“نؤيد وبقوة التدخل العسكرى المصرى فى ليبيا لضرب داعش” كانت تصريحات اللواء المنشق خليفة حفتر قائد محاولة الانقلاب في ليبيا للإعلامي وائل الإِبراشي، مرحبا بضرب درنة من جيش السيسي.
على الجانب الآخر يعتبر ثوار ليبيا حفتر بأنه ذراع عبد الفتاح السيسي لانجاح محاولة انقلاب جديدة على ثورتهم، وتكرار ما حدث في مصر مع ثورة 25 يناير.
صديق القذافي
خليفة بالقاسم عمر حفتر الفرجاني، هو ضابط ليبي مواليد العام 1943، بمدينة إجدابيا، لمع ظهوره بعد تولي معمر القذافي، مقاليد الحكم في ليبيا عام 1969، حيث كان صديق شخصي للقذافي قبل أن ينشق عنه أواخر الثمانينيات ليغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وسبق وان قاد حفتر الجيش المعارض للاستيلاء على الحكم، الذي شكل في الخارج ضد القذافي عام 1988، وشارك في محاولة انقلابية ضد القذافي عام 1993 وحكم عليها وقتها غيابيًا بالإعدام.
وعقب اندلاع ثورة 17 فبراير 2011 عاد حفتر إلى ليبيا، وتحديدا إلى بنغازي لينضم إلى جيش التحرير الوطني للمشاركة في الجهود العسكرية والسياسية الهادفة إلى إسقاط النظام.
الانضمام للثوار
تولى لوقت وجيز قيادة جيش التحرير الذي أسسه الثوار، وبعد انتقادات لأداء هذا الجيش الذي تشكل في أغلبه من متطوعين ومن شباب لا خبرة لهم في الأعمال العسكرية، تم إسناد قيادته لوزير الداخلية السابق عبد الفتاح يونس العبيدي.
وتردد أن حفتر ارتبط بعلاقات قوية مع بعض الدوائر السياسية والاستخباراتية الغربية، خاصة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إي) التي دعمته، وفق ما نقلت رويترز عن مركز أبحاث أميركي.
وفي فبراير العام الماضي شكل حفتر عدة مجموعات مسلحة من بينها قادة في جيش القذافي، ولكن في البداية لم يكن له آثر على الآرض، وهاجم أحد كتائب الثوار في مدينة بني غازي.
وخرج حفتر ببيان وقتها قائلا: “ما قمنا به ليس انقلابًا ولا نسعى لحكم عسكري، وإنما انسجامًا مع مطالب الشارع التي خرجت تطالب برحيل المؤتمر العام”، وسريعا ظهر رئيس الحكومة الليبية، في حينها، علي زيدان، في كلمة متلفزة، ونفى حدوث أي انقلاب عسكري على الأرض، مؤكدًا: “لا يوجد انقلاب ولا عودة إلى عصر الانقلابات، ولن تعود ليبيا إلى القيود“.
التواصل مع مصر والإمارات
وسرعان ما تواصل مع سلطات الإمارات والانقلاب بمصر، ولمع صوت انقلاب حفتر وظهرت الطائرات والسلاح معه واشتدت المعركة بينه وبين الثوار، وأفردت صحف مصر والإمارات تقارير تمدحه، وتصف الثوار بالإرهابيين.
دعم البرلمان المنحل
خلال الأشهر الماضية أعاد برلمان “طبرق” المنحل في ليبيا اللواء المتقاعد “خليفة حفتر” المدعوم من الإمارات ومصر، و128 ضابطا آخرين للخدمة في صفوف قوات الانقلاب التي تقاتل ضد قوات ثورة 17 من فبراير الليبية.
وفي تصريحات نشرتها وكالة الأناضول، قال طارق الجروشي عضو برلمان “طبرق” المنحل، إن :”عقيلة صالح قويدر رئيس البرلمان الليبي، أعاد بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، 129 ضابطا للخدمة العسكرية (جميعهم متقاعدين) بينهم حفتر قائد عملية الكرامة، كدفعة أولى من إجمالي المحالين للتقاعد“.
وأضاف أن القرار الصادر مدد فترة الخدمة العسكرية للضباط الـ (129) لمدة عامين إضافيين، مشيرًا إلى أن القرار أحيل لرئاسة الأركان العامة للجيش الليبي (المعينة من قبل البرلمان المجتمع بطبرق) لتطبيقه.
وفي السياق نفسه قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها إن حفتر بدأ يفقد الدعم للعملية العسكرية التي أطلقها قبل أسابيع لمواجهة قوات الثورة في عملية التي تنتشر في شرق ليبيا.
ونشرت الصحيفة تقريرها تحت عنوان: “تراجع شعبية جنرال ليبي سابق يحارب الإسلاميين المسلحين وسط جمود في جبهات القتال“.
واعتبر التقرير أن الحملة العسكرية التي يقودها “حفتر” دخلت في نفق مسدود، إذ تسببت في مقتل ما لا يقل عن 200 ألف شخص، ولا يستطيع أي من الطرفين الادعاء بأنه كسب المعركة.