد حقوق المريض أن يتلقى خدمة صحية جيدة وبشكل آمن دون أن يتعرض لأذى، وطالبت المرضى بضرورة التأكد من تعقيم الأدوات الجراحية في عيادات الأسنان وعند الحلاق؛ حتى لا ينتشر المرض بصورة أخرى، وكيف نتخلص بشكل آمن من النفايات، خاصة وأن مصر تحتل المركز الأول عالميا في انتشار فيروس ( C) بنسبة 22%، وتليها باكستان بنسبة 5%.