"لدينا في الجيش رجالٌ من ذهب"، عبارةٌ قالها الرئيس "محمد مرسي"، العام الماضي، واعتبرها عددٌ من المحللين العسكريين أن "مرسي" يلمح بأن الجيش به من هو وطني، وأخرون لا يعرفون الولاء، وسبق وأشارت صحيفة "واشنطن بوست"، والكاتب البريطاني "روبرت فيسك"، والمفكر الإخواني "يوسف ندا"، إلى أن السيسي يواجه عددًا كبيرًا من الرافضين للانقلاب العسكري.
ورجح المحللون السياسيون والعسكريون، في تصريحاتٍ لشبكة "رصد"، أن حادثة سقوط الطائرة العسكرية بالفيوم، اليوم، والتي أسفر سقوطها عن استشهاد 6 من طاقمها، من الممكن أن يكون وراءها عملية تصفية، ومرتبطة بـ"رجالٍ من ذهب"، الذين أشار إليهم مرسي من قبل.
السيسي لن يتردد لحظة في تصفيه ضباطه
وفي تصريحات لشبكة "رصد" الإخبارية، يقول الدكتور "هادي .ح"، أستاذ العلوم السياسية والاقتصادية بجامعة القاهرة سابقًا، أن "عبدالفتاح السيسي" غير أمن على منصبه أو حتى على نفسه؛ لأنه يدرك جيدًا وجود اعتراض بين العديد من الضباط والجنود، داخل الجيش المصري، على الانقلاب، لذلك فإنه لن يتردد لحظة في تصفيه أي عناصر معارضه له.
تحليق طائرة دون التأكد من سلامتها غير طبيعي
ووافقه في الرأي العميد "عبد الحميد شاكر"، المحلل العسكري اللبناني، خلال حديثه لـ"رصد" قائلأ، إن الجيش المصري من أحرص الجيوش في المنطقة على تأمين معداته، وطائراته، قبل القيام بأي مناوراتٍ أو تدريبات، فكيف تسقط طائرة بسبب عطلٍ فني، مرجحًا بشكل أن يكون سقوط الطائرة، عملية مجهزة من قبل الجيش نفسه؛ لقتل هؤلاء الضباط.
ضباط في الجيش المصري لا يعتبرون 3 يوليو ثورة
من جانبه، أكد اللواء المتقاعد، "محمد النديم"، أن الجميع داخل الجيش وخارجه لا يعتبرون الثالث من يوليو ثورة، كما كانت في 23 يوليو، وبما أن "السيسي" لا يعرف غير الخيانة والغدر، فبالتالي لن يسمح بالانقلاب عليه، كما فعل مع الرئيس "مرسي"، ولا يتم استبعاد أي عملية تصفية داخل الجيش.
كما لفت "النديم" إلى أن من تواجد بالطائرة العسكرية كلهم ضباط، ليس بهم أي مجند، ما يقوي التوقعات بأن المقصود تصفيتهم هم الضباط، أصحاب رأي معارض، ويمكنهم تشكيل قوى معارضة خطرة على السيسي.
خلافات حادة داخل الجيش
شدد الكاتب البريطاني الشهير، روبرت فيسك، أن هناك خلافات حادة داخل الجيش المصري؛ بشأن الانقلاب على الرئيس مرسي.
حيث قال "فيسك" إن عددًا ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺶ المصري، ﻭضعوا ﺧطةً ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ؛ ﻟﻠﺘﻀﺤية بـ"عبدالفتاح اﻟﺴﻴﺴﻲ"، حال ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﺑﺸﻜﻞٍ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻪ، إﻻ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ، مضيفًا أن ﻫﺬﺍ ﻣﺮﻓوض من ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺎﺩة، ﺑﻞ إﻥ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍلأﻓﺮﻉ ﻗﺪﻣﻮا ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻬﻢ ﻟﻠﺴﻴﺴﻲ، ﻭﺭﻓﻀﻬﺎ بإﻟﺤﺎﺡ، ﻣﺆﻛﺪًﺍ ﻟﻬﻢ أﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺤﺎلي سينتهي ﻓﻲ أﻗﺮﺏ ﻭﻗﺖ.
الانشقاقات تهدد السيسي
أعدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرًا حول الجيش المصري، مشيرةً إلى أن أخطر ما يهدد حكم السيسي، ليس الإخوان المسلمين، بقدر الانشقاقات داخل الجيش نفسه.
ورأت الصحيفة أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يسيطر على مصر، اليوم، يختلف كثيرًا عن مجلس قيادة الثورة، الذي تولى السلطة في مصر، عام 1952؛ وذلك لأن الضباط الأحرار، الذين حكموا مصر في 52 كانوا مجموعة من الضباط الصغار، الكارهين للنظام القديم، عكس المجلس الحالي، والذي يتكون من تسلسل هرمي من الضباط.
وأضافت الصحيفة، وفقًا للدراسات التي أجريت على الأنظمة الاستبدادية، فإن الديكتاتوريات العسكرية تتلاشى عندما تبدأ الصراعات داخل ضباط الجيش، وتنشأ خلافات حول الحكم المدني والفساد داخل الجيش.
الانقلاب سينكسر من داخل الجيش
توقع مفوض العلاقات الدولية السابق بجماعة الإخوان المسلمين، يوسف ندا، أن ينكسر الانقلاب في مصر قريبًا جدًا، ومن داخل الجيش، على غرار سيناريو سوار الذهب في السودان.
وقال خلال لقائه على شاشة الجزيرة، أبريل الماضي، في برنامج "بلا حدود"، إن ذلك قد يحدث في غضون ستة أشهر من تولي المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة.
وأضاف "ندا" أن الجيش المصري، وجهاز المخابرات، بهما الكثير من الشرفاء والأوفياء للوطن، وأنه بمقدور هؤلاء تخليص مصر من الانقلاب العسكري، ورموز الفساد الذين نهبوا البلاد.
وننشر لكم أسماء الضباط الشهداء:
1- عميد طيار عمرو رشوان (قائد الطائرة).
2- رائد طيار أحمد مشالي (ضابط طيار).
3- رائد طيار أحمد موافي (ضابط طيار).
4- رائد مهندس أحمد مهني.
5- ضابط صف رضا زكي.
6- ضابط صف محمد عبدالحكيم الزناتي.