دعا الأمين العام للأمم المتحدة، "بان كي مون"، اليوم الإثنين، إلى ضرورة تبني 4 خطوات رئيسة، لمواجهة انتشار فيروس "إيبولا" في دول "غرب أفريقيا"، وطالب بـ"المزيد من الموارد المالية والبشرية والتقنية"، من أجل الفوز في المعركة ضد الفيروس.
وقال الأمين العام في تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم،: إن الخطوة الأولى من تلك الخطوات، تتمثل في ضرورة تكثيف الجهود الدولية المبذولة لمواجهة انتشار المرض، مشيراً إلى أن دول غرب إفريقيا تشهد الآن عشرات من سلاسل معزولة من انتقال العدوى، وهو ما يتطلب ضرورة تطوير الجهود الدولية.
وتتمثل الخطوة الثانية، بحسب الأمين العام، في ضرورة زيادة التركيز على ما سماه "اصطياد الفيروس"، وتتضمن هذه الخطوة وجود فرق طبية من الأطباء، والممرضين، والفنيين، ومختبرات علوم الأوبئة، وأن تكون الفرق الطبية قادرة على الإنتشار في المناطق النائية لتقديم العلاج والبحث عن المفقودين.
أما الخطوة الثالثة فهي "إعادة تكثيف جهود الإنعاش الآن"، وهو ما يعني استعادة الخدمات الأساسية، وإعادة الأطفال إلى المدارس، وعودة الناس إلى ممارسة أعمالهم، وإعادة بناء الاقتصادات المحطمة، ورعاية الآلاف من الأيتام.
وبحسب الأمين العام، تتعلق الخطوة الرابعة، بالدروس المستفادة من مرض إيبولا، حيث يتعين على المجتمع الدولي رفع كفاءة أنظمة التحذير المبكر، لانتشار الفيروسات والأوبئة والإستجابة السريعة.
وأردف الأمين العام قائلا: "إنني أنوي إشراك الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة في محاولة جادة، لاستكشاف ما يمكننا القيام به لاستباق اندلاع أي أمراض قد تظهر في المستقبل".
وقال "بان كي مون" للصحفيين إنه شهد خلال زيارته الأسبوع الماضي لكل من "غانا وليبيريا وسيراليون وغينيا، ومالي"، حجم المعاناة الهائلة للمصابين بمرض إيبولا، لكنه أشار أيضا إلى أنه اطّلع بنفسه علي حجم (الجهود الخارقة) لمواجهة المرض.
وكرر "بان كي مون" دعوته لشركات الطيران، والشحن وجميع الدول الأعضاء إلى تجنب فرض قيود على السفر، أو إغلاق الحدود، موضحا أن مثل تلك الإجراءات "تأتي بنتائج عكسية، ومن المهم أثناء مكافحة مرض إيبولا، أن نكافح أيضا الخوف من العدوى من المرض".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن امتنانه للمساهمات المالية، والتقنية التي تقدمها حكومات دول العالم ومنظمات المجتمع المدني، لمكافحة "إيبولا".
لكنه استدرك بالقول: "ما زلنا نحتاج إلى المزيد من الموارد المالية والبشرية والتقنية، إذا أردنا الفوز في معركة محاربة مرض إيبولا، والوصول إلى الحالة صفر. لقد شهدنا انخفاضا في معدل انتشار المرض في دول غرب أفريقيا، لكننا نود أن نرى هذا الانخفاض يسير بمعدلات أسرع مما هي عليه الآن".
وأودى فيروس "إيبولا" بحياة "6928" شخصًا في 8 بلدان أفريقية متضررة، من مجموع 16 ألفًا و169 حالة مصابة بالوباء، بحسب أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية.
و"إيبولا" هو من الفيروسات القاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات المحتملة من بين المصابين به إلى 90%، جراء نزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس.
وهو أيضًا وباء معدِ ينتقل عبر الإتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى.