أثار قرار رفض البيت الابيض اعتبار جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية العديد من ردود الأفعال.
ففي الوقت الذي أعتبر خبراء أن القرار جاء خوفًا من انجرار الإخوان إلي العنف، وأن الجماعة لم تستخدم أي عنف وملتزمة بالسلمية رغم ما تتعرض له من أنتهاكات جسيمة، هاجم إنقلابيون القرار، في ظل تخوفات من توقف الدعم الامريكي للانقلاب.
وأعلن الموقع الرسمي للبيت الأبيض رده مساء أمس على عريضة نشرت به قبل عام، وبالتحديد فى يوليو 2013، تطالب إدارة أوباما بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، بحجة تهديدها للمصالح الأمريكية.
وقدمت العريضة بعد عدة أيام من انقلاب السيسي علي الرئيس "محمد مرسى" ولكنها لم تتلق أي رد من إدارة الرئيس باراك أوباما الا اليوم وجاء رد موقع البيت الأبيض مضاد لطرح العريضة.
حيث أكد البيت الأبيض أنه لم يري دليلًا ملموسًا على تخلى جماعة الإخوان المسلمين عن تاريخهم الطويل في التزام سياسة اللا عنف، وأن الولايات المتحدة لا تتسامح مع أي عنف سياسي، وتواصل ممارسة ضغوطها على أي طرف لممارسة السياسة بشكل سلمى، الولايات المتحدة ملتزمة بمحاربة الجماعات الإرهابية التي تمثل تهديد عليها أو على حلفائها".
ويعتبر رد موقع البيت الأبيض متوافقا مع رفضها من قبل اقتراح تشريع يصنف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، كان نواب من الحزب الجمهوري تقدموا به في الكونجرس.
ومن جانبه أرجع أحمد رامي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة ، رفض الولايات المتحدة الأمريكية لاعتبار جماعة الإخوان إرهابية لخوفهم من انزلاق الجماعة إلى العنف الثوري.
قال "رامي"، عبر صفحته على "فيس بوك": "تواتر الإشارات الغربية من جهات غير رسمية على مدار الشهر الماضى سواء فى قرار القضاء الفرنسي بقبول النظر فى شكوى ضد السيسي أو بريطانيا فى رفع الحصانة عن مسئولى الحكومة المصرية، وبالأمس ما صدر عن البيت الأبيض بعدم اعتبار الإخوان جماعة إرهابية أراها إشارات حتى لا تنزلق الجماعة لمسار العنف الثورى".
وبدوره، قال الدكتور وحيد عبد المجيد، مستشار بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، لا يمكن أن نحسب كل الدول التى لم تصدر بياناً رسمياً يعتبر جماعة الإخوان جماعة إرهابية، أنهم حلفاء للإخوان، مشدداً على أن عدد الدول التى أعلنت الجماعة إرهابية 5 دول فقط، وهو الأمر الذى لا يعنى أن 185 دولة من دول العالم داعمين لجماعة الإخوان.
وأضاف عبد المجيد في تصريحات صحفية، أن كل دولة تصنف الإرهاب وفقا لقواعدها وسياساتها، وأن عدم إصدار البيت الأبيض بياناً يعتبر الإخوان جماعة إرهابية، أمراً لا يجب أن يثير تساؤل لدى المصريين، وإنما فى حال صدور مثل هذا القرار كان من الممكن أن نُعيد قراءة المشهد ونبحث عن التساؤلات.
وفي المقابل هاجم عدد كبير من الانقلابيين القرار في ظل تخوفات من تخلي الإدارة الأمريكية عن الانقلاب وسط حالة من الهجوم الإعلامي الأمريكي علي نظام السيسي.
وأعرب الدكتور مدحت الشريف، الباحث المتخصص في الشئون السياسية والاقتصادية والمؤيد للانقلاب العسكري، عن استيائه من رفض الولايات المتحدة الأمريكية اعتبار "الإخوان" جماعة إرهابية، والتأكيد على أن الإخوان لم ينتهجوا العنف طوال تاريخهم السياسي.
وأكد الشريف، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "صباح أون"، الذي يعرض على قناة "أون تى في"، صباح اليوم الثلاثاء أن جماعات الضغط الإخوانية نجحت في الضغط على الرئيس الأمريكى باراك أوباما وعلى إدارته، والدليل بات واضحًا على أن أوباما نفسه يستعين بقيادات إخوانية داخل البيت الأبيض.
وأوضح الشريف أن نائبة جمهورية في الكونجرس الأمريكى هي من تقدمت بمشروع قانون لإدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب وقدمت 19 صفحة توثق جرائم الإخوان في مجال العنف، بينما أدار أوباما ظهره لكل هذا ورفض اعتبار الإخوان جماعة إرهابية.