6 ساعات، كانت مدة زيارة قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي إلى السعودية للقاء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وكان من اللافت للنظر قصر مدة الزيارة، التي كثرت التوقعات حول أهدافها.
ووفقا للمصادر الرسمية، قال عبد الفتاح السيسي إن الزيارة جاءت من أجل التنسيق والتشاور مع الملك “سلمان”، فيما يتعلق بأبرز الملفات الساخنة التي تهم البلدين، وليس لتنقية الأجواء مع الرياض كما تحدث البعض، ووجه التهنئة للملك السعودي على توليه سدة الحكم.
ونفى “السيسي” محاولة تلطيف الأجواء مع تركيا، في الوقت الذي اعتذر فيه لأمير قطر عن إساءة الإعلام لوالدته الشيخة موزة.
وقال السيسي قبيل الزيارة في حواره مع قناة “العربية”: “محتاج الوقود والكهرباء وأن تتوافر السلع الأساسية بشكل مناسب، أيضا مشروعات البنية الأساسية نحتاج تجهيزا للاستثمار، كل هذا يحتاج إلى دعم وتمويل، الحقيقة الأشقاء وقفوا إلى جانبنا”.
وفي نفس السياق، أكدت مصادر رسمية أن أحد أهم أهداف الزيارة الدعم السعودي للمؤتمر الاقتصادي في مارس الجاري.
ووفقا لمعارضين فقد رأوا أن الزيارة تؤكد صحة التسريبات، وجاءت لتلطيف الجو بعدما كشفت التسريبات استغلال السيسي للخليج.
ومن جهته، قال طارق محمود، الأمين العام لائتلاف دعم صندوق تحيا مصر: “الرئيس السيسي أشاد بموقف السعودية ودول الخليج الداعم لمصر من الناحية المعنوية والأدبية والسياسية، كما أن دول الخليج تصدت للتسريبات المفبركة التي كان الغرض منها الوقيعة بين الشعوب العربية”.
واحتفت وسائل الإعلام المصرية بالزيارة، مما دفع “المصري اليوم” إلى وصف مأدبة الغداء الذي أقامها ملك السعودية بأنها “تكريما للسيسي”، ولفت موقع “مصراوي” إلى التمييز بين الاستقبال السعودي لكل من السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي يتزمن وجوده بالسعودية مع زيارة السيسي.
و من الجانب السعودي، أشار موقع “العربية” إلى ما وصفه بـ”مواقف صارمة تبنتها المملكة لدعم مصر”، وتحدث الموقع عن الدعم السعودي للانقلاب منذ بدايته في “30 يونيو”.
وأضاف الموقع :”الرياض أكملت دعمها لمصر، دبلوماسياً واقتصادياً، في سبيل تنفيذ خارطة الطريق التي اتفقت عليها القوى السياسية حتى وصل الاستحقاق الرئاسي الذي أفضى بالسيسي رئيساً لمصر، وفي يومها أرسل الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رسالة للرئيس الجديد مهنئاً وناصحاً وداعياً إلى مؤتمر لأصدقاء مصر، لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية والذي سيعقد في شهر مارس الجاري.”
وتابع:”وبعد ثمانية أيام من انتخاب السيسي رئيساً لمصر، حطت طائرة الملك عبدالله القادمة من المغرب في مطار القاهرة، حيث كان السيسي مستقبلاً له، وعقد القائدان قمة قصيرة داخل الطائرة الملكية”.
وأنهى الموقف حديثه بأن “المواقف الصارمة التي تبنتها السعودية لدعم مصر واستقرارها ظلت مستمرة بعد رحيل العاهل السعودي الملك عبدالله، إذ أعلنت السعودية مساندتها لمصر في حربها ضد الإرهاب بعد تفجيرات استهدفت مراكز عسكرية شمال سيناء”.