لم يمر فبراير 2015 كبقية الأشهر على دول الربيع العربي، فقصف بشار الأسد على سوريا تجدد، وهدمت منازل المدنيين في درنة الليبية بصواريخ الطائرات المصرية قبيل الذكرى الرابعة للثورة التي انطلقت في 1 فبراير 2011، وذبح تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ”داعش” 21 مصريا ليضافوا إلى 22 آخرين قتلوا على يد الداخلية في مجزرة الدفاع الجوي بمصر، وتمكن رئيس اليمن عبد ربه منصور أن يفلت من جماعة الحوثي في صنعاء ويصل إلى عدن، ويعلن تمسكه بشرعيته كرئيس للبلاد.
مصر
قتلت الشرطة 22 مشجعا من رابطة “وايت نايتس”، أثناء مبارة الزمالك وإنبي، بحسب بيان نشرته الرابطة على صفحتها على “فيس بوك”.
ولم يمر الوقت كثيرا حتى فوجئ المصريون بالفيديو الذي بثه “داعش” والذي ظهر فيه التنظيم وهو يذبح 21 مصريا على شواطئ طرابلس.
وجاء الرد المصري بغارات جوية على مدينة درنة مما أدى إلى مقتل 7 بينهم 3 أطفال وامرأتين وإصابة 17 آخرين جميعهم مدنيين، ما دفع منظمة “العفو الدولية” لوصف ما حدث على “أنه جريمة حرب استهدفت المدنيين”.
وبمرور الأيام خرج أحمد نظيف رئيس وزراء مبارك، التي قامت ضده ثورة يناير وعدد من رموز النظام منهم سامح فهمي وزير البترول السابقة، بعد أحكام قضائية تبرئهم من جرائم نسبت إليهم، في الوقت الذي حكم على علاء عبد الفتاح وعدد من شباب الثورة ب5 سنوات بتهمة التظاهر، بالإضافة إلى إحالة المئات من المعارضين إلى المحاكمات العسكرية.
وفي آخر أسبوع قتلت الداخلية بالتعذيب تارة وبالإهمالة الصحي تارة وبالرصاص تارة أخرى 6 من معارضيها.
ليبيا
بعد الغارات المصرية على درنة التي أسفرت عن مقتل 7 بينهم 3 أطفال وامرأتين وإصابة 17 جميعهم مدنيين، قال رئيس الوزراء الليبي لحكومة طرابلس عمر الحاسي إن المصريين الموجدين في ليبيا فى أمان، لكنه طالبهم بمغادرة ليبيا لعدم قدرته على تأمين حياتهم بما وصفه بالمكائد التي تدبرها جماعات تابعة لنظام القذافي بالتنسيق مع أجهزة أمنية في القاهرة.
لم يمر وقت طويل على تصريحات الحاسي، حتى قٌتل 45 بينهم 5 مصريين وإصابة 70 آخرين، في 3 إنفجارت لسيارات ملغومة هزًت مدينة “قبة” شرق ليبيا، ولم يعلن أحد مسئوليته عن التفجيرات، ولكن رئيس البرلمان الليبي المؤيد لحفتر صالح القيلة، رجح بأن تكون تلك الإنفجارات -التي استهدفت مقر الشرطة ومقر مجلس المدينة- نفذها تنظيم” داعش”ردا على الهجمات المصرية.
سوريا
تجدد قصف نظام الأسد على الشعب السوري بالبراميل المتفجرة منذ بداية فبراير، وكانت مدينة دوما الواقعة بالغوطة في ريف دمشق هي مرمى نيران نظام بشار الأسد، ووثق مكتب الرصد والتوثيق في تنسيقية دوما للثورة السورية سقوط 103 قتيل ،نتيجة القصف الذي تعرضت له المدينة من قبل قوات النظام السوري.
وأكدت التنسيقية أن أغلب الجرحى تحت الأنقاض نتيجة القصف المكثف الذي يستهدف الأبنية السكنية وسط المدينة بقذائف الهاون والصورايخ الفراغية مما يشر إلى أن عدد القتلى قابل للزيادة، وقالت مصادر طبية إن يوم10 فبراير الماضي كان الأكتر دموية بسقوط 40 قتيلا.
اليمن
بعد السيطرة المسلحة لجماعة الحوثي الشيعية على العاصمة اليمنية صنعاء بعد الانقلاب على شريعة النظام القائم بعد الثورة اليمنية، تمكن الرئيس عبد ربه منصور من الإفلات منهم والوصول إلى عدن، داعيًا عددا من القوى السياسية للحوار، واعتبر الحوثي “جماعة إرهابية”.