صغار لكنهم تعاهدوا على حماية أرضهم والمقاومة حتى استعادة الأراضي المحتلة، إذ احتفلت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية، "حماس"، اليوم الخميس، بتخريج آلاف الفتيان، الذين تدربوا في مخيمات عسكرية نظمتها مؤخرا، وأطلقت عليها اسم "طلائع التحرير"، وأعلنت "كتائب الشهيد عز الدين القسام" أن أكثر من 17 ألف شاب فلسطيني التحقوا بمخيمات "طلائع التحرير العسكرية"، وخاضوا تدريبات مكثفة على مدار أسبوع استعداداً لـ"معركة التحرير المقبلة".
وانطلقت فعاليات المهرجانين الاحتفاليين بدخول المشاركين، وهم من سن (15-21) عاما رافعين صور شهداء قادة "كتائب القسام" خلال الحرب الأخيرة، ومن ثم قاموا باستعراض عسكري للتدريبات التي تلقوها خلال مشاركتهم في مخيمات طلائع التحرير"سواء ما يتعلق بمهارات تفكيك السلاح أو الرماية".
وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية في كلمة خلال المهرجان بغزة إن "حركته تربي الجيل الصاعد على المقاومة والعزة لا على التنسيق الأمني والذلة".
وأضاف: "اليوم نقول للعالم هذا هو الجيل الذي نعده على المقاومة والعزة، وقدرنا أن نمتشق السلاح محررين لا يضرنا من خالفنا ومن خذلنا، وقدرنا أن نلتحم مع الشعب والمقاومة لحماية الأرض والدين".
وتابع: "قدرنا أن نواجه الحصار بالصمود والثبات والالتفاف حول خيار المقاومة والقسام الذي نسدي له التحية على هذا الانجاز وهذا الجهد".
أكّد الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن حماس وكتائب القسام ستستمر في دعم فتية "طلائع التحرير" وإعدادهم بساحات القسام مع كل إجازة من مراحلهم الدراسية.
وقال الزهار خلال مهرجان تخريج مخيمات "طلائع التحرير"، إن كل عام سيشهد إضافة الآلاف في تلك المخيمات حتى تحرير فلسطين وسيصلون بإعدادهم الضفة المحتلة.
وأضاف "هؤلاء الفتية سيكونون قريبًا خلف الصواريخ يرسلونها لكل شبر في فلسطين في معركة وعد الآخرة لتحرير فلسطين"
وبين الزهار أن أشبال التحرير هم جيل المستقبل القريب الذي سيرسل الصواريخ إلى الصهاينة في معركة التحرير القادمة مع الكيان.
وأضاف " ظاهرة جيل التحرير ليس ظاهرة عابرة وانما حقيقة راسخة ستحرر فلسطين وتدخل المسجد الأقصى المبارك فاتحة بإذن الله".
وأكد الزهار أن مخيمات الطلائع هي مشروع سيدافع عن كل هذه الامة ويحقق كرامتها وأهدافها وليس مشروع إرهاب.
وأوضح أن حركته ستبقى تدعم مخيمات الطلائع ولن تبخل عليهم بالمال والسلاح في أي مرحلة من المراحل حتى تحقيق الهدف التي أنشأت من أجله وهو تحرير فلسطين.
وشدّد على أن الوقت الذي يحتفل فيه فتية الطلائع فإن الاحتلال يعالج جنوده من الامراض النفسية هم وقادتهم بعد مواجهة المقاومة وكتائب القسام في معركة العصف المأكول.
وأكّد القيادي بحماس على أن أيديهم ممدودة لكل أبناء فلسطين على عهد تحرير كل الأرض والمقدسات والحفاظ على العقيدة والثوابت.
وقال الزهار في رسالة للأمة العربية، إن سلاح هذا الجيش سيبقى الأطهر فهو لا يوجه لأيّ عربي مسلم أو مسيحي، وسلاحنا موجه ضد الاحتلال فقط".
وندّد الزهار بالأصوات المنادية بوصف المقاومة بالإرهاب مشيرًا إلى أنها ستأتي اللحظة التي تقر فيها الأمة وقادتها أن حماس والمقاومة هي مشروع يدافع عن الامة وليس مشروع للاقتتال معها.
ووجه الزهار التحية لكتائب القسام المشرفة على المخيمات، وللعائلات التي وافقت وشجعت ابناءها للانتساب في طلائع التحرير التي "سترفع علم فلسطين فوق مآذن القدس".
وقبيل انطلاق المخيمات، انتشرت نقاط التسجيل لها في مناطق مختلفة من القطاع وسط إقبال كبير من الفتية.
من جهته، قال أبو محمد، وهو مدرب بمخيمات طلائع التحرير، إن الإقبال عليها كان كثيفا، وإن بعض الأهالي أصروا على تسجيل أبنائهم، مما دفع القسام لتمديد التسجيل واستيعاب أعداد أكبر.
وأوضح في تصريح نقلته "الجزيرة نت" أن المخيمات ستشمل التدريب على فنون ومهارات عسكرية وكشفية وتعليم إطلاق النار بالذخيرة الحيّة، بالإضافة لدورات مكثفة بالإسعافات الأولية والدفاع المدني وفقرات تتضمن محاضرات دينية وأخلاقية.
وأكد أن الفتية يتابعون التدريبات بهمة ونشاط ومعنويات عالية. وأشار إلى أن المخيمات العسكرية تهدف إلى تخريج "جيل قادر على مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي".
من جهته، اعتبر الكاتب حمزة أبو شنب أن مخيمات "طلائع التحرير العسكرية" ستعمل على خلق حالة شعبية خارج الحيز التنظيمي تساند رجال المقاومة.
وقال أبو شنب إن المقاومة تستثمر في المخيمات، وتعتمد عليها في تعزيز روح التحدي في الأجيال القادمة من خلال ترسيخ صورة المقاتل القوي والشجاع الذي يواجه الاحتلال بكل بسالة.
وأضاف أن "مخيمات طلائع التحرير تعمل على إعلاء المضمون الوطني الإسلامي لدى المشاركين فيها بدلا من البعد الديني البحت".
وأشار إلى أن هذه المخيمات ستعزز رؤية كتائب القسام المتعلقة بتحرير فلسطين، وستعمل على إظهار جيل لا يؤمن بالمفاوضات والحلول السلمية مع الاحتلال.
ورأى أن الإقبال الكثيف من الفتية والأهالي لتسجيل أبنائهم في هذه المخيمات يرجع إلى أن أداء كتائب القسام في الحرب الأخيرة جعل حركة حماس تتمتع بتأييد شعبي واسع.