أثار حكم محكمة مصرية اليوم السبت باعتبار كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) منظمة إرهابية، العديد من ردود الأفعال الغاضبة، وفتح قضية اعتبار مصر وسيطا بينها وبين الاحتلال، في ظل اعتبار مصر حماس إرهابية.
واستندت محكمة الأمور المستعجلة في منطقة عابدين بالقاهرة التي أصدرت الحكم إلى “تورط الكتائب في العديد من العمليات الإرهابية، وآخرها تفجير كمين كرم القواديس بسيناء قبل نحو ثلاثة أشهر”, حسب قول المحكمة.
وقال مصدر مقرب للحركة اليوم السبت، إن حماس لن تقبل بعد الآن القاهرة وسيطا بينها وبين الكيان الصهيوني، وذلك بعد حكم المحكمة.
وأضاف المصدر لـ”رويترز”: “بعد قرار المحكمة لم تعد مصر وسيطا في الشؤون الفلسطينية الإسرائيلية.”
وكانت مصر قامت مرارا بدور وساطة رئيسيا في اتفاقات الهدنة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وقال الدكتور سامى أبو زهرى، الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن الحركة ترفض قرار المحكمة المصرية بإدراج كتائب القسام كمنظمة إرهابية، وتعتبره قراراً مسيساً وخطيراً.
وأضاف أبو زهرى، فى بيان أصدره اليوم السبت، أن الحركة ترفض أيضًا الزج باسم كتائب القسام فى الشأن المصرى الداخلى، مشددا على أن كتائب القسام هى عنوان المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلى ورمز لكرامة الأمة وعزتها رغم كل محاولات التشويه التى تتعرض لها.
يذكر أن المحكمة ذاتها قضت يوم الاثنين الماضي بعدم الاختصاص في نظر دعوى تطالب باعتبار حركة حماس “منظمة إرهابية”، حسب مصدر قضائي.
واستنكر د. طارق السويدان -الداعية الإسلامى- القرار الذى أصدرته محكمة الأمور المستعجلة المصرية، اليوم السبت، باعتبار كتائب القسام –الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”- منظمة إرهابية.
وقال السويدان -عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”- اليوم: “آه يا مصر العظيمة آه، إلى أين يأخذك هؤلاء الأقزام؟!”.
وأضاف الداعية الكويتي البارز: “محكمة الأمور المستعجلة في مصرأصدرت قراراً باعتبار كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، جماعة إرهابية، وكل من ينتمي إليها إرهابياً!، ونحن نعتبر هؤلاء أبطالاً بل هم رأس الحربة في الصراع مع عدونا الصهيوني”.
وتساءل السويدان: “هل نتوقع أن تصدر مصر قراراً باعتبار الاحتلال الصهيوني شرعياً وتسانده بالحرب ضد المقاومة “الإرهابية” في فلسطين علناً؟!”.
وانتقد الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي، ورئيس حركة ثوار ضد الصهيونية، قرار محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، بإعتبار كتائب القسام “منظمة إرهابية”.
وقال، في تدوينة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “الحكم القضائي باعتبار كتائب القسام جماعة إرهابية لم يصدر من محكمة إسرائيلية، وإنما صدر اليوم من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة”.
قالت “الجماعة الإسلامية”، إنها استقبلت بـ “الصدمة والدهشة”، حكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة والذي اعتبر “كتائب القسام”، إحدى الحركات المقاومة للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين “حركة إرهابية”، فيما وصفه بأنه “سابقة لم تحدث في أي من الدول العربية والإسلامية”.
ورأت الجماعة في بيان لها، أن “مما يثير الدهشة أن ذات المحكمة رفضت نظر دعوى مماثلة بحظر أنشطة إسرائيل داخل الأراضي المصرية واعتبارها منظمة إرهابية بدعوى عدم الاختصاص”.
واعتبرت الجماعة أن “مثل هذا الحكم لا يصب إلا في المصلحة الإسرائيلية لإسهامه في حصار المقاومة الفلسطينية دوليًا وإضعافها وهو ما يؤدي إلى ضياع الحقوق الفلسطينية”. وشددت على قناعاتها بأن “حركات المقاومة في فلسطين على اختلاف مسمياتها هي حركات تمثل عمقًا استراتيجيًا لمصر باعتبارها خط الدفاع الأول ضد العدو الإسرائيلي، طالما التزمت هذه الحركات بعدم التعدي على السيادة المصرية وهو ما لم تفعله حركات المقاومة الفلسطينية بل ونفته عن نفسها مرارًا وتكرارًا”.