يتميز مجتمعنا المصري بعدة أمور تبدو واضحة جدا من خلال كلمات يكررها المصريين ربما تعبير عن التقدير أو من باب المجاملة لتوطيد العلاقات الانسانية.
وفي تقرير لـ"المصري اليوم لايت" فهناك 8 عبارات شهيرة بقاموس المجاملات المصرية والتي يستخدمها المصريون بصفة يومية.
1. إيه الوحاشة دي.. حيث يُعتقد خطأ أن هذه الجملة الشهيرة موجهة لتدليل الأطفال الرضع والأقل من 5 سنوات، غير أن مُجاملة الأم في وسامة طفلها تظل ملازمة له طوال عمره، خاصة لو كانت بنت في يوم زفافها تحديدا، فـ«الوحاشة» تعد مُرادف رسمي للجمال والوسامة.
جاء هذا التعبير -غالبًا- خوفا من الحسد، وكبديل لجملة «إيه الجمال دا» التي قد يعتبرها البعض حسد علني، فكان سبيل الهروب من دائرة «الأر» هو اختيار عكس المعنى لتوصيل المعنى المقصود.
2. المرة دي ماتتحسبش.. وتتكرر العبارة خلال فقرة الوداع الرسمية المُطولة التي تستضيفها عتبة المنزل ودرجات السلم الأولى، حيث يحلو للضيف الحديث مع أفراد الأسرة على الباب بعد انتهاء الزيارات العائلية الرسمية التي ربما استغرفت عدة ساعات، وقتها يؤكد أصحاب المنزل -على سبيل المُجاملة- أن «المرة دي ماتتحسبش» و«ابقوا كرروها»، غير أن عدة زيارات من تلك المُمتدة طوال اليوم أو التي تستهلك بضعة مئات من الجنيهات لإعداد طاولة الطعام للضيوف، ربما تُنهك خيوط الود حتى تختفي.
3. خلّي.. ويبادرك بها سائق التاكسي وبائع الخضروات وأي ممن يقدمون لك أي خدمة، كمجاملة تعفيك من دفع روسم الخدمة أو سعر السلعة، غير أن أحدًا لا يتوقع تحول المُجاملة السخية إلى حقيقة واقعة، فإذا استجاب المشتري واحتفظ بأمواله لنفسه، ربما يتحول الأمر إلى معركة ومشادة كلامية يكون أساسها «أنا عايز حقي» و«أنت ما بتصدق!»، لا تهدأ إلا بدفع رسوم البضاعة أو تكلفة الخدمة
4. إحنا زارنا النبي.. وتعتبر الجملة الأولى التي تخترق صمت الصالون بعد وصول بعض الزوار إلى محل إقامة أي أسرة مصرية، حتى لو كان الضيف غير مرغوب فيه، أو لا يمت للنبوّة بأي صلة من قريب أو بعيد، لدرجة أنه بمجرد انتهاء الزيارة يتنفس أهل البيت الصعداء وكأن وحشًا كاسرًا أو عدوًا لدودًا كان في زيارتهم.
5. الشارع نوّر.. وهي ليسست كلمة تقال إثر حريق مترامي الأطراف أو ضغط زائد للكهرباء، بل بفضل الزيارة الميمونة، تصبح جمل مثل «ايه النور دا كله» و«الحي نور» في المرتبة الثانية من قاموس الترحاب بالضيف المصري، وتحقق الجميع أغراض مختلفة حسب طريقة نطقها، سواء لكسر ملل زيارة غير هادفة أو في إطار تمهيد لمناقشة خلافية قد تنتهى بحريق حقيقي يستبدل ما تحمل العبارة من مبالغة بواقعية مريرة توازي «الشارع نوّر بحريقة».
6. البيت بيتكو.. لا تعبر بالضرورة عن الترحاب قدر ما تحمل من محاولة لمنح الزيارة بعض الحيوية وتخليص الضيف من الحرج والتحفظ، غير أن هذه العبارة القصيرة من الممكن أن تتحول إلى أكذوبة، إذا كسر أحد الضيوف كأس أو عبث بأحد قطع الديكور، لتصبح حينها «البيت في عرضك».
7. تسلم إيدكو.. تقريبا تعد الجملة الرسمية لطاولة الغذاء، توجه في العادة للأمهات أو لأي عروس حديثة العهد بشئون الطهي وإعداد المائدة، غير أنها تحولت لارتباط شرطي فور جلوس على المائدة، لإرضاء مشاعر الطاهية وإن لم تكن «بريمو»، لتصبح بذلك عبارة «تسلم ايدك» ضريبة واجبة الدفع أثناء تناول وجبة في منزل المضيف، حتى وإن كان أرز «المحشي» «ما استواش كويس» أو لا يحتوي على «ملح».
8. والله ما تغلى عليكو.. سواء كانت سلعة جديدة لم تُستعمل من قبل يعرضها أحد الأفراد على أصدقائه، أو أحد مُقتنيات المنزل التي يُظهر الضيوف إعجابهم بها، يكون الرد التلقائي «والله ما تغلى عليك» مصحوبة -في الغالب-بقراءة داخلية صامتة لآيات منع الحسد، وأمنيات دفينة ألا يتقبل الطرف الآخر هذا العرض السخي.