بعد أن غادر رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي، البلاد، في زيارة إلى نيويورك، لترأس وفد مصر المشارك بالدورة 69 باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووصول طائرة السيسي إلى مطار (جون كيندى) فى نيويورك الساعة الثالثة والنصف عصر يوم 21 سبتمبر 2014، تم إبلاغ قائد الطائرة بنزول كل المرافقين عدا الدبلوماسيين من الطائرة ومكوثهم بالطائرة حتى وصول ضابط الجوازات.
وحسب ماذكرته وكالات أنباء عالمية، فأن ضابطى جوازات دخل طائرة السيسي وتسلموا الجوازات الدبلوماسية وعادوا بها خلال 15 دقيقة فقط، بعدها تلقى المرافق الأمنى لسيارة السيسي أن مكان دخول سيارة السيسي سيكون من الباب الخلفى للفندق حيث يوجد تجمع من المصريين المعارضين للانقلاب ينتظرونه بجوار الباب الأمامي.
وقبيل وصول السيارة إلى نفق شارع 36 الواصل من منطقة (كوينز) إلى (مانهاتن) أبلغوا المرافق الأمنى أن تتأخر سيارة السيسي لمدة 5 دقائق لأن النشطاء قاموا بتطويق الفندق من كل الجهات،ودخلت 3 سيارات لم يكن فيها السيسي من الباب الأمامي للفندق.
وجرى النشطاء إلى الباب الأمامى للفندق، ووصلت سيارة السيسي للباب الخلفى الخاص بالقمامة ، ودخل السيسي فى حراسة أكثر من 20 شرطى سرى والمباحث الفيدرالية إلى مصعد البضائع حتى الدور الأول علوى وبعدها تحرك سيراً إلى المكان المخصص للمصعد العمومى من مدخل خاص بالزبالة.
وقال عبد الموجود الدريري القيادي بجماعة الإخوان المسلمين إن “أحرار الجالية المصرية في نيويورك ونيوجرسي (شرقي أمريكا)” وقفوا ضد زيارة السيسي لمبنى الأمم المتحدة، بعد صدور تقارير من عدة منظمات أبرزها هيومان رايتس وواتش تتهم السيسي وقادة عسكريين وسياسيين ورجال شرطة بارتكاب جرائم قتل معتصمين في رابعة العدوية.
وكتب ديفيد هيرست الكاتب البريطاني في مقاله الاخير على موقع "ميدل إيست آي" البريطاني في تعليقه على تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش"" أن "أشباح ضحايا فض اعتصام رابعة" ستظل تطارد الانقلابي السيسي.
وناشد المستشار وليد شرابي أمين عام المجلس الثوري، المصريين ،بالاستمرار في ثورتهم ،مضيفاً أن الله قيّد لهذه الثورة رجالاً ونساءً سيفرد لهم التاريخ صفحات وصفحات، إلا أنهم الآن ما بين شهيد وجريح ومعتقل ومطارد، وبالرغم من ذلك لم تهدأ فعاليات الثورة في مصر يوماً واحداً حتى الآن".
من ناحية أخرى، قدمت حملة دعم السيسى بامريكا، موعد خطابه أمام الأمم المتحدة، للأربعاء 24 سبتمبر، بدلاً من الخميس 25 سبتمبر، مع التنبيه على جميع الأعضاء بالتوجه أمام مبنى الأمم المتحدة بمدينه نيويورك، من أجل التصدى للمظاهرات المناهضة له.
و قال جمال عبدالستار، الداعية الإسلامية، القيادى بتحالف دعم الشرعية، إن التحالف نجح فى حشد تظاهرات كبيرة ضد السيسى، ولم يفشل كما يقول البعض، مؤكدا أن التظاهرات مستمرة حتى مغادرة السيسى لأمريكا، ووصف التظاهرات التى نظمها مؤيدو السيسى بأنها قليلة وغير مؤثرة ولم تلق قبولا كبيرا.
من جانبه، قال الدكتور محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط، فى تدوينة على موقع «تويتر» إن سعى المجتمع الدولى لفرض السيسى على الشعب المصرى سيخيب.
وأثارت تصريحات الإعلامي محمد مصطفى شردي، حول هروب عبد الفتاح السيسي من المتظاهرين، فور وصوله نيويورك، حالة من الاستياء بين مؤيدي السيسي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال ناشطون عبر الفيس بوك إن حديث شردي بخروج السيسي من باب خلفي للمطار فور وصوله نيويورك، وترك الفندق المخصص للإقامة فيه مع قادة الدول لفندق آخر مجهول تحسبًا للمظاهرات ضده يؤكد أن السيسي خائف.
ولفت شردي إلى أن المتظاهرين احتشدوا أمام فندق الـ «ورلد فيستوريا» ظنًا منهم أن السيسي يقيم مع معظم الرؤساء المشاركين فى اجتماعات الأمم المتحدة، لعدم علمهم أن السيسي يقيم فى فندق آخر.
وبالتزامن مع هذه الأحداث، أطلق نشطاء معارضون للسيسي هاشتاج جديدا على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "امسك سيسي في شوارع نيويورك" بهدف رصد التظاهرات المضادة لزيارة السيسي للولايات المتحدة.
وعبر هذا الهاشتاج، نشر المشاركون فيه صورا للمظاهرة التي تم تنظيمها أمام الفندق الذي يقيم به السيسي، والتي رفعت فيها لافتة ضخمة تحمل شعار رابعة.
كما نشر آخرون فيديوهات توضح ما تعرض له الإعلاميون المصريون المؤيدون للسيسي من اعتداء من معارضي الانقلاب ومؤيدي الشرعية.
كما دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صفحة على "فيسبوك" باسم "الراجل اللي تف على يوسف الحسيني" احتفاء بالناشط المصري بهجت صابر الذي صور الاعتداء على الحسيني في مطار كينيدي.
وقال صابر عبر صفحته في "فيسبوك" إن معارضي السيسي قاموا بالاعتداء على الحسيني مرتبن مضيفا أن "الحسيني يعشق لعاب الأحرار في نيويورك، لقد بصق على وجهه الليلة أحد الأحرار، ولكمه في وجهه مرتين ما جعل الدماء تسيل من فمه، ولولا تدخل رئيس تحرير اليوم السابع خالد صلاح بالترجي والتوسل إلى الأحرار لما كنا تركنا الحسيني".
وتعرض كل من لميس الحديدي ويوسف الحسيني ومحمد مصطفى شردي والصحفيين خالد صلاح وعماد حسين وياسر رزق، لدى وصولهم المطار إلى هتافات معادية واحتجاجات اعتراضا على برامجهم الحوارية، التي تحوّلت إلى "مشتمة" للمتظاهرين، ووصفهم المهاجمون بـ"كلاب العسكر" و"لاحسي البيادة".