شريط مصور لمجموعة متطرفة تحول لمبرر لاشعال فتيل الحرب مع قوات فجر ليبيا، هكذا كانت تصريحات عدد من الخبراء العسكريين لشبكة “رصد”، بشأن قرار قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بتوجيه ضربة عسكرية في ليبيا بحجة استهداف معاقل “داعش“.
نية مبيتة
قال اللواء حمدي سهيل الخبير العسكري، إن السيسي لديه نية مبيتة منذ توليه حكم مصر في قتال اثوار ليبيا لاستعادة النظام الليبي المخلوع من جديد والمتمثل في انقلاب اللواء المنشق خليفة حفتر.
وأضاف سهيل، أن داعش ليس لها وجود قوي في الأراضي الليبية يستدعي توجيه ضربة عسكرية هناك من شأنها أن توتر العلاقة بين البلدين ويصل مداها إلى حرب مشتركة تهدر فيها الأرواح من الجانبين.
توريط الجيش لأهداف سياسية
من جانبه أوضح العميد أسامة عبد العاطي أستاذ العلوم العسكرية السابق، أن القوات المصرية أصبحت لعبة في يد السيسي يحركها كما يشاء، وتم توريطها لتحقيق أهداف سياسية، لافتا إلى أن القصف الاخير لدرنة فتح أبواب الحرب مع ثوار ليبيا من خلال تبرير تواجد داعش.
وأكد عبد العاطي لـ”رصد” أنه سبق وأثبتت تقارير استخباراتية دولية تورط القوات المصرية والاماراتية في تمويل قوات حفتر ضد ثوار ليبيا، وفي نفس الوقت كان الإعلام المصري الرسمي والخاص يتنبى حملات تهاجم فجر ليبيا وتصفها بـ”الإرهاب” بينما قوات حفتر فكان الوصف بالجيش الليبي.
تلميحات السسيسي مؤشر للتدخل العسكري
أما الدكتور محمود عبد العليم أستاذ العلوم السياسية، لفت إلى أنه من خلال النظر إلى بداية تولي السيسي الحكم فقد ألمح إلى ضرورة تدخل الأطراف الخارجية للسيطرة على الأوضاع في لبيبا.
وتابع عبد العليم في تصريحه لـ”رصد”: “سبق وأجرى السيسي مشاوارت مع رئيس الوزراء الإيطالي الذي أكد هو الآخر رفضه لتواجد قوات فجر ليبيا، إذ تقاسما الطرفان الهجوم السياسي على الثوار وأكدوا ضرورة التدخل العسكري“.
إخوان ليبيا: فجر ليبيا بريئة من الإرهاب
وكان محمد صوان قد أدان رئيس حزب العدالة والبناء في ليبيا، ما وصفه بـالاعتداء السافر للقوات المصرية على الأراضي الليبية.
وقال صوان في تصريح خاص لشبكة “رصد” إن الشعب الليبي يدين الجريمة الإرهابية التي استهدفت 21 مصريًا أمس الأحد، لكنه سيتصدى لعدوان قوات السيسي.
من ناحية آخرى اعتبر صوان أن عملية “فجر ليبيا” ليس لها علاقة بالإرهابين وهي منبثقة عن أركان الجيش الليبي وتواجه فقط قوات محاولة الانقلاب التي يقودها خليفة حفتر، قائلا:” نتمنى من النخب المصرية أن تقف مع شعبها وتعمل على غلق بوابة الفتنة بين الشعبين“.
ثوار ليبيا تتأهب
واستنكر المؤتمر الوطني العام في ليبيا، (البرلمان المؤقت السابق الذي استأنف عقد جلساته بطرابلس مؤخرا)، ما وصفه بـ”التدخل العسكري المصري” في بلاده.
وأضاف المؤتمر في بيانه مساء اليوم: “السلطات المصرية لم تتواصل معنا بشأن أماكن تواجد (المصريين) المغدورين (المقتولين) وكيفية دخولهم إلى ليبيا، ونذكر المصريين بحماية المواطنين الليبيين المتواجدين في مصر“.
وأشار البيان إلى أنه تقرر تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتأمين مدينة سرت، مشددا على التصدي لمن يزعزع الاستقرار فيها.
وأعلنت القوات المسلحة المصرية اليوم توجيه 8 ضربات جوية على مناطق تدريب و مخازن أسلحة و ذخائر تتبع تنظيم داعش في ليبيا، ردًا على قتل التنظيم 21 مصريا مسيحيا في دولة الجوار.
وصرحت قوات “فجر ليبيا” أنّ ما وصفته بـ “فيلم إعدام المختطفين المصريين تمّ بإخراج الخونة الانقلابيين” حفتر والسيسي وقذاف الدم لتشويه صورة الثوار، وليكون ذريعةً للتدخل الدولي في ليبيا.