يوم ثوري جديد أعاد للثوار ثقتهم في أنفسهم، بعد الحشود الكبيرة التي شهدتها ميادين مصر، ومشاركة جميع القوي الثورية في تظاهرات حاشدة تحت راية ثورية واحدة.
وشهدت محافظات مصر 230 مظاهرة انطلقت من معظم ميادين مصر، في حشود وصفها مراقبون بأنها أعادت الأمل للقوي الثورية بعد انخفاض المشاركون في المظاهرات الرافضة للانقلاب خلال الفترة السابقة، وتمركزت هذه التظاهرات في المطرية، ووسط البلد والجيزة ومدينة نصر، ومعظم محافظات الجمهورية.
18 شهيدًا و160 معتقل
وقد واجهت داخلية الانقلاب المظاهرات السلمية بعنف شديد، حيث أعلن الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الإعلامي لوزارة الصحة: "أن هناك 18 شهيدًا و 82 مصابًا، سقطوا في أحداث اليوم الأحد، بالقاهرة والمحافظات حتى الآن".
وتابع المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أن من بين المصابين 14 من قوات الأمن.
في حين أعلنت داخلية الانقلاب اعتقال أكثر من 160 متظاهر خلال مشاركتهم في المسيرات.
مقتل مجندين اثنين
وصرح العقيد عمرو البرعى، الضابط بالإدارة العامة لمباحث الجيزة، بأن هناك سيارة مجهولة فتحت النيران على كمين أعلى الطريق الدائري بالمريوطية، مما أسفر عن مقتل مجندين اثنين، وإصابة اثنين آخرين.
حرق سيارة ترحيلات وسيارات شرطة
وأطلق مجهولون النيران، في الساعات الأولي من صباح الأحد، على سيارة ترحيلات تابعة للشرطة، بالفيوم داخل الزراعات بالطريق الدائري لمركز سنورس دون وقوع إصابات بشرية.
كما تصدي المتظاهرون لأكثر من سيارة شرطة أعتدت علي المسيرات السلمية وقام المتظاهرون بإحراقها.
توقف السكك الحديد
وأعلن المهندس أحمد حامد – رئيس هيئة سكك حديد مصر- أنه تم إعادة تشغيل خط ''بنها – الزقازيق – بورسعيد'' الساعة "7:45" صباح اليوم الأحد، بعد أن توقف أول أمس نتيجة 4 انفجارات وقعت في نفق محطة الزقازيق الساعة "2:40" بعد منتصف الليل، مما تسبب في خسائر بالفلنكات الموجودة أعلى الكوبرى وأجزاء من الحديد تعرض لأضرار بالغة.
وأضاف "حامد"، "أن هناك خسائر جسيمة نتيجة قيام عدد 3 اشخاص بإلقاء زجاجات مولوتوف على منفذ أبو ربع بين الحوامدية والبدرشين على خط ''القاهرة – السد العالي''، مما تسبب في اشتعال النيران به واحتراق جميع محتويات الغرفة وتعطيل أجراس وأضواء المنفذ، مما تسبب في تأخير عدد 35 قطار بمتوسط 30 دقيقة.
وأشار "حامد" "إلى أنه في تمام الساعة 3:15 فجر اليوم الأحد، حدث انفجار على السكة بين محطتي أبو مشهور وبركة السبع على خط 'القاهرة- الإسكندرية" مما تسبب في قطع قضيب السكة بطول 50 سم وحفرة بعمق 60 سم، وتم إعادة حركة القطارات بالسكة الساعة الـ7 صباحًا مما تسبب في تأخير عدد 9 قطارات بمتوسط 27 دقيقة.
وصرح "حامد": "أن الهيئة قامت بإيقاف القطارات على بعض الخطوط الفرعية بعد الساعة الخامسة مساءً وحتى صباح اليوم التالي مع استمرار إيقاف هذه القطارات حتى نهاية شهر يناير الحالي
قوي ثورية مشاركة
وقال محمد منتصر – المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين – إنهم نظموا 230 تظاهرة على مستوى الجمهورية في مواجهة السلطة خلال الذكري الرابعة لثورة 25 يناير.
ونقلت فضائية "مصر الآن"، أول خطاب صوتي لـ "منتصر" بعد إعلان الجماعة تسميته متحدثًا لها، والذي قال فيه: "إن الحراك الثوري في كل ربوع مصر في حالة غليان في الموجة الرابعة لثورة يناير"، موضحًا أن "التظاهرات اليوم بلغت 230 اتّسمت بالجرأة والصمود في وجه الآلة القمعية الغاشمة".
وقال منتصر: "إن الخيار الثوري بات مسارًا استراتيجيًا لمواجهة السلطة وليس رفاهية وفاء للشهداء والمعتقلين" ، مشيرًا "إلي أن كسر الانقلاب مسألة وقت". فيما قالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها مساء اليوم الأحد: "إنها ماضية وبقوة في مسارها الثوري كمسار استراتيجي ﻻ تراجع عنه وﻻ مساومة عليه".
وأوضح حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي للجماعة، أن هناك "مسيرات هادرة، وصمود أسطوري، من شباب وفتيات ورجال ونساء أمام قوات الانقلاب شاركوا خلال الذكري الرابعة لثورة 25يناير".
وأشاد الحرية والعدالة في بيانه الصادر مساء اليوم بما أسماه "المشهد الثوري المهيب"، داعيًا إلي "الاصطفاف في مواجهة السلطات الحالية".
وقالت حركة شباب 6 أبريل: "إن ما جرى اليوم في شوارع القاهرة ومحافظات مصر هو إعلان موقف من الشباب الذي بدأ ثورة يناير والذي لن يهدأ يومًا حتى تنتصر ثورته".
وأضافت الحركة في بيان لها اليوم، "أن إعلان الموقف سيظل حالنا كل ذكرى حتى نستعيد ثقة الناس في البيوت فينزلوا معنا كتفًا بكتف لنُنهي على الظلم والاستبداد والقمع والفساد".
وأوضحت الحركة "أن ما لا يراه الكثيرون أن الشرطة تلاحق المتظاهرين، تسحلهم وتقتلهم دون تفرقة بين مواطن ومواطنة، منتمِ لتيار سياسي أو لا منتمِ، كبير أو صغير، وأن هذا النظام يثبت أقدامه يومًا بعد يوم".
وتابعت "أن ما لا يراه الكثيرون أيضًا أن غضبًا يتشكل مرة أخرى، مع كل حملة أمنية ظالمة لاعتقال بسطاء وفقراء لا ظهير لهم، ومع كل اعتقال عشوائي وإطلاق نار على أبرياء تشتعل نيران غضب أخرى في قلوب عشرات أسر تتضرر حين تفقد ابنًا أو ابنة".
وأضافت "أن غضب الشرطة يزيد لأنها تريد الانتقام من الجميع، تقول كل يوم: اخرس أيها الشعب وارض بالذل والمهانة وإن تكلمت فالرصاص والاعتقال هما الإجابة، والشعب يتلقى الرسالة في صمت، يغضب في صمت، ويتحدث داخل أسوار المنازل والمصانع والمدارس والجامعات".
