قال وزير الشؤون المدنية الفلسطيني، حسين الشيخ، إن الجانب الصهيوني أبلغ الفلسطينيين عن موافقته المبدئية لرسو سفينة تركية محملة بمولد كهربائي، عند أقرب نقطة لقطاع غزة، خلال أيام، فيما أغلقت السلطات الصهيونية، اليوم، معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد لقطاع غزة.
وأضاف الشيخ -في تصريحات صحفية اليوم الخميس بحسب الأناضول" أن السفينة ستزود غزة بالكهرباء، إلى حين إصلاح الأعطال في محطة توليد كهرباء غزة، والتي تعرض جزء منها إلى قصف إسرائيلي مباشر خلال عملية "الجرف الصامد".
وذكر الشيخ، "كان مطلبنا الأول ربط شبكة كهرباء غزة بالشبكة القطرية الصهيونية، لأننا دفعنا الملايين لهذا الأمر، وهذا هو الأفضل لنا، ولكن الصهاينة رفضت الأمر رفضًا قاطعًا فذهبنا إلى خيار السفينة وهو تبرع تركي نشكرها عليه".
وبحسب مصادر مطلعة في محطة توليد كهرباء غزة، فإن الطاقة التي تولدها السفينة تبلغ قرابة 10 ميجاوات.
وفي الوقت الحالي، فإن الكهرباء في منازل غزة ومنشآتها، تعمل وفق نظام المداورة، أي أنها تعمل لمدة 6 ساعات في بعض المناطق، وتنقطع 6 ساعات أخرى لتزويد مناطق أخرى، وهكذا.
وأشار الشيخ إلى أن الكيان الصهيوني وافق على رسو السفينة عند نقطة قريبة من قطاع غزة، حتى يتم مد الكابلات إلى اليابسة، وتزويد القطاع بالطاقة الكهربائية إلى حين حل مشكلة الكهرباء في المحطة.
وتوقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، عن العمل بشكل كامل، بعد أن استهدفت الطائرات الحربية الصهيونية في 29 يوليو الماضي، خزّان الوقود الرئيسي للمحطة.
ويحتاج قطاع غزة، لطاقة بقوة نحو 360 ميجاوات، لتوليد الكهرباء وسد احتياجات السكان منها (حوالي 1.8 مليون نسمة)، لا يتوفر منها سوى قرابة 150 ميجاوات تقريبا.
ويحصل قطاع غزة على التيار الكهرباء من ثلاثة مصادر، أولها الكيان الصهيوني، حيث تمد القطاع بطاقة مقدارها 120 ميجاوات، وثانيها مصر، وتمد القطاع بـ 32 ميجاوات، فيما تنتج محطة توليد الكهرباء في غزة التي توقفت ما بين 40 إلى 60 ميجاوات.
وقالت سلطة الطاقة الفلسطينية في قطاع غزة (حكومية)، أمس الأربعاء، إنها ستنفذ ثلاثة مشاريع، خلال الأشهر التسعة القادمة، ستكون من أبرز نتائجها انحسار مشكلة الكهرباء في القطاع بشكل كبير.
وفي سياق ذي صلة أغلقت السلطات الصهيونية -اليوم الخميس- معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد لقطاع غـزة (جنوب)، أمام حركة إدخال البضائع، بسبب الأعياد اليهودية.
وقال منير الغلبان، مدير الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم، لوكالة "الأناضول"، إنّ "السلطات الصهيونية قررت إغلاق معبر كرم أبو سالم أمام حركة البضائع، لثلاثة أيام متواصلة، بدءا من صباح اليوم الخميس وحتى يوم الأحد المقبل، بسبب الأعياد اليهودية (العُرْش(".
وأضاف: "الشركات الفلسطينية الخاصة العاملة في الجانب الإسرائيلي أبغلتنا بأن توريد مواد البناء إلى القطاع الخاص بغزة، سيتواصل بعد فتح المعبر".
واحتفل اليهود بعيد ما يسمي بـ"العُرش"، الأربعاء من الأسبوع الماضي، واستمر حتى يوم أمس، غير أن الاحتفال بهذه المناسبة لدى اليهود يستمر حتى اليوم التالي من انتهاء فترة العيد.
ودخلت الدفعة الأولى من مواد بناء (نحو 75 شاحنة) ، إلى قطاع غزة، الثلاثاء، عبر المعبر نفسه، بعد سماح السلطات الإسرائيلية بتوريدها بعد حظر دام سبع سنوات، وفقًا للاتفاق الثلاثي بين الكيان الصهيوني والسلطة، والأمم المتحدة، الخاص بتوريد مواد البناء، لإعمار ما دمره العدوان الصهيوني الأخيرة.
ويمنع الكيان الصهيوني إدخال العديد من البضائع، وأهمها مواد البناء لغزة، منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية بداية عام 2006، حيث فرضت حصارًا مشددًا، وشددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة عام 2007.
غير أنها سمحت بإدخال كميات محدودة من مواد البناء بداية شهر سبتمبر من العام الماضي، عبر القطاع الخاص، ثم عادت ومنعت إدخالها في الشهر التالي، بدعوى استخدامها من قبل حركة حماس في بناء تحصينات عسكرية، وأنفاق أرضية
ويربط قطاع غزة بالأراضي المحتلة في الوقت الحالي، معبران، الأول هو معبر بيت حانون (إيريز) شمالي قطاع غزة، الخاص بتنقل الأفراد من غزة إلى الضفة، ومعبر كرم أبو سالم، أقصى جنوب قطاع غزة، وهو المعبر التجاري الوحيد الذي أبقت عليه دولة الاحتلال بعد إغلاقها لأربعة معابر تجارية، في عام 2007.وشن الكيان الصهيوني في السابع من يوليو الماضي عدوانًا على قطاع غزة، استمر 51 يوماً، وتسبب في استشهاد 2165 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، حسب مصادر طبية فلسطينية، فضلاً عن تدمير نحو 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.