واصل 4000عامل في شركة الحديد والصلب إضرابهم لليوم الثالث علي التوالي مع إصرار العمال على الاعتصام للمطالبة بصرف الأرباح.
فى الوقت نفسه تتعرض الشركة لأزمة كبيرة بسبب الخسائر التى وصلت إلى 339% من رأسمال الشركة، الأمر الذى دفع الجمعية العامة الأخيرة للشركة للبحث فى أمر استمرارها واتخذ قرار استمرارها لأسباب لا علاقة لها بالجدوى.
من جانبه أكد محمود عبد الرحمن، قيادي عمالي بالشركة، أن العمال يرفضون فض الإضراب إلا بعد الاستجابة لكافة مطالبهم، مشيرا إلى أن الإضراب شمل عمال الورديات الثلاث بالشركة.
ونفي قيام العمال داخل الأفران بالإضراب، حرصا منهم على مصلحة الشركة، لافتا إلى أن توقف الأفران يتسبب في خسائر فادحة للشركة.
أما أحمد فاوى الضبع، رئيس اللجنة النقابية بشركة الحديد والصلب، فأكد استمرار إضراب عمال شركة الحديد والصلب لليوم الثالث على التوالى، والاعتصام داخل مقر الشركة بمنطقة التبين، وأنهم رفضوا قرار المهندس إبراهيم محلب الذى أصدره، أمس، لأنه لم يحقق لهم مطالبهم الأساسية فى الإضراب.
وكان رئيس وزراء الانقلاب ، قرر خلال اجتماعه أمس بصرف 200 جنيه، كسلفة موسمية لكل عامل وإعطاءهم منحة نص شهر "حافز".
كما قرر صرف رواتب العمال، بعد غدًا الأربعاء، وأرجأ صرف الأرباح السنوية للعمال، إلى أن يلتقي برئيس الشركة القابضة، ورئيس شركة الحديد والصلب، مناشدًا العمال بضرورة العودة إلى عملهم للحفاظ على مسيرة التنمية.
وأشار الضبع إلى أن العمال لن ينهوا الإضراب إلا عندما تتحقق كل مطالبهم، التى تتمثل فى إقالة رئيس مجلس الإدارة، وصرف مجنب الحافز السنوى بواقع 16 شهراً مع صرف ثلاثة أشهر من مجنب حافز العام الماضى والذى لم يتم صرفه، وعودة نسبة 7% التى تم خصمها من الحافز الشهرى، وعودة جميع العمال المفصولين والذين تم نقلهم وإيقافهم عن العمل خلال العام الماضى عقاباً لهم على مشاركتهم فى قيادة الاعتصامات السابقة.
وكان مصدر مسئول بالشركة القابضة للصناعات المعدنية قال في تصريحات صحفية للوطن إن أعضاء اللجان النقابية فى 7 شركات تابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية أخطروا رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة يحذرونه فيها من اعتزام العمال الدخول فى الإضراب خلال أيام، تضامناً مع عمال «الحديد والصلب».
و كشف مصدر بالشركة أن قرار الجمعية الأخير كف يد مجلس إدارة الشركة عن صرف أى مبالغ أو أرباح، إلا فى حالة تحقيق عوائد، وهو الأمر الذى يجعل الشركة فى وضع صعب، حيث تجاوزت الخسائر المجمعة نحو 3.3 مليار جنيه مما جعل الجمعية تتفق مع رأى الجهاز المركزى للمحاسبات من أن هناك شكاً جوهرياً فى قدرة الشركة على الاستمرار، يضاف إلى ذلك أن قرار الجمعية ربط صرف الحوافز والمكافآت وما فى حكمهما بالإنتاج والربحية وتحقيق تطور فى المؤشرات الاقتصادية وهو ما يجعل هناك صعوبة فى تلبية مطالب العمال.
على جانب آخر كشف العمال أنهم على استعداد للعمل ولكن الشركة تعمل بأقل من 60% من طاقتها وهذا أمر لا علاقة لهم به ولا يعتبر السبب من جانبهم وطالبوا بتدخل الدولة لإنقاذهم.. وأشار العمال إلى أن هناك أسباباً أخرى لتدهور الشركة منذ 20 عاماً ولم يتدخل أحد لإنقاذها.
يذكر أن الحديد والصلب قد انتهت من دراسة تطويرها وفى انتظار البدء فيها، فى حين صرح أشرف سالمان وزير الاستثمار بحكومة الانقلاب بأن الوزارة ترفض ضخ أموال فى الشركات دون معرفة الجدوى الحقيقية لها.
وقال إن الحديد والصلب تحتاج إلى رفع إنتاجيتها ورفع الطاقة التصميمية من 300 ألف طن إلى 1.2 مليون طن، بما يحقق مكاسب ويؤدى إلى تشغيل العمالة بكامل طاقتها.
وتعجز حكومة الانقلاب عن حل أزمة الشركة التي توقف تطويرها منذ أكثر من 40عاما.
وبعد تأكيد مصادر من داخل الشركة عن تخلي حكومة الانقلاب عنها تساءل الكثيرن عن مصير الشركة والآلاف من عمالها .
كشف مصدر مسؤول بشركة الحديد والصلب، أن إبراهيم محلب، رئيس الوزراء بحكومة الانقلاب أسند تنفيذ وعده الذي أعلنه لعمال الشركة، خلال الزيارة التي أجراها عقب توليه منصبه، بصرف 50 مليون دولار للشركة، لانتشالها من حالة الخسائر التي تتكبدها حاليا، إلى البنوك الثلاثة العامة.
وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه في تصريحات صحفية سابقة "محلب تخلى عن الشركة، خاصة أنه تم عقد لقاء مع قيادات بنوك اﻷهلي ومصر والقاهرة، وطلبوا ميزانيات 3 أعوام ماضية، وبالتالي رفضوا التمويل نظرا للخسائر الكبيرة التي تتكبدها الشركة بسبب انعدام التمويل".
وتابع: «الشركة إن لم يصلها تمويل، في غضون فترة قصيرة ستكون معرضة لعدم الاستمرارية،مشيرا إلى أن ما يقرب من 11 ألف عامل يمثلون قوام العمالة في الشركة، مهددون بالتشرد، إذا لم تتدخل الدولة جميعها لإعادة تشغيل الشركة التي تعمل في الوقت الراهن بربع طاقتها فقط، بسبب عدم توافر السيولة.
من جانبه أكد المهندس محمد حنفي، مدير غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، إن شركة الحديد والصلب ساهمت في المجهود الحربي خلال الحروب التي دخلتها مصر، موضحا أن أحدث ماكينة بشركة الحديد والصلب بدأت العمل عام 1974 ولم يتم إجراء أي تطوير منذ ذلك التاريخ.