أثارت كلمة رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، أمام الأمم المتحدة، مساء اليوم الأربعاء، جدل العديد من السياسيين والمحللين ، حيث اعتبر البعض أن تلك الكلمة كانت من أسوء الكلمات التي القتها مصر أمام ممثلي دول العالم أجمع، حيث اقتصر السيسي في خطابه على محاربة الإرهاب، وشن حربًا بكلماته على فترة حكم الاخوان المسلمين، وتأكيده الدائم على أنه رئيس كل المصريين.
وعلق المحلل والباحث السياسي، علاء بيومي، قائلاً إن السيسي قد أضر نفسه في بخطابه، وتخصيص كلمة كاملة أمام الامم المتحدة، فهو دائمًا ما يشيطن خصمه.
وأضاف "بيومي" أن السيسي يناقض نفسه إلى حدٍ ما، وفى لحظةٍ معينة سيدرك في حياته أنه دائمًا ما يرسل رسائل مناقضة، فهو في مصر يقول أريد مصالحةً وسأسمح الإخوان، بالمشاركة في الحياة السياسية، ثم يأتي اليوم التالي، ويتكلم عن معارضيه بتلك الطريقة في خطابه.
وتابع: "كان هناك انتظار من كل العالم لكلمة محمد مرسي، أمام الأمم المتحدة؛ فالعالم كله كان ينتظر الرئيس الذى جاء بعد ثورة 25 يناير ممثلاً عن المصريين، فمرسي لم يؤكد دائمًا أنه رئيس كل المصريين؛ لأنه كان كذلك بالفعل، فليس لديه هاجس مثل ما رأينا في حديث السيسي اليوم".
ومن جانبه، قالت الدكتورة "نادية مصطفى"، أستاذة العلوم السياسية، إن هذا الخطاب يحيط به حاجز أساسي، وهو انتزاع الاعتراف الدولي بنظامه من مقر الأمم المتحدة، كما لو أن اعتراف الأمم المتحدة به لم يكن يخرج إلا من مقرهم، فقال أنا امثل كل المصريين، ونسي حتى المصريين الذى قاموا بمظاهرات ضده أمام مقر الأمم المتحدة.
وعلقت "مصطفى" على ما حدث داخل القاعة بعد ختام كلمة "السيسي"، قائلةً: الذين يصفقون داخل القاعة هم وفد مصري قادم معه، هو أمر غير معتاد عليه بروتوكولاً.
وأردفت: "تعليقه دائمًا بكلمة أنا أمثل المصريين.. أنا أمثل المصريين، يؤكد أنه يعلم بالفعل أنه لا يمثل سوى نفسه، والانقلابيين الملتفين حوله".
ونوهت استاذة العلوم السياسية أن الحاضر الغائب عنده، التحالف الدولي ضد الإرهاب، لم يذكره بكلمة واحدة، فذكر سوريا، وذكر العراق، وذكر ليبيا، ولم يذكر كلمة واحدة للتحالف الدولي ضد "داعش".
وأوضح "معاذ عبدالرؤوف"، مدير اللجنة الإعلامية بالجالية المصرية بنيويورك، أن محاولات السيسي في التأكيد دائمًا على محاربته للإرهاب، وتلك الكلمات التى يلعب على وتيرتها عبدالفتاح السيسي، والتي كررها منذ أن تولى السلطة، ما هي إلا محاولة لإقناع العالم بها.
وأردف: "لا يعنينا وجود عبدالفتاح السيسي نهائيًا، لأننا في الجالية هنا نعترض على وجوده بالأساس، فكل ما قاله ليس له أساس من الصحة".
