صرحت "منة الله جمال" – الطالبة بكلية اللغات والترجمة بجامعة 6 أكتوبر، والتي اعتقلتها قوات أمن الانقلاب أول أمس، وأفرجوا عنها أمس – عن تفاصيل اعتقالها.
حيث أكدت وصولها الجامعة صباح الأربعاء، لدفع مصروفات الكلية بإدارة الجامعة، فيما قال لها أحد موظفي شئون الطلاب بأن تحضر في يوم آخر؛ لأن الجامعة مغلقة، وهنا توجهت إلى بوابة الجامعة للعودة إلى منزلها مرة أخري ، وأثناء خروجها من البوابة الرئيسة للجامعة لاحظت وجود سيارة " ميكروباص " سوداء اللون بها عدة أشخاص بزي مدني.
تقول منة: " أحسست بقلق غريب لا أدري له سببًا، ولم أجد أمامي إلا الاتصال بوالدتي وإخبارها هاتفيًا بما شاهدت، وبعد أن أغلقت الهاتف مع والدتي، فوجئت بهؤلاء الأشخاص يتوجهون ناحيتي، وبسرعة قاموا بتقييد حركتي وجذبي إلي داخل السيارة، وهنا حاول أحد الشباب إنقاذي إلا أنهم قاموا بضربه واختطافه هو الآخر".
وأردفت قائلةً: " تم اقتيادي أنا وهذا الشاب إلى مكان مجهول بعد تغميم أعيننا، وتم إدخالي بمفردي إلى غرفة شديدة الظلام، لا يوجد بها أى منفذ للهواء؛ ثم فجاء انفتح الباب، وتم إلقاء المياه علي وجهي، وأنا مازلت مغممة العينين، ثم بدأت مرحلة الضرب، لكمات متتالية هوت علي منطقة البطن عندي مسببة ألمًا لا يمكن وصفه، وظللت علي هذا الحال ما بين إلقاء الماء البارد على وجهي وبين الضرب بالبطن لمدة طويلة، ثم توقف الضرب وإلقاء المياه، وأحسست بعدة أشخاص يدخلون إلي الغرفة وبدأوا يخاطبونني بصوت من اعتاد إلقاء الأوامر، وبدأت الأسئلة تنهال؛ هل أنت منتمية لجماعة الإخوان المسلمين؟ هل أنت مشاركة فى تظاهرات الجامعة؟؟ ما مصدر تمويل تلك التظاهرات؟".
وقالت إنها تعرضت للتحقيق لثماني ساعات متوصلة، وتابعت: "ضغط نفسي رهيب قد يساوي ضعف العذاب البدني، انتهى التحقيق وعاد المحققون من حيث جاءوا، وأيضًا عاد إلقاء المياه والضرب المتواصل بالبطن، وكل هذا وأنا لا زلت مغمضة العينين لم أر أحدًا، ثم كانت مرحلة أخرى من التعذيب العبقري وهى سماع أصوات صراخ أشخاص يتم تعذيبهم في غرف مجاورة لي".
وتكمل منة الله: "اشتد الضرب على منطقة البطن، وبدأ فمي ينزف دمًا؛ وهنا غاب عني الوعي، ولا أدري لكم من الوقت فقدتُ وعيي؟ إلا أنني عندما أفقت وجدت نفسي في مكان مجهول، فتحاملتُ على سيقانٍ لا تستطيع الاحتمال، وبدأت أمشي حتى وجدتني بميدان جهينة؛ فأوقفتُ إحدى السيارات المارة – والتي توقفت فورًا – وقام أصحابها بالتواصل مع أهلي وأخبروهم بأنني معهم".
وعند وصول أهل منة إلى مكان تواجدها، الخميس، وجدوها في حالٍ يرثى لها، فتم نقلها إلى المستشفى؛ حيث أجريت لها عدة فحوصات دقيقة للاطمنان عليها، تبين من نتائجها أن الأضرار التي أصيبت بها خارجية، وليس هناك أي أضرار داخلية.
.