كشف تقرير صدر عن وكالات الأمم المتحدة المختصة بالغذاء تراجع أعداد الجياع عالمياً بأكثر من 100 مليون نسمة على مدار العقد الماضي، مشيرا إلى أن حوالي 805 مليون نسمة مازالوا يعانون من الجوع.
وقالت ثلاث وكالات أممية قائمة على قضايا التغذية في تقرير مشترك أن أعداد المواطنين الذين لا يحصلون على طعام كاف في العالم تراجع إلى 805 مليون نسمة خلال الفترة من 2012 إلى 2014. ويأتي هذا الانخفاض في ظل الأهداف الإنمائية التي تتبناها الأمم المتحدة منذ عام 2000 والتي تشمل الالتزام بخفض نسبة الجياع في العالم في الفترة من 1990 إلى 2015.
يأتي هذا في الوقت الذي تؤكد فيه شبكة الأنباء الإنسانية "إيرينIRIN" التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إن فقراء مصر وسكان المناطق الريفية المنتشرة في ربوع البلاد لا يزالون يعانون من التهميش في برامج التنمية التي تكشف عنها الحكومة.
وأضافت الشبكة أن ثمة محللين يقولون إن خطط قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي الرامية إلى إصلاح النظام الاقتصادي في البلاد لا يزال يشوبها الغموض ومن المبكر جدا معرفة تأثيراتها على الزراعة، مشيرين إلى أن حكومة السيسي تدفع في اتجاه خطط لخفض دعم الوقود وأشكال الدعم الأخرى، ما ينامي معدلات الفقر في المناطق الريفية.
وفي هذا الصدد، نسبت " إيرين" لـ ريتشارد توتويلر، مدير معهد الأبحاث للبيئة المستدامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أن الطبقة المتوسطة باتت أكثر فقرًا في مصر وأعداد الفقراء تتزايد في البلاد ، خلال العشر السنوات الأخيرة ارتفعت نسبة الواقعين تحت خط الفقر من 17 % إلى 25 % في مصر، وفق الإحصاءات الرسمية.
و ترى خبيرة الاقتصاد هدى سليم أن سبب الفقر المتنامي في مصر هو ارتفاع الأسعار المتسارع، إذ تبلغ نسبة التضخم حاليًا أكثر من عشرة في المئة (10.2 %) وتزيد هذه النسبة بوضوح بالنسبة للمواد الغذائية.
وأضافت هدى سليم، الموظفة في مركز البحوث الاقتصادية في القاهرة، أن ثلاثة أرباع دخل العائلة المصرية يذهب إلى الأكل والشرب، مضيفة أن معدل ارتفاع التضخم له العديد من الأسباب ، كثير من الأسواق المصرية تفتقر إلى التنافس".
وقال الخبير الاقتصادي عبد النبي عبد المطلب إن الموازنة الجديدة التي أقرت، ستزيد من معاناة الطبقات الأكثر فقرا، وهذا قد يؤدي بدوره إلى تفاقم المشاكل الموجودة بالفعل حيث إنها خفضت غالبية البنود الخاصة بالرعاية الاجتماعية. وكشف تقرير حكومي عن ارتفاع معدلات الفقر في مصر بنسبة تزيد عن 26 في المئة خلال عامي 2012 و2013.
ولفت التقرير إلى أن محافظات الصعيد هي أكثر مناطق يتركز فيها الفقر، حيث تبلغ نسبة المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر أكثر من 49 في المئة.
و كما حدد الدكتور صلاح جودة مدير مركز الدراسات الاقتصادية أن نسبة الفقر من لا يجدون قوت يومه في مصر تتراوح ما بين 25 إلى 35% .
ويقول الدكتور صلاح ان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء أشار الى أن نسبة الفقر فى مصر هى (25 %) من سكان الدولة، أما البنك الدولى فقد أشار فى أحد تقارير عام 2013 إلى أن نسبة الفقر هى (32%)، واشار صندوق النقد الدولى فى أحد تقاريره عام (2013 ) بأن نسبة الفقر هى (35 %)، وأحد المراكز الاقتصاديه أشار إلى أن نسبة الفقر قى مصر تبلغ (50%) على الأقل وهذه النسبة الأخيرة هى لمن يدور حول خط الفقر، وبذلك يجب العمل على القضاء على الفقر بحيث لا يظل تحت خط الفقر أكثر من (3%) وإرتفاع مستوى معيشة من هم على خط الفقر وفوق خط الفقر ليصبح ضمن الطبقة الوسطى والتى اختفت من مصر خلال الـ 3 عقود الماضية.
وعوده نسبة (45 % – 50%) على الأقل من الشعب المصرى ليكون طبقة متوسطة محترمة وذلك لان المجتمعات تبنى على أساس الطبقة الوسطى، وكلما زادت نسبة الطبقة الوسطى دل ذلك على تماسك المجتمع لان الطبقة الوسطى فى مجملها هى قاطرة التنمية سواء فى الانتاج أو الانفاق.