شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

علمنة مناهج الأزهر.. ثورة السيسي الدينية

علمنة مناهج الأزهر.. ثورة السيسي الدينية
    حملة إعلامية كبرى يقودها التيار العلماني في مصر من أجل...

 

 

حملة إعلامية كبرى يقودها التيار العلماني في مصر من أجل تغيير مناهج الأزهر؛ استجابة لتصريحات قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي والتي طالب فيها بثورة دينية.

 

وبدأت وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب في شن هجوم شرس على الأزهر الشريف؛ لمحاولة تغيير المناهج، مما أثار ثورة غضب داخل الأزهر؛ خاصةً بعد تصريحات وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، "أن اللجنة التي شكلها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لإصلاح المناهج انتهت من هيكلة الخريطة الجديدة للمناهج، وأن العام الدراسي الجديد سيشهد تغييرًا لجميع مناهج الأزهر في التعليم ما قبل الجامعي"، لافتًا إلى "أن تطوير المناهج شمل تنقيحها من أي نص يمكن استغلاله من أي متطرف للتحريض على العنف".

 

وفي دراسة حديثة أعدها الدكتور حسان عبد الله، الخبير التربوي، تحت عنوان "علمنة التعليم المصري وتزييف التاريخ نسخة الانقلاب" رتب خلالها شواهد علمنة المناهج بحسب أهميتها، فكان أولها انزواء الدين في المناهج والمقررات؛ حيث ندرة النص الديني في مقررات اللغة العربية.

 

وأشار حسان إلى "هناك تكثيفًا في نصوص القرآن، ولكن هذا العام فوجئ الجميع بالاقتصار على نص قرآني واحد في كل من المراحل الإعدادية والابتدائية"، وأضاف: "مناهج – العلوم –  قدمت الظواهر الطبيعية على أساس أنها تخضع لأسباب مادية فقط، ولا ترتبط بأي بعد إيماني أو غيبي، وهو الجزء الأصيل من العقيدة وتصورها".

 

وأكد أن "المناهج القديمة قبل الانقلاب العسكري كانت تدعم بالآيات القرآنية التي تربط بين هذه الظواهر وبين الخالق، أما المناهج الحالية 2014-2015 فقد خلت من كل الآيات القرآنية التي كانت تشير إلى هذه الظواهر"، مشيرًا إلى "أن العلوم النظرية لم تخلُ هي الأخرى من التحيز للنموذج العالمي العلماني على حساب الديني الأصيل الإسلامي، واستشهد على ذلك بمقرر حقوق الطفل -الصف الأول الإعدادي- مقرر اللغة العربية".

 

وأكدت الدراسة أن المقرر القديم كان يُقارن بين حقوق الطفل في الإسلام وفي الإعلان العالمي للأمم المتحدة، بينما المقرر الجديد 2014-2015 ألغى الجزء الخاص بحقوق الطفل في الإسلام، وأبقى على حقوق الطفل في الإعلان العالمي للأمم المتحدة.

 

ولفتت الدراسة إلى "أن المناهج الحالية سعت إلى تمييع العداء الإسرائيلي- المصري؛ حيث تم استبدال – إسرائيل – بلفظة – ذئب -"، كما جاء في مقرر اللغة العربية- الصف الثاني الإعدادي؛ رغبة في تحييد العدو في الوجدان المصري وتفريغه من العداء الاستراتيجي لعدوه الأصلي، هذا بجانب الغياب التام لأي درس عن القدس أو القضية الفلسطينية، على الرغم من أن المقررات القديمة كان هناك حضور دائم في كل صف من المرحلة الإعدادية عن فلسطين أو عن القدس المحتلة.

 

ومع زيادة الغضب داخل الأزهر أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن "الحملة الشَّرسة المثارة ضد مناهج الأزهر الشريف وتراثه، يقودها فريق من الكارهين للأزهر وهذه الكراهية قديمة من أصحاب التيارات التي تتمني أن ينقلب الشرق يومًا إلى جزء من الغرب يحاكي ثقافته وحضارته وقيمه، التي لا يُراعَي فيها دين ولا خلق، وهؤلاء لا يبكون كثيرًا ولا قليلًا علي الفروق العلمية والتكنولوجية والسلوكية بيننا وبينهم، ويعتبرون أن الأزهر هو العقبة الكؤود التي تقف في طريق تحقيق أحلامهم" على حد قوله.

 

وشدد شيخ الأزهر في بيان له اليوم "أن هناك فريقًا آخرَ يتشدد في التدين، ويرى أن الأزهر بوسطيته لا يحقق الصورة التي يحلم بها من طريقة التدين، وهي طريقة فَرْض أمور على الناس، تنحصر في  الشكليات لا أكثر ولا أقل، ولا يعنيهم العلم ولا تقدم المسلمين ولا قوتهم ولا اقتصادهم، ومن ثَمَّ فاننا أمام فريقين: فريق مُفْرِط، وفريق مُفَرِّط، وكِلاهما يجد أن الأزهر حجر عثرة في سبيل تحقيق أحلامه" وفق البيان.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023