قاد زمام “اليمن” عقب ثورة شعبية أطاحت بالمخلوع على عبد الله صالح، ولكنه لم يقضي فترة طويلة، فحكمه لم يتخطى الثلاثة أعوام كاملة، ليقدم إستقالته في 22 يناير الماضي؛ وذلك بعد تعرضه لضغوط من قبل جماعات الحوثي المسلحة.
إنه الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي، الذي وصل إلى السلطة بعد توقيع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على المبادرة الخليجية في نهاية 2011، إثر الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام حكمه، ثم أصبح هادي في منصب الرئيس بالإنابة، ثم أصبح رئيسا لليمن في 27 فبراير 2012 عندما تنازل صالح رسمياً عن السلطة.
لوحظ خلال فترة حكمه، تعرض اليمن للعديد من الصراعات والأزمات وقد ظهر ضعفه في مواجهة الثالوث المسلح “الحوثيين”، و “القاعدة”، وأنصار ” المخلوع على عبدالله صالح”.
وفي ظل غياب الاستقرار السياسي والأمني تعرضت اليمن إلى تدهور غذائي أيضًا، وارتفاع في أسعار السلع والمنتجات فضلاً عن زيادة معدلات البطالة.
ولد هادي في 1 سبتمبر 1945 في قرية ذكين، في محافظة أبي، و تخرج من بريطانيا عام 1966 بعد حصولة على منحة عسكرية للدراسة، ثم في عام 1970 حصل على منحة لدراسة سلاح الدبابات في مصر لمدة ست سنوات، وأمضى السنوات الأربع التالية في دراسة القيادة العسكرية في الإتحاد السوفيتي.
وشغل هادي منصب نائبًا للرئيس، خلال الفترة 1994 و2011، تولى حين تسلم الرئاسة محاولة مضنية لإعادة هيكلة الجيش اليمني والأمن فأقالة العشرات من القادة العسكريين المواليين للمخلوع صالح، وعلي محسن الأحمر، ولكن ذلك لم يدعم من جهوده في إنهاء سيطرة رجال “صالح” بالجيش.
حاول الرئيس اليمني السابق أن يتوصل لحل مع الحوثيين منذ بداية الأزمة في اليمن، ومحاولتهم القضاء على الثورة اليمنية، ولكنهم نقضوا عهدهم معه في اتفاق الشراكة والسلم، كما صعدوا ضده؛ إذ اختطفوا مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك، فضلا عن قيامهم بإحتلال عدد من المقار منها دار الرئاسة والقصر الجمهوري، وحاصروه داخل القصر وتعرض للكثير من التهديدات فتقدمت حكومته بالإستقالة برئاسة خالد بحاح، ليلحقها هو الآخر باستقالته.
وأبرزت إستقالته إستسلامه لضغوط الحوثيين وعدم قدرته على الوفاء بمطالب الثورة وكشفت كلماته خلال خطاب الإستقالة بأنه عاجز وغير قادر على صنع تغيير في البلاد.
وقد تدهورت حالته الصحية مؤخرًا إثر إصابته بمرض في القلب، وكشف بعض الصحف اليمنية أنه مات سريريًا وأنه كان يحتاج للسفر للخارج للعلاج.
ويفرض مسلحو الحوثي إقامة جبرية على هادي وأفراد حراسته وبعض أفراد عائلته.
ويعيش اليمن فراغا دستوريا منذ 22 يناير الماضي منذ إستقالة الهادي وحكومته من الحكم.