بعد مرحلة من الضبابية وانعدام الرؤية تحولت دعوة الولايات المتحدة للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام « داعش» إلى ما يشبه الشركة المساهمة، فكل يوم ينضم أعضاء جدد للتحالف وكل منهم يعلن عن استعداده للمساهمة في المجهود الحربي الأميركي الذي لم تتضح ماهيته ولا طريقة تنفيذه حتى الآن.
ولأن الولايات المتحدة قالت إنها لن تنزل جنودا على الأرض وسوف تكتفي بالضربات الجوية، فالمساهمون جميعا أبدوا استعدادهم للمشاركة والمساهمة في تلك الضربات الجوية، ولأن مسلحي «داعش» ليسوا داخل قواعد عسكرية وليسوا جيشا منظما، وإنما يعيشون وسط المدن وبين السكان المدنيين فإننا ننتظر مجازر مثل التي ارتكبها الأمريكان منذ بداية حربهم على الإرهاب في العام 2001 في كل من أفغانستان والعراق، وقبلها المجازر الدموية التي ارتكبوها منذ الحرب العالمية الثانية وقنابلهم الذرية في هيروشيما ونجازاكي، مرورا بحرب الكوريتين وفيتنام والصومال وغيرها، فما من مكان دخلوه إلا وأشاعوا فيه الجرائم والقتل والفوضى، حتى جاءت كوندليزا رايس وتحدثت بوضوح عن «الفوضى الخلاقة».
والفوضى الخلاقة باختصار شديد تعني الهرج والمرج والقتل والحروب والدمار والخراب، ثم خرائط جديدة ودولا أو دويلات وواقعا جديدا يضعه الذي خطط للفوضى وبثها وشغل الناس بها، ولأن صناع الفوضى هم الأمريكان، فهم يعلنون عبر «الشركة المساهمة للحرب على داعش» أن الشركاء يتنافسون في تقديم المساعدة، وقد نشر مايكل جوردن مقالا في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نشرته الشرق الأوسط في 17 سبتمبر نقل فيه عن أحد المسؤولين في القيادة المركزية التي تشرف على العمليات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط قوله «لقد قدمت البلدان العربية التي تتخذ تدابير نشطة وأكثر عدوانية عروضا لكل من القيادة المركزية الأميركية والعراقيين من أجل تنفيذ غارات جوية ضد المسلحين من «داعش»، وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري من جدة أن عشر دول عربية سوف تشارك في جهود تدمير «داعش» وقام مسؤول آخر في الخارجية بتوضيح الأمور أكثر فقال «إنه يمكن للدول المساهمة في الحملة العسكرية على داعش تقديم أسلحة ـ أو بالأحرى دفع ثمن السلاح الذي سيستخدم للولايات المتحدة ـ كما أن بعض الدول الأخرى يمكنها تقديم النشاط التدريبي الذي من شأنه أن يسهم في الحملة العسكرية»، وبينما أعلنت كل من فرنسا واستراليا علاوة على الولايات المتحدة أنها سترسل طائرات للمساهمة في الحملة، ولأن الحملة جوية فقط حتى الآن فإن المساهمين الآخرين الذين لا ينتجون الطائرات وإنما فقط يدفعون سوف يساهمون بالمال في تمويل هذه الطائرات التي ستقوم بالحملات الجوية.
المصدر :الوطن القطرية