"أنا عايز أحافظ على البنات" كلمة قالها الرئيس الدكتور محمد مرسي قبيل الانقلاب العسكري عليه في الثالث من يوليو قبل الماضي ، لم يستوعبها كثير من الشعب المصري وقتها.
وبعد أيام من الانقلاب العسكري بدأ الشعب المصري يعرف معنى هذه الكلمة ، مقتل 4 سيدات بالمنصورة من بينهم "هالة أبو شعيشع" 17 عامًا ، وبعدها بأشهر ، اعتقال 3 طالبات داخل الحرم الجامعي لجامعة المنصورة وهم "منة وأبرار ويسرا" ليأتي اليوم الثاني عشر من شهر نوفمبر الجاري لتحل الذكرى الأولى لمرور عام على اعتقالهن داخل سجون الانقلاب.
السجن بتهمة التظاهر
وبعد 6 أشهر من تجديد حبس الطالبات الثلاث وتحديدًا في 21 مايو من العام الجاري قضت محكمة جنايات المنصورة بالسجن سنتين على الطالبتين منة الله مصطفى 18 عام طالبة بكلية الآداب وأبرار علاء العناني 18 عام طالبة بكلية التجارة و 3 سنوات على يسرا الخطيب 21 عامًا بكالوريوس تربية و 5 سنوات على 18 طالبًا في نفس القضية.
وقد وجهت النيابة للطلاب تهمًا بـ"العنف والتخريب، والتعدي على منشآت جامعية، والتظاهر بدون ترخيص، والانضمام إلى جماعة إرهابية".
حقوق المرأة!!
وعن الوضع داخل السجون تقول شقيقة يسرا الخطيب " عند حجزهم أول 15 يوم كانوا محتجزين بزنزانة متر فى متر ونصف مع سجينات جنائيات وتم ترحيلهم خلال ال15 يوم بسجن منية النصر، وكانت الزيارة صعبة للغاية، مدتها لا تتعدى خمس دقائق لا يستطيعون خلالها مصافحتهم مجرد أعطائهم احتياجاتهم فقط ، وبعد تجديد الحبس 15 يوم آخرين ، تم نقلهم فى زنزانة 4/6 أمتار بها 30 سجينة جنائيات من سرقة وقتل وتجارة مخدرات ، ليس بالزنزانة تهوية او إضاءة ونومهم وهم جالسين، الزيارة كانت بصعوبة ومعاملة الضباط معانا كانت سيئة جدا " .
وتضيف : أن بعض الجنائيات كانوا يتعمدون مضايقتهن إلا أن معاملة الفتيات معهن كانت جيدة للغاية.
أنقذوا فتيات المنصورة
منظمة العفو الدولية بدورها ناشدت سلطات الانقلاب في مصر سرعة الإفراج عن الطالبات الثلاث مؤكدة أنها اطلعت على رسالة من أمن الجامعة إلى النيابة العامة تفيد بعدم مشاركة الفتيات فى أعمال العنف و تطالب بالإفراج عنهن.
ودعت المنظمة في بيان لها الجميع للكتابة فوراً باللغة العربية أو الإنجليزية، أو باي لغة أخرى لحث السلطات المصرية على إسقاط جميع التهم عن الفتيات الثلاث ، وإطلاق سراحهن فورا وبدون شروط ، وإعطاء منة الله مصطفى الرعاية الطبية اللازمة ؛ و فصل الفتيات الثلاث عن السجينات الجنائيات لحين الإفراج عنهم.
ودعت المنظمة إلى مخاطبة مكتب النائب العام هشام بركات، ونائب وزير الخارجية لحقوق الإنسان، ومكتب الرئيس المعين عدلي منصور.
وقالت المنظمة في بيانها إن الفتيات الثلاث هن سجينات رأى وقد تم احتجازهن بشكل انفرادي لمجرد ممارستهن السلمية لحقهن فى التجمع و التعبير عن الرأى.
كما جددت منظمة "هيومان رايتس مونيتور" طلبها بالإفراج الفوري عن الطالبات ، وذلك من خلال بيان رسمي حمل عنوان " أنقذوا فتيات المنصورة " .
وأشارت المنظمة في بيانها إلى الانتهاكات التي تعرضن لها الفتيات طيلة فترة اعتقالهن.
سجنك حرية
بدورها دشنت حركة "سجنك حرية" بمحافظة الدقهلية، حملة تحت عنوان " 10 سنوات " لتسليط الضوء على قضية الطالبات الثلاثة "منة ، وأبرار ، يسرا" واللاتي تم احتجازهن منذ العام الماضي لاتهامهن بالقيام بأعمال شغب ، وصدر بحقهن عقوبات وصل مجموعها لـ10 سنوات.
وقالت الحملة في بيان لها :"عامٌ اكتمل على اعتقالهن، عامٌ بين حبس احتياطي، ثم حكم، ثم ترحيل، عامٌ في الزنزانة و القيد، في عتمة السجن و غياب ضوء الشمس، في انتهاكٍ لأبسط حقوقهم كبشر، عام علي إرادةٍ مسلوبة، من حرية انتزعها منهم السجان".
