بالتزامن مع ذكرى اليوم العالمى لذوي الإحتياجات الخاصة أصدر "المرصد المصرى للحقوق والحريات" تقريرًا رصدياً حول أوضاع ذوى الإحتياجات الخاصة فى مصر تحت عنوان " الحقوق المهدرة ".
وقال المرصد خلال تقريره الذي نشره عبر صفحته الرسمية على موقع"فيس بوك": "اعتمدت الأمم المتحدة منذ عام 1992 يوم 3 ديسمبر من كل عام لدعم ذوي الإحتياجات الخاصة بهدف زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم التصاميم الصديقة للجميع؛ من أجل ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. كما يدعو هذا اليوم إلى زيادة الوعي في إدخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية".
وأضاف:" وقد سلط التقرير الضوء على المعاناة التى يعيشها ذوو الاحتياجات الخاصة فى مصر، فى ظل الإهمال الشديد من قبل مؤسسات الدولة، ما جعل قضاياهم تفرض نفسها بقوة على المجتمع المصري، وذلك نظرًا لنسبتهم المرتفعة التى لا يستهان بها ، كما أنه يعاج بجانبهم أكثر 25 % من أفراد المجتمع دون وجود خطة استراتيجية تقوم عليها الدولة من أجل النهوض بهم حتى يلعبوا دورًا فعالًا فى بناء مصر، فلم يعد هناك مجال لغض الطرف عن مشكلاتهم، خاصة أن حقوقهم ليست صدقة أو إحسان تقدمها الدولة له بل هى التزام دستورى وأخلاقى أصيل تلتزم الدولة بموجبه برعايتهم وتوفير الاحتياجات اللازمة لهم".
وتابع المرصد في تقريره: "كما أن قضية ذوى الاحتياجات الخاصة تفرض نفسها بقوة فى ظل شيوع الأنماط الثقافية السلبية تجاههم، بالإضافة إلى ضعف تسليط الأضواء إعلاميًا على قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن المضامين التلفزيونية والأفلام السينمائية تقدم صورة سلبية عن ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى سوء تعامل الأخصائيين الاجتماعيين معهم، وقلة مراكز الرعاية والتأهيل، وعدم دمجهم بالشكل الأمثل فى المدارس والجامعات".
كما ذكر المرصد فى تقريره أن ذوي الاحتياجات الخاصة لا يتمتعون بالحقوق التى كفلها لهم الدستور فى حرية التعبير عن الرأي والتجمع السلمي والتظاهر، كما أن السلطات المصرية في تعاملها الأمني مع المعارضين السياسيين أصبحت لا تفرق في بطشها بين مريض معاق يحتاج لرعاية صحية خاصة وآخر.
ووثق المرصد في تقريره العديد من الانتهاكات بحق ذوى الاحتياجات الخاصة، والتي تم التعنت معها والإساءة إليها من قبل السلطات في تعسف غير مبرر، وقد بلغ عدد تلك الانتهاكات 86 انتهاكًا، تنوعت بين الاعتقال والإهمال والتعذيب، حيث لم يقتصر الأمر على التضييق عليهم اقتصاديًا واجتماعيًا، بل امتد ليشمل الاعتقال والتعذيب وصدور أحكام جائرة بحق بعضهم.
وأكد المرصد أن ما يتعرض له المواطنون عامة والمرضى المعاقون خاصة، من سوء معاملة وإهدار كرامة من قبل السلطات، يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون والدستورالمصري ولكافة الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والتي أكدت في موادها على احترام حرية المواطنين، وأن الحرية الشخصية حق ومصون، ويجب معاملة من تقيد حريته بما يحفظ عليه كرامته، ونصت على معاملة خاصة للمرضى المحتجزين داخل مقرات الاحتجاز.
هذا وقد دعا المرصد المصري للحقوق والحريات – في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة – المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية بضرورة اتخاذ موقف عاجل تجاه تلك القضايا، والتضامن مع كافة المعتقلين المرضى وغيرهم من الذين يلاقون معاملة قاسية ولا إنسانية داخل السجون، والتى لا تتفق مع الدستور أو القوانين والأعراف الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
كما طالب سلطات الانقلاب المصرية بما يلى :
– ضرورة الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين المرضى، وبالأخص منهم ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، وتمكينهم من الحصول على الأدوية اللازمة، ونقلهم إلى المستشفيات المدنية لاستكمال علاجهم حرصًا على حياتهم .
– احترام وتفعيل مواد الدستور التي تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، والالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة .
– العمل الجاد من قبل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني على دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع أفراد المجتمع، والعمل على إكسابهم المهارات وتأهيلهم لسوق العمل .
– ترشيد الأداء الإعلامي فى تناول قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال إعداد حملات لتنمية الوعي المجتمعي بقضاياهم وحقوقهم، وترشيد السلوك المجتمعى تجاههم، وإتاحة الفرصهم لهم لمشاركتهم فى الأعمال الفنية والدرامية التي تبرز قضاياهم .
– تطوير المناهج التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة بما يتناسب مع قدراتهم، مع توفير الوسائل التعليمية الخاصة والتى تراعي سهولة الاستخدام وفعالية الأداء .
– تفعيل أعمال المجلس القومي للإعاقة، وحل مشاكل العاملين به بما يؤهلهم لأداء الدور المناط بهم .
– سرعة الانتهاء من إعداد قاعدة بيانات متكاملة عن ذوي الإحتياجات الخاصة فى مصر؛ لتمكين مؤسسات الدولة من تقديم الخدمات اللازمة لهم .
– التوسع في إنشاء المزيد من مراكز الرعاية والتأهيل في مختلف محافظات الجمهورية، وبالأخص المناطق النائية .