شهدت عاصمة كوريا الجنوبية، "سول"، اليوم السبت، بعد اجتماعا ثلاثيًا لـ"فرقاء شرق آسيا"، بين وزراء خارجية الصين، اليابان، وكوريا الجنوبية، هو الأول من نوعه منذ ثلاث سنوات.
وجاء الاجتماع ليبحث سبل تهدئة التوتر الإقليمي الناجم عن الخلافات الدبلوماسية بشأن السيادة على بعض المناطق، كما تربط البلدان الثلاثة علاقات اقتصادية قوية، لكنها بشكل عام تشوبها منذ فترة طويلة ترسبات، تعود إلى الحقبة التي احتلت فيها اليابان شبه الجزيرة الكورية، واحتلالها لجزء من الصين قبل وخلال الحرب العالمية الثانية.
وكان البرود هو الطابع المميز لعلاقة الصين وكوريا الجنوبية مع اليابان في السنوات الأخيرة، مقارنة بالعلاقات بين الصين وكوريا الجنوبية التي شهدت تحسنا ملحوظا في الآونة الأخيرة.
وفي نفس السياق حث "بان كي مون"، الأمين العام للأمم المتحدة، الدول الثلاث على الانخراط في حوار "هدفه النظر إلى الأمام".
من جانبها تصف الولايات المتحدة القطيعة بين سول وطوكيو، حليفيها العسكريين الرئيسيين في القارة الآسيوية – بأنه "عائق إستراتيجي"، وترغب في توحيد مواقفهما في مواجهة الصين.
ولكن الصين وكوريا الجنوبية تريان أن اليابان "لم تُبد قدرًا مقبولا من الندم إزاء تاريخها"، وردَ البلدان بغضب على الزيارة التي أصر على القيام بها رئيس الحكومة اليابانية، "شينزو آبي" إلى ضريح يضم رفات عدد من مجرمي الحرب اليابانيين في عام 2013.
وباشر وزير الخارجية اليابانى و وزير الخارجة الصينى المشاورات وسط تخوف من السياسات الامنية لكل طرف فى المشاورات,ومما يذكر أن هناك تطور فى العلاقات الصينية واليابانية منذ اجتماع القمة الذى انعقد فى العام الماضى 2014، حيث اتفق فيه الطرفان على اقامة خطوط ساخنة بين البلدين وفتح الاتصالات بين السفن و الطائرات بين البلدين فى محاولة فهم نوايا الطرفين و تفادى اى نوع من الصدامات فى الفترة القادمة.
الملفات الساخنة بين البلدين
منذ ثمانينيات القرن الماضي، بدأت العلاقة بين الصين واليابان تشهد بين الفينة والأخرى توترًا حول القضايا العالقة بينهما.
ويتلخص أهم هذه القضايا في:
أ- النزاع حول جزر سنكاكو- دياويو
وتقع هذه الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي، وهي عبارة عن ثماني جزر صخرية غير مأهولة تسميها اليابان "سنكاكو" وتُعرف في الصين باسم "دياويو". يتراوح الاحتياطي النفطي في هذا البحر بين 60 و100 مليون برميل من النفط، في حين يوجد احتياطي مهم من الغاز الطبيعي يتراوح بين 1 و2 تريليون قدم مكعب، حسب تقديرات إدارة المعلومات حول الطاقة (EIA) التابعة للحكومة الأميركية(10).
بينما تقول المصادر الصينية بأن الاحتياطي النفطي يتراوح بين 70 و160 مليون برميل(11)، ويحوي هذا البحر أيضًا ثروات معدنية مهمة مثل الأحجار المرجانية الثمينة والزركون والذهب والتيتانيوم والبلاتين، إضافة إلى وجود هذه الثروات الطبيعية فإن للجزر قيمة إستراتيجية للبلدين معًا بفعل موقعها الإستراتيجي؛ فالسيادة على هذه الجزر ستسمح لليابان أو الصين بالمطالبة باستغلال 40,000 كيلومتر مربع من المياه المحيطة بها باعتبارها منطقة اقتصادية خالصة، كما يمكن استغلال الجزر عسكريًا؛ فالصين تخشى أن تقيم اليابان نظم استطلاع جوية وبحرية تضع الخطوط البحرية والجوية في المنطقة وفي مناطق صينية مثل "وينزهو" و"نينغ بو" تحت المراقبة المباشرة لليابانيين، ويرى الصينيون في هذا تهديدًا أمنيًا وعسكريًا خطيرًا.