طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية، اليوم الجمعة، كافة الدول بوقف أي عمليات "إعادة قسرية" للمواطنين الليبيين، أو من جنسيات أخرى من بلدان العالم الثالث، إلى ليبيا، لما تواجهه من أوضاع خطيرة.
و قالت المنظمة في بيان صحفي أصدرته، أوردته وكالة "الأناضول"، "يجب على جميع الدول وقف أي عمليات إعادة قسرية للمواطنين الليبيين أو جنسيات أخرى من رعايا بلدان العالم الثالث، إلى ليبيا لأنهم قد يواجهون ضرراً خطيراً في حال إجبارهم على العودة للأراضي الليبية".
وأضاف البيان أن "الصراعات المسلحة والفوضى التي تشهدها ليبيا قد تدفع إلى العنف العشوائي، وانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، وعليه فإنه في حال إجبار أي شخص على العودة لأي جزء من الأراضي الليبية، سيعرضه لخطر حقيقي من الضرر الجسيم، وهو الأمر الذي من شأنه أن يندرج تحت اسم الإعادة القسرية بحسب القانون الدولي".
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن "معظم المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية الأجنبية قامت بتجميد أنشطتها في ليبيا والانسحاب من البلاد في بداية الصراعات المسلحة في طرابلس، في يوليو الماضي، وهناك نقص في الحصول على المعلومات من داخل ليبيا والتي يمكن أن تقوم بتقييم الوضع، والمخاطر التي يتعرض لها الأفراد".
وبحسب "الأناضول" لم توضح المنظمة في بيانها الدول المقصود بها وقف عمليات الإعادة القسرية إلى ليبيا، كما لم توضح أمثلة على عمليات إعادة تمت بالفعل خلال الفترة الماضية.
وبحسب آخر إحصائية للأمم المتحدة صدرت في 5 سبتمبر الماضي، فإن هناك نحو 250 ألف ليبي فروا جراء القتال الأخير في البلاد.
وقال تقرير مشترك صدر عن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ومقره جنيف، إن "هناك 100 ألف نازح ليبي على الأقل داخل بلادهم، إلى جانب 150 ألف شخص غادروا البلاد"، من دون أن يحدد وجهة النازحين أو اللاجئين.
ويبلغ عدد السكان في ليبيا حاليا، بحسب تقديرات غير رسمية، أكثر من 6 ملايين نسمة.
"قصف يتجدد"
في تلك الأثناء قصفت طائرة يرجح أنها تابعة لقوات اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، صباح اليوم الجمعة، موقعاً على الجانب الليبي من معبر رأس جدير الحدودي مع تونس، بحسب شهود عيان.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان القصف قد أسفر عن وقوع إصابات بشرية، كذلك لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من قبل مصادر أمنية رسمية.
على الجانب التونسي من الحدود، نقلت الأناضول عن شهود عيان قولهم، إنهم شاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد من مكان يبعد نحو 2 كيلو متر عن المعبر بالجانب الليبي.
وبحسب شهود عيان فإن حركة المعبر تسير بشكل طبيعي، غير أن تشديداً أمنياً لوحظ في المكان.
وفيما لم يحدد شهود العيان طبيعة الموقع المستهدف، كانت طائرات تابعة لحفتر، استهدفت مواقع في طرابلس، وجريان، وزوارة وغيرها من مدن غرب ليبيا، خلال الأيام الماضية، قال عسكريون مقربون من اللواء المتقاعد إنها مواقع تضم مخازن للذخيرة وآليات عسكرية تابعة لقوات "فجر ليبيا".
وتعاني ليبيا صراعًا مسلحًا دمويًا في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق)، إلى جانب أزمة سياسية بين قوات الانقلاب بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر وكتائب ثوار ليبيا زادت حدته مؤخرًا، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والذي تم حله مؤخرًا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه.
أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).
ويتهم الإسلاميون في ليبيا، فريق برلمان طبرق بدعم عملية "الكرامة" التي يقودها حفتر منذ مايو الماضي، ضد تنظيم "أنصار الشريعة" الجهادي وكتائب إسلامية تابعة لرئاسة أركان الجيش، ويقول إنها تسعى إلى "تطهير ليبيا من المتطرفين".