شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

آثار مصر تشكو الإهمال والسرقة تحت حكم العسكر

آثار مصر تشكو الإهمال والسرقة تحت حكم العسكر
شهد العام الماضي وخاصةً في شهوره الأخيرة تزايدًا مستمرًا في سرقة الآثار، في ظل التدهورالأمني والفوضى التي تعيشها البلاد

شهد العام الماضي وخاصةً في شهوره الأخيرة تزايدًا مستمرًا في سرقة الآثار، في ظل التدهورالأمني والفوضى التي تعيشها البلاد، ففي إحصائية نشرتها جريدة الجمهورية أن مافيا التجارة السرية في الآثار الفرعونية بمصر تحقق مكاسب سنوية يزيد حجمها على 20 مليار دولار سنويًا، وهو مبلغ يعادل ضعف دخل مصر من السياحة.

ويستمر مسلسل سرقة الآثار المصرية في عهد الانقلاب بحسب الدكتورة دوريس أبو سيف – أستاذ الفن الإسلامي بجامعة لندن – التي أكدت أن عام 2014م شهد بيع الكثير من القطع الأثرية المصرية المختلفة في لندن واستانبول بحسب “كايرو بوست”، وأنها شخصيًا رأت آثارًا مصرية معروضة للبيع في أكثر من دولة.

ونشرت صحيفة “المونيتور” الأمريكية تقريرًا في إبريل من العام  الماضى تحدثت فيه عن مسار الآثار المُهربة من مصر، موضحةً أنها تُنقل لسيناء ثم منها إلى إسرائيل حيث يتولى المهربون مهمة نقلها إلى سويسرا.

وتنقل الصحيفة عن ديبورا لير – رئيسة معهد كابيتول هيل الأثري فىيجامعة جورج واشنطن الأمريكية- أن قيمة الآثار المصرية القديمة التي خرجت من مصر منذ عام 2011م تصل تتراوح بين ثلاثة وستة مليارات دولار أمريكي.

ذقن توت عنخ أمون

مقبرة “توت عنخ آمون” هي المقبرة الوحيدة التي تم العثورعليها كاملة في عام 1922 في وادي الملوك بمدينة “الأقصر”، وهي أيضًا المقبرة الوحيدة التي تعرض بداخلها مومياء “توت عنخ آمون” ويسمح للسائحين دخولها بأكبر قيمة تذكرة في “وادي الملوك.”

كانت عدد من وسائل الإعلام المصرية والعالمية قد نشرت صورًا لقناع الملك تكشف تأثير استخدام مادة “إيبوكسي “اللاصقة لإعادة لصق الذقن بالقناع، فيما أكد وزير الآثار بحكومة الانقلاب أن هناك خطأً فى الترميم، فيما قالت الدكتورة مونيكا حنا خبيرة الآثار المصرية في تصريحٍ صحفي لها :أن كارثة القناع الذهبي لم تكتشف إلا بسبب خلافات بين العاملين في المتحف المصري، وأن الموضوع تم منذ ثلاثة أشهر.

وكشفت حنا عن كوارث أخرى بخلاف القناع الذي تم لصقه، وقالت إن هناك آثارًا في المتحف تسقط عليها الأمطار ويغطيها العاملين بالمتحف بالبلاستيك بدلا من حفظها في زجاج لجمايتتها من الأمطار والعوامل الأخرى وهو مايهدد الآثار الموجودة داخل المتحف .

“هرم سقارة ” في خطر   

استمرارًا لإهمال الانقلاب للآثار المصرية، وتدميره للتاريخ الفرعوني كشف تقرير منظمة اليونسكو، عدم صحة الترميمات الجارية داخل هرم سقارة المنفذة من قِبَل شركة “الشوربجي”، وخروجه من قائمة التراث العالمي.

آثار الإسكندرية

تعرضت مواقع الإسكندرية الأثرية خلال ثورة 25 يناير وحتى الآن  إلى تعدياتٍ ومخالفات قانونية في حق الآثار وانتهاكات للمناطق الأثرية لم تشهده عبر تاريخها الطويل.

ففي تصريحٍ سابقٍ له قال الدكتور محمد مصطفي عبدالمجيد مدير عام منطقة آثار الإسكندرية: إن المدينة شهدت نوعين من التعدي سواء داخليًا في منطقتي ماريا وبرج العرب الأثريتين أو خارجها بلغت تقريبا 100 فدان وأنه تم تسجيل التعديات وعمل المحاضر اللازمة لها وإرسالها إلى الوزارة في القاهرة لاتخاذ قرارات الإزالة اللازمة لكن لم يتم تنفيذها إلى الآن بسبب عدم تحرك الأجهزة الأمنية مما أدى لزيادة التعديات على الآثار.

 وأشار إلى أن بعض المواطنين يهدمون ويبنون داخل مناطق أثرية مهمة مثل الحي الملكي في منطقة حي وسط دون الرجوع للآثار مما يؤدي لضياع الشواهد الأثرية.

النهب والتدمير في إسنا

تتعرض منطقة “بين الجبلين” الأثرية بمدينة إسنا التاريخية جنوب محافظة الأقصر لعمليات هدم وتجريف وتدمير.سرقة ونهب لآثاره يرجع تاريخها إلى العصور الفرعونية الأولى.

أكد على ذلك أثريون يعملون في المنطقة التي تعد من المناطق الأثرية المهمة في إسنا وترجع أهميتها إلى العصور الفرعونية الأولى، حيث  تتعرض لاعتداءاتٍ على معالمها الأثرية  باستخدام معدات وحفارات ضخمة تسبب دخولها إلى المنطقة في انهيار عدد من مقابرها الأثرية المبنية بالطوب اللبن، ودمار كبير لمعالمها التاريخية دون أن تتحرك شرطة السياحة والاثار.

جدران الكرنك على وشك الانهيار

الآثار المصرية التي عاشت آلاف السنين وبهرت مئات الملايين عبر العصور، بدأت في الانهيار نتيجة لارتفاع مستوى المياه الجوفية في الكرنك والأقصر ووادي الملوك.

وضاعت بالفعل مئات الكتابات والرسوم الأثرية الموجودة في القسم الأسفل من الأعمدة والجدران في معبد الكرنك، وليس بالإمكان إعادتها بعد الآن عن طريق الترميم والصيانة.

وبين علي رضوان أستاذ الآثار والحضارة القديمة بجامعة القاهرة أن الخطورة الناتجة عن المياه الجوفية ليست فقط على الأعمدة والجدران، بل كذلك في ضياع النقوش والمناظر التاريخية إلى الأبد، واختفاء المواضيع العلمية المسجلة التي تحكي تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث تتحول إلى بودرة تتساقط .



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023