جمال بن عمر وبرناندينو ليون، مبعوثا الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، برز اسماهما مؤخرًا؛ إذ لكل منهما مهام.. الأول يركز على الشأن اليمني، وليون يركز على الشأن الليبي، وفي ظل ذلك يزداد الوضع سوء في كلا البلدين.
ونعرض لكم دور كل منهما وآخر ما آلت إليه تلك تحركاتهم
بن عمر.. الهروب من السجن إلى الأمم المتحدة
برز اسم جمال بن عمر ذو الأصل المغربي، مع الأزمة السياسية التي تعصف باليمن، إذ أرسله الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثا خاصا له في محاولة جديدة لحل الخلافات بهذا البلد بعد شهور من الصراع والاقتتال بين شباب الثورة وأنصار الرئيس علي عبد الله صالح.
وأكدت وسائل إعلام مغربية أن بن عمر هرب من المغرب ولجأ إلى الخارج ليصبح من الشخصيات المهمة المكلفة بحل النزاعات الدولية، ووصفته مجلة “تال كال أونالين” بأنه الرجل الثالث في منظمة الأمم المتحدة.
اتفاق مع الحوثيين
نشرت اليوم وسائل إعلام خليجية ويمنية تصريحات لقيادي حزبي مشارك في المفاوضات الجارية التي يرعاها بن عمر، تحدث فيها عن اتفاق بين مساعد الأمين العام للأمم ومستشاره الخاص لليمن جمال بن عمر مع عبد الملك الحوثي حول صيغة ما ورد من إنشاء مجلس رئاسي، الأمر الذي نفاه بنعمر.
كاتب يمني : بن عمر يمارس دور من سبقوه بالعراق
وأكد عباس الضالعي الكاتب اليمني أن الدور الذي يقوم به بن عمر في اليمن هو نفس الدور الذي قام به من سبقه من الموظفين الدوليين في العراق الذين أوصلوها الي الحرب والاقتتال“.
وأضاف الضالعي في مقال له أن “الشك والريبة بعمل بن عمر باتت ملحوظة وواضحة هو يعمل لصالح أجندة خارجية بهدف تقسيم اليمن وتفتيت وحدته وإغراقه في الصراعات المذهبية والطائفية“.
وأوضح أن المقابل الذي يحصل عليه كبير كثمن لهذا الدور الرخيص الذي يلعبه، فهو يشعر بأنه لم يعد مرغوبا فيه لكونه لا يشارك بصناعة الحلول، بل أصبح جزءا من المشكلة ويعمل علي إنتاج الأزمات الجديدة التي تعمل على تعقيد المفاوضات بين الأطراف من خلال إحداث نقلات مفاجئة تعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر، وقد أكد ذلك العديد من الإخوة أمناء عموم الاحزاب والناشطين الحقوقيين وتناولته العديد من وسائل الإعلام.
نشطاء يمنيون يطالبون بطرده
وأنشأ ناشطون يمنيون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تطالب بجمع مليون توقيع للمطالبة برحيل المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر.
وقالت الصفحة في بيان لها: “يحاول مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر إنكار انحيازه لمليشيات الحوثي المتمردة، ولا يزيده إنكاره إلا إدانة“.
وأضاف البيان: “بن عمر قال في بيان له إنه يمثل جهة محايدة وهي الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها، ولا خلاف على ذلك، فاليمنيون يرفضون انحياز شخص جمال بن عمر وإخلاله بالأمانة التي كان من الواجب عليه الالتزام بها في مهمته كمبعوث للأمم المتحدة، غير أن انحيازه لجماعة الحوثي المتمردة يمثل إساءة للأمم المتحدة، فإحاطاته الكاذبة ظللت تلك المنظمة الدولية وأخلت بمواقفها تجاه العملية السياسية في اليمن“.
وقد كتبت بعض الصحف المغربية إثر تكليفه بمهمة اليمن، تتساءل عن هوية هذا الدبلوماسي والسيرة التي أوصلته لتولى مهام في أرفع مؤسسة دولية.
برناردينو ليون
عُيّن ليون رئيسا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، خلفا لطارق متري، ويقود ليون جهودا للحوار بين نواب المؤتمر الوطني العام والنواب المجتمعين بمدينة طبرق، في محاولة لحل الأزمة السياسية والأمنية بالبلاد، الأمر الذي لم يتطور لحلول سلمية حتى الآن، ويستمر الصراع بين الطرفين.
التواصل مع البرلمان المنحل
يستمر ليون في التواصل بشكل مستمر مع البرلمان المنحل في طبرق وحكومته الموالية لقوات خليفة حفتر الذي يواجه قوات فجر ليبيا، كما أنه كان أحد أسباب وصول مندوب ليبي من طرف حكومة طبرق غير الشرعية.
وقال ليون: “إن موقف الأمم المتحدة إزاء الانتخابات وما نتج عنها لم يتغير” في إشارة إلى “مجلس النواب المنحل”، لافتًا إلى أن قرار المحكمة العليا بشأن عدم دستورية مقترحات فبراير تسبب في تعقيد الوضع.
توجيه الاتهامات إلى الجماعات الإسلامية
كما صرح مؤخرًا أن مناطق درنة “التي يسيطر عليها الثوار” تحتضن مقاتلين ينتمون الى داعش والقاعدة، وهم أسباب عرقلة الحوار في ليبيا، بينما لم يتحدث عن القوات التي يقودها حفتر وتشن هجمات على المناطق التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني النبثق عن ثورة 17 فبراير.
وعبر ليون عن ارتياحه حيال قرار مجلس الأمن الخاص بإدراج تنظيم “أنصار الشريعة” في ليبيا ضمن لائحة الإرهاب.
دعم الانقلاب في مصر
سبق أشاد ليون بالانتخابات الرئاسية التي أدرانها سلطات الانقلاب في مصر وصفها بانها امتازت بالمصداقية.
تدخلات ليون تضر بليبيا
ورأى المحلل الاقتصادي والأمني ريتشارد غلوستيان في مقال على “غولف نيوز” أمس الثلاثاء، أنَّ على الأمم المتحدة التوقف عن محاولة التوسط لتفعيل وقف إطلاق للنار أو التوصُّل لحل سياسي، وأنَّ حل الأزمة ليبي خالص، مؤكدًا أنَّ تدخلاتها تزيد من تفاقم الموقف.
وأكد جلوستيان في مقاله أنَّ الليبيين قادرون على التوصُّل للحلول بأنفسهم ودون مساعدة من أحد، وأنَّ التدخل السياسي من الأمم المتحدة وبريطانيا على وجه الخصوص يزيد من إرباك الموقف على الأرض.
وتساءل الكاتب عما يمنع السياسيين من صب التركيز السياسي والعسكري الذي يصبونه على “داعش” في سورية على ليبيا أيضًا.
وأشار الى أن عجز الأمم المتحدة الكامل، بحسب الكاتب، في حوار المبعوث الأممي لدى ليبيا، برناردينو ليون، مع قناة “سي إن إن” الأمريكية، الذي قال فيه إنَّ “داعش” في ليبيا ذو أعداد قليلة وإنَّه أمرٌ يمكن التحكم به، ثم تراجعه بقول ضعيف ومتناقض: “أنا لست خبيرًا في شؤون الإرهاب”، مُذكِّرًا المشاهدين بأنَّ بعثة الأمم المتحدة في ليبيا هدفها فقط الترويج للحوار السياسي.
وأكد جلوستيان أنَّ الوقت الآن في ليبيا يحتاج لخبير في شؤون الإرهاب وليس ليون، مضيفا أنَّ الليبيين يرون أنَّ هذه الوساطات لا تساعد في شيء وأنَّهم يفضِّلون تراجع هذه الجهود