شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

إقبال تاريخي على رواية 1984 بعد القبض على طالب بسببها

إقبال تاريخي على رواية 1984 بعد القبض على طالب بسببها
"حارب الشيء .. ينتشر" .. حكمة لاقت انتشارًا وإعجابًا عبر أزمنة وأمكنة مختلفة، وكانت على موعد للتحقق في...

"حارب الشيء .. ينتشر" .. حكمة لاقت انتشارًا وإعجابًا عبر أزمنة وأمكنة مختلفة، وكانت على موعد للتحقق في واقعة تحريز رواية تتحدث عن "الديكتاتورية"، خلال اعتقال طالب بجامعة القاهرة، الأمر الذي تسبب في إقبال كبير على الرواية في منافذ بيعها أو عبر تحميلها من مواقع الإنترنت.

الرواية العالمية المعروفة بعنوان (1984) للكاتب والصحفي البريطاني جورج أورويل، لاقت دعوات للقراءة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) و(تويتر)، فيما أعلن نشطاء عن شرائهم إياها أو تحميلها من الإنترنت، لمعرفة التهمة التي تسببت في اعتقال الطالب.

وبحسب اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة (غرب العاصمة)، في تصريح لوكالة "الأناضول"، فقد ألقت أجهزة الأمن القبض على طالب، أمس الأحد، في محيط جامعة القاهرة، بحوزته رواية تتحدث عن "ديكتاتورية الأنظمة العسكرية".

وأوضح أن "الخدمات المعينة لملاحظة الحالة الأمنية بمحيط جامعة القاهرة، تمكنت من ضبط (محمد. ط)، 21 عامًا، طالب، مقيم بمنطقة الوراق ، بعد رصده يقوم بمتابعة تحركات قوات الشرطة المكلفة بتأمين الجامعة".

وأضاف فاروق أن إلقاء القبض على الطالب ليس له علاقة بالرواية، وإنما خلال ضبطه وجدنا بحوزته رواية بعنوان (1984) للكاتب جورج أورويل، تتتحدث عن الأنظمة العسكرية الفاسدة التي تحكم البلاد بديكتاتورية.

وتابع: "كما تم ضبط الطالب بحوزته كشكول مدون به عبارات تتحدث عن الخلافة الإسلامية وكيفية تطبيقها في البلاد"، وهو ما دفع الشرطة لتحرير محضر بواقعة الضبط، وإحالتها للنيابة العامة لبدء التحقيق.

"إقبال تاريخي"

و بحسب ما ذكرته وكالة "الأناضول" انتشرت مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت رواية (1984) بشكل كبير بين روادها، للدرجة التي جعلت معدلات تحميل الرواية من مواقع الإنترنت كبيرة جدًا، بحسب ما أعلن النشطاء على صفحاتهم، ما دفع البعض للتعليق على الأمر منهم أنس محمود (25 عاما) الذي كتب في تغريدة على (تويتر): "الإقبال اليوم على الرواية تاريخي يا فندم".

في الوقت الذي كتبت علياء سعيد (18 عاما) على (فيسبوك): "من جورج أورويل إلى الحكومة المصرية: نشكركم على حسن تعاونكم معنا في جعل روايتنا الأكثر قراءة في مصر".

فيما كتب خالد مرتجي (30 عامًا) في (تويتر): "قبضوا على طالب علشان لقيوه معاه رواية 1984.. النهارده أمة لا إله إلا الله، اشترت الرواية دي يشوفوا قبضوا عليه ليه."

سيف عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، اقتبس جملة من رواية (1984)، وكتبها في صفحته بـ(فيسبوك)، وهي: " من المستحيل أن تؤسس حضارة على الخوف والكراهية والقسوة، فمثل هذه الحضارة إن وجدت لا يمكن أن تبقى".

كما نشر عدة اقتباسات أخرى من الرواية، وهو ما كرره فيها النشطاء تحت هاشتاج "جورج أورويل "، و"رواية 1984".

وتابع عبد الفتاح عبر صفحته: "كلما سعت السلطة الفاشية لحجب شيء، انتشر بقوة، وربما ما كان له أن ينتشر بهذه السرعة والقوة إلا لرغبة السلطة ذاتها في منعه".

وجاء تعليق عبد الفتاح، ردًا على وضع الشاعر والناشط السياسي عبد الرحمن يوسف، رابطًا لتحميل الرواية، لاقي أكثر من 1600 إعجاب، و650 مشاركة، وسط تعليقات تشير إلى تحميل أصحابها الرواية.

ورواية 1984 ، قدمها أورويل في عام 1949 قبل وفاته بعام، وتنبأ من خلالها بمصير العالم، الذي ستحكمه قوى كبيرة، تتقاسم مساحته وسكانه، ولا توفر أحلامهم وطموحاتهم، بل تحولهم إلى مجرد أرقام في جمهوريات "الأخ الأكبر"، الذي يراقب كل شيء ويعرف كل شيء، حيث يمثل حكمه الحكم الشمولي.

ووصف أورويل في الرواية، بشكل دقيق تحول القيم البشرية إلى أشياء هامشية، ومن ثم سطوة الأحزاب السلطوية والشمولية على الناس والشعوب ليكونوا مجرد أرقام هامشية في الحياة بلا مشاعر ولا عواطف، وليس لديهم طموحات أو آمال، حيث يعملون كالآلات خوفًا من الأخ الأكبر، ولينالوا رضاه لأنه يراقبهم على مدار الساعة.

"اقتباسات من الرواية"

– لا يمكن الاحتفاظ بالسلطة إلى الأبد إلا عبر التوفيق بين المتناقضات.

– إن السلطة ليست وسيلة بل غاية ، فالمرء لا يقيم حكما استبداديًا لحماية الثورة، وإنما يشعل الثورة لإقامة حكم استبدادي.

– كلما ازداد الحزب قوة ومنعة قلت درجة تسامحه ،وكلما ضعف معارضو السلطة اشتدت قبضة الاستبداد والطغيان.

– من المستحيل ان تؤسس حضارة على الخوف والكراهية والقسوة،فمثل هذه الحضارة إن وجدت لا يمكن أن تبقى.
 

– إذ لم يكن من المرغوب فيه أن يكون لدى عامة الشعب وعي سياسي قوي , فكل ما هو مطلوب منهم وطنية بدائية يمكن اللجوء إليها حينما يستلزم الأمر.

"نجاح كبير"

وحققت رواية 1984 على مدار السنوات الماضية، نجاحًا كبيرًا على المستوى العالمي، وتم اختيارها كواحدة من أفضل 100 رواية، بحسب مكتبة راندوم هاوس، أحد أكبر دور نشر كتب اللغة الإنجليزية في العالم.

كما كانت هذه الرواية في وقت من الأوقات تعد ثورية وخطرة سياسياً مما أدى إلى منعها من المكتبات في عدد من الدول التي كانت محكومة بحكومات شمولية كروسيا وحتى غيرها من الدول.

هذا وقد اختارت مجلة التايم الرواية كواحدة من أفضل مائة رواية مكتوبة بالإنجليزية منذ عام 1923 وحتى الآن. وقد تم ترجمتها إلى 62 لغة.

ولد إريك آرثر بلير وهو الاسم الحقيقي لجورج أورويل في يونيو 1903م، وعمل صحفيًا وروائيًا، وكان يشتهر بالوضوح والذكاء وخفة الدم والتحذير من غياب العدالة الاجتماعية ومعارضة الحكم الشمولي وإيمانه بالاشتراكية الديمقراطية.

في عام 2008، وضعته صحيفة "التايمز" البريطانية، في المرتبة الثانية في قائمة "أعظم 50 كاتبًا بريطانيًا منذ عام 1945". 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023