شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

علماء نفس: علاقة قوية تربط الانتحار بمعاناة المصريين في حياتهم

علماء نفس: علاقة قوية تربط الانتحار بمعاناة المصريين في حياتهم
على مدار الأسبوع الماضي نشرت وسائل الإعلام تقارير عن وقوع أكثر من 4 محاولات انتحار، أغلبها لمشاكل نفسية واجتماعية، وكان...

على مدار الأسبوع الماضي نشرت وسائل الإعلام تقارير عن وقوع أكثر من 4 محاولات انتحار، أغلبها لمشاكل نفسية واجتماعية، وكان صاحب أول واقعة مواطن يدعى فرج رزق فرج، حيث توقف بطريق مصر الإسماعيلية الصحراوى، بسيارة الشركة التى يقودها وتحمل لوحات رقم "ر ج 2856" مصر، وتسلق لوحة إعلانات بالطريق، وأخرج أحد الحبال التى كانت معه بالسيارة، وشنق نفسه فى لوحة الإعلانات.

وأوضح أصدقاؤه فى العمل بالشركة، أن السائق يمر بضائقة مالية منذ عدة شهور، ولا يستطيع تلبية طلبات أسرته وأولاده المدرسية وقدم شكوى أكثر من مرة إلى رؤسائه دون جدوى.

وفى مدينة السلام تخلص مدير إنتاج بمصنع للمعادن من نفسه، وقفز من الطابق الرابع للمصنع، ليلقى حتفه فى الحال، واستمع فريق أمنى من رجال مباحث القسم إلى أقوال العمال بالمصنع الذين شاهدوا الواقعة، والذين أكدوا أن المتوفى يعانى من مشاكل عائلية، ويعانى من أزمة نفسية، وقد حاول الانتحار أكثر من مرة إلا أنهم نجحوا فى إنقاذه، حتى نفذ الحادث الأخير ولقى مصرعه.

 أما فى الدقهلية انتحر عامل بمسجد، فى إحدى قرى مركز "دكرنس"، وفى الجيزة أنقذ رجال الخدمات الأمنية لتأمين المسطح المائى لنهر النيل شابا من الانتحار بعدما ألقى نفسه فى النيل بسبب مروره بضائقة مالية.

 وفوجىء ركاب محطة قطارات بنى مزار بالمنيا بسيدة تدعى صفاء حمدى كمال سامى عبد الجواد 45 سنة، تلقى بنفسها أمام قطار نقل بضائع كان قادمًا من قبلى متجها إلى القاهرة حيث تحولت جثة السيدة إلى أشلاء وتبين أنها قررت الانتحار لوجود خلافات مع زوجها.

 وعن آراء الخبراء في أسباب ازدياد ظاهرة الانتحار، قال الدكتور سعيد عبد العظيم استاذ الطب النفسي، أن نسبة الانتحار أكبر بين الرجال، فهى بين الرجال 4 أضعاف النساء ، ويكون الاتجاه لتنفيذ القرار لديهم نهائي.

وأوضح عبد العظيم، أن نسبة الانتحار ترتفع فى الدول الأوربية، بسبب عدم وجود الوازع الدينى الذى يحكم تصرفاته وأفعاله .

وقال الدكتور أحمد يحيى ، استاذ علم الإجتماع بجامعة قناة السويس، أن حالات الانتحار التى تكررت خلال الفترة الأخيرة هى حالات فردية، تعود لأسباب إجتماعية او نفسية أو اقتصادية، ولكل حالة ظروفها الخاصة التى لا تنطبق على باقى الحالات.

وأضاف، أن الفرد يلجأ إلى الانتحار إذ تساوت لديه الحياة والممات، فيكون ليس لديه فرق فى أن يموت أو يحيا، وهو قرار شخصى بحت تدعمه عوامل خارجية وأوضاع نفسية تجعل الفرد يقدم على أخطر قرار فى حياته وهو نهائها.

كما أوضح اجتماعيون، أن الانتحار نوع من الانتقام وإلحاق الأذى بالذات الإنسانية، بمعنى أنه سلوك يتخذه الفرد من اجل إنهاء حياته، وتختلف طرق الانتحار من شخص إلى شخص، لكن هدفه واحد وهو الموت ، مؤكدين أن السبب الرئيسي لفعل الانتحار يرجع أساسا إلى عنصر الكآبة، كما أن الشعور بالغضب واليأس سبب رئيسي في الإقدام على الانتحار، نظرا لأنهم يعتقدون أن هذا العالم لا يفهمهم، وليس هناك من يهتم أو يشعر بهم.

وأكدت عزة كريم مستشارة المركز القومى للبحوث الاجتماعية، أن الانتحار هو مرض نفسى شديد ، أدى إليه تراكمات وضغوط واحباطات خلال فترة زمنية طويلة، فيصبح الفرد معها رفضًا للحياة .

 وأضافت أن هنالك علاقة قوية بين تكرار تلك الحوادث وبين الوضع العام بالمجتمع، حيث انتشار البطالة وظروف المعيشة الصعبة والاحساس بعدم الأمان التى قد تؤدى إلى خلافات زوجية، وعلى العكس نجد أيضًا حالات انتحار ملحوظة فى أكثر الدول رفاهية  نتيجة عدم إحساس الفرد بانعدام دوره فى المجتمع .



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023