بيان أصدرته رئاسة الجمهورية عصر الجمعة أفادت فيه أن قائد الانقلاب العسكري كان سيقطع زيارته إلى سويسرا، ويتوجه إلى السعودية من أجل الصلاة وحضور مراسم الدفن,ولكن بعدها بساعات أصدرت بيانًا آخر أعلنت فيه أن سوء الأحوال الجوية حالت بينه وبين السفر على الرغم من حضور ملك الأردن وهو قادم من نفس البلد الذي كان فيه قائد الانقلاب.
إذًا هي ليست "سوء الأحوال الجوية " بل يمكن أن يكون "سوء الأحوال السياسية ", مما أثار موجة من التساؤلات والجدل حول الأسباب الحقيقة وراء تغيبه عن حضور الجنازة، خاصة وأن الملك الراحل كان أبرز الداعمين للسيسي منذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013 وحتى وفاته أمس.
أما بالنسبة للشخص الآخر الذى منع من حضور جنازة الملك عبدالله هو الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح حيث منعت السلطات السعودية، دخول الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى أراضيها وذلك لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز،وذلك وفق ما صرح به مراسل التليفزيون المصري في الرياض.
وكانت مواقع يمنية قد أكدت أن السلطات السعودية رفضت طلب تقدم به الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح للقدوم إلى السعودية من أجل تقديم العزاء في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله.
وأكدت المصادر ذاتها اعتذار السعودية عن عدم استقبال أية وفود أو شخصيات يمنية للمشاركة، وقد أبلغت سفارتها في صنعاء بعدم منح أيةتأشيرات دخول لأراضيها مهما كانت الأسباب والدواعي وأي شخصيات يمنية كانت إلا بعد موافقة الرياض رسميًا.
وفسر الدكتور محمد المسفر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، هذا المنع قائلا" إن الملك سلمان بن عبد العزيز رفض حضور الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح جنازة الملك عبدالله اليوم، مشيرًا إلى أن ملف اليمن كان في حوذة سلمان في فترات سابقة ، وسوف يعود إلى مكتبة مرة ثانية بعد توليه الحكم.
وأكد المسفر في حديث لبرنامج الرأي الحر على قناة "الحوار"، أن ما حدث في اليمن من سيطرة جماعة "أنصار الله" الحوثيون الشيعة، بمثابة تهديد لخاصرة السعودية من قبل إيران.
بالإضافة إلى ما سبق فقد أدى فقدان النفوذ السعودي على اليمن، حينما تمخض مخطط إماراتي لسحق جماعة الإصلاح الإسلامية عن نتائج عكسية مذهلة، فاتحًا الباب على مصراعيه أمام مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا.
وقد قال الإعلامي زين العابدين توفيق، المذيع بقناة الجزيرة: إن غياب بعض الحكام العرب عن جنازة الملك عبدالله ليست صدفة.
وتابع في تدوينة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "غياب السيسي وحكام الإمارات عن جنازة الملك عبد الله وقرارات الملك الجديدة بإعفاء متعب والتويجري ليست مجرد صدفة لكن تابعوا بحذرٍ
وحول الأسباب الحقيقية لغياب السيسي عن جنازة العاهل السعودي أكد الكاتب البريطاني الشهير "ديفيد هيرست"، أن انقلابًا حدث داخل القصر الملكي السعودي خلال الساعات الأخيرة في حياة العاهل السعودي أطاح بمن وصفه بـ"رجل المؤامرات الخارجية بالقصر خالد التويجري رئيس الديوان الملكي".
وأوضح في مقال له بصحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية، أمس الجمعة، أن كل ما حدث في المملكة خلال الساعات الماضية كان انقلابًا بمعنى الكلمة دون أن يسمى انقلابًا علنيًا حيث أطيح بفكرة دخول الأمير متعب نجل الملك الراحل عبد الله إلى سلم الخلافة، وجيء بدلاً منه بالأمير محمد بن نايف كنائب لولي العهد وذلك باتفاق مع السدايرة نسبة إلى ذرية الملك عبدالعزيز المتنفذة من زوجته من آل السديري.
واعتبر الكاتب "أن عدم حضور عبد الفتاح السيسي لجنازة الملك الراحل بحجة سوء الظروف الجوية ما هي إلا نتيجة لشعوره بتغير المزاج العام في القصر السعودي.. حسب تعبير الصحيفة الأمريكية".
وذكر أن "هناك محاولتين جرت من قبل مستشارين للملك سلمان للتواصل مع قيادات من المعارضة الليبرالية المصرية بينهم محام وليس منهم أحد من الإخوان المسلمين لكن توجد اتصالات بينهم".
ويقول الكاتب الصحفى جمال سلطان فى مقال له " الخبر كان مزعجًا جدًا ، ومقلقًا ، بالنظر إلى المكانه التي يحظى بها الملك عبدالله لدى السلطات المصرية الجديدة، والموقف القوي للغاية الذي وقفه بجانب السيسي منذ أحداث 3 يوليو 2013 ودعمه سياسيًا وماليًا ودبلوماسيًا ، فأن لا يشارك السيسي في الجنازة فهو أمر بالغ الغرابة ، خاصة وأن المبرر لم يكن مقنعًا أبدًا ، ثم بعد ذلك بحوالي ساعتين أعلنت مصادر رسمية مصرية أن الرئيس قرر قطع زيارته وإلغاء مشاركاته في أعمال منتدى "دافوس" واجتماع كان مقررًا حضوره مع عدد كبير من الوزراء ورؤساء الوزراء لدول أوربية وآسيوية ، وأنه سيستقل السيارة من دافوس إلى زيوريخ حيث طائرة الرئاسة من أجل السفر إلى السعودية لحضور جنازة الملك عبد الله ،
ويضيف سلطان " بدا من الخبر أن هناك ارتباكًا ما في مؤسسة الرئاسة ، أو كما يقولون: عين في الجنة وعين في النار، فهو يريد أن يقتنص فرصة لقاءات دافوس من أجل ضمان مشاركة أوسع قدر ممكن من رجال المال والأعمال والشخصيات العالمية النافذه في مؤتمر شرم الشيخ المفصلي المقرر في مارس المقبل، والذي يمثل حياه أو موت بالنسبه لنظامه، وفي الوقت نفسه يخشى أن تتسبب عدم مشاركته في جنازة العاهل السعودي الراحل في ترسيبات نفسية قد تكون مؤثرة على مستقبل العلاقة مع المملكة ، وكان آخر التقارير التي وصلت تتحدث عن أن السيسي ربما لا يصل اليوم ، وأنه قد يصل غدًا السبت إلى القاهره ثم يتوجه آخر النهار إلى المملكة لتقديم واجب العزاء في الراحل الكبير" .