حاخام يهودي أثار جدلاً يدعى يعقوب أبو حصيرة، ولد شمال المغرب عام 1805، وهو ابن حاخام يهودى مغربي، وتوفى خلال زيارته لمصر عام 1879، وأصبح قبره مزارا من قبل اليهود، ويجذب الاحتفال السنوي به مئات الحجاج الذين أغلبهم من يهود إسرائيل والمغرب وفرنسا.
في أعقاب توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، سمحت القاهرة برحلات منظمة ومؤمنة على مستوى عال، لقبر الحاخام المغربي اليهودي، في البحيرة، وأعلنت وزارة الآثار عام 2001 الموقع نصبا تذكاريا ثقافيا مصريا.
وأصدرت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية أمس قرار بإلغاء الاحتفالات السنوية نهائيا لمولد أبو حصيرة اليهودي لمخالفته النظام العام والآداب وتعارضه مع وقار الشعائر الدينية، وكذلك إلغاء قرار وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى الخاص بأثرية ضريح الحاخام اليهودي يعقوب أبو حصيرة.
ورداً على قرار محكمة القضاء الإداري، قال إيمانويل نحشون، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصهيونية، إن مكتبه يدرس حيثيات قرار القضاء وأهميته، وأنهم يعتزمون مناقشته مع السلطات المصرية.
وأضاف المتحدث الصهيوني حسب وكالة الأسوشيتدبرس "ندرس قرار القضاء المصري، وسوف نناقش القضية مع السلطات المصرية ونؤكد على أهمية حرية العبادة".
وقال سعيد عكاشة الباحث في الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام، إن حكم القضاء الإداري اليوم قد يؤثر على صورة مصر خارجياً ويمكن استخدامه من قبل اليهود واتهام مصر بمعاداة السامية، مشيراً إلى أن ضريح أبو حصيرة تم استخدامه سياسيا خلال العقود السابقة .
وأضاف عكاشة -خلال حواره عبر شاشة العربية أن ضريح أبو حصيرة ليس ملكا لإسرائيل أو اليهود وإنما هو جزء من التراث المصري وهو يؤكد أن مصر بلد الأديان جميعا وصاحبة حضارة لا مثيل لها في التاريخ، لافتاً إلى أن البعض حمل موضوع المولد أكثر مما يجب وتساءل : لماذا لا نعتبره مثل أي مولد ديني خاص بالمسلمين.
وأشار الباحث في الشؤون الإسرائيلية إلى أن اليهودية أحد الأديان السماوية مثل الإسلام والمسيحية، واليهودي جزء من الشخصية المصرية مثل المسيحي والمسلم والفرعوني، مضيفاً أن الكيان الصهيوني سيستغل إلغاء احتفالات مولد أبو حصيرة للإساءة لمصر في المحافل الدولية مما يعنى تكوين رأى عام أوروبي وأمريكي سلبي تجاهنا .
وقالت القناة السابعة الإسرائيلية، الناطقة بلسان المستوطنين اليهود، إن مصر طالما منعت الاحتفال بمولد الحاخام لأكثر من سبب في مرات سابقة لكن في هذه المرة، فإن قرار منع الاحتفال جاء بقرار محكمة، مما يعنى حرمان اليهود من زيارة قبره وأخذ البركة منه.
وأضافت القناة أن المحكمة المصرية تجاهلت طلبا قدم من خلال الأمم المتحدة لنقل رفات الحاخام للقدس، بحجة أن هذا الأمر منافٍ لتعاليم الإسلام التي تمنع نبش القبور، موضحة أن تل أبيب ستلجأ لمنظمة "اليونسكو" لتسجيل قبر الحاخام كأثر حتى لا يتم هدمه، وستطالب السلطات المصرية مجددا بنقل رفات الحاخام لإسرائيل.
وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، خلال تقرير لها، إن حظر الاحتفال بمولد الحاخام "أبو حصيرة" أمر غير مقبول، إزالته من مواقع التراث التاريخى لمصر قد يسبب مشكلة فى المستقبل.
وأكد المستشار جابر قاسم، وكيل المشيحة العامة للطرق الصوفية بالإسكندرية، أن المولد كان مؤامرة وخطة صهيونية لاغتصاب الوطن من خلال الزعم بأن اليهود لهم جذور بمصر وهى مؤامرة أخطأت القيادة السياسية في البلاد وعلى رأسها الرئيس المخلوع حسنى مبارك في التعامل معها ومنح التصريح بذلك الاحتفال .
وأشار إلي أن القيادة السياسية – سبق- ووافقت على عرض الكتب الخاصة بموسوعات الفرق والجماعات اليهودية بمعرضي الكتاب الدولي ومكتبة الاسكندرية ومنها كتب تحمل اسم( القبّالاة ) التصوف اليهودي ويتضمن أن عائلة ابو حصيرة يهودية مغربية صوفية ومن نسلها ( الرابى يعقوب أبو حصيرة وهو مغالطة كبري ادت الي وجود ربط في أذهان المصريين بين المولد والصوفية.