وجه الشاعر عبد الرحمن يوسف رسالة إلى رئيس وزراء إثيوبيا، قائلا إنه لم يوكل السيد عبد الفتاح السيسي لتوقيع أي اتفاقية تخص اقتسام مياه نهر النيل، أو تخص الموافقة على إقامة سد النهضة.
وبدأ يوسف رسالته التي نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك" قائلا: "السيد المحترم هايلي ماريام ديسالين رئيس وزراء إثيوبيا.. بعد التحية".
وأكمل: "هذه رسالة من مواطن مصري يريد أن يخطرك -بكل احترام وتقدير- أنه لم يوكل السيد عبد الفتاح السيسي في توقيع أي اتفاقية معكم تخص اقتسام مياه نهر النيل، أو تخص الموافقة على إقامة سد النهضة، أو الرضا بتغيير الأوضاع القائمة في دول المصب من عشرات بل منذ مئات السنين".
وأضاف: "أنا مواطن مصري.. أرى أن تنمية إثيوبيا حق لا غبار عليه، ولكن حق مصر في مياه الشرب لا يمكن التفاوض عليه من أجل حق إثيوبيا في توليد الكهرباء، إذا كانت إثيوبيا تحتاج إلى الكهرباء فالأمة المصرية على استعداد تام لمساعدتكم لتوليد ضعف ما تحتاجون إليه، لكن ذلك لن يكون على حساب حياة مصر والمصريين.. إن حقنا في مياه النيل حق فطري، لا يمكن أن يتفاوض عليه شخص فرد، دون برلمان، ودون أي نقاش مع الأمة المصرية".
وتابع يوسف في رسالته: "سيادة رئيس الوزراء هايلي ماريام ديسالين.. إن الشعب المصري كله لا يعرف أي شيء عن الاتفاقية التي وقعتموها، ولم يقرأ حرفا منها، وبالتالي نحن غير ملزمين بما فيها، فهذا واضح لا يحتاج إلى إثبات! لا توجد لجنة برلمانية تراجع ما تم الاتفاق عليه، ونحن نحذر الأمة الإثيوبية من عواقب التعامل في هذا الملف في غيبة تامة عن الشعب المصري".
وأردف: "لا أحب أن أقحم سيادتكم في مشاكل الواقع الداخلي المصري، ولكن لا يصح أيضا أن نرى الدولة الإثيوبية تتصرف كأنها تنتهز فرصة الأزمة السياسية الداخلية في مصر، خاصة أن رائحة المشاكل الداخلية في مصر تفوح من بين سطور الاتفاقية".
وواصل رسالته قائلا: "سيادة رئيس الوزراء هايلي ماريام ديسالين.. إن الشعب المصري يتبرأ من هذه الاتفاقية التي تتناقض مع الاتفاقيات الدولية التي تنظم اقتسام مياه النيل منذ عام 1891 حتى عام 1929، وهي المرجع الذي نعود إليه، بل إن المنطقي أن يتم تعديل هذه الاتفاقيات بما يزيد من حصة مصر من مياه النيل، بعد أن تضاعف عدد سكان مصر عشرات المرات".
وأكمل: "وأتبرأ منها أيضا لأنها تتناقض مع القانون الدولي، ومع سائر الدساتير المصرية القديمة والحديثة وخصوصا الدستور الحالي! إنني أقولها لكم بكل صراحة، هذه الاتفاقية ليست ملزمة للمصريين بأي حال من الأحوال، وإذا تبين أنها تضر أو تنقص قطرة مياه واحدة من حصتنا في النيل فتأكد سيادتكم أن هذه الاتفاقية باطلة من الأساس، وهي والعدم سواء، ونحن نملك أوراق ضغط (سلمية) كثيرة نستطيع أن نستخدمها، حتى لو أدى ذلك إلى انتهاء عقود طويلة من السلام بين دول المنبع والمصب في نيلنا الحبيب".
واستطرد قائلا: "سيادة رئيس الوزراء هايلي ماريام ديسالين.. قال الحكيم الصيني العظيم (صن تزو) في كتابه "فن الحرب": "لا تحاصر جيشا.. واترك له منفذا ليهرب منه.. احرم خصمك من شجاعة قتال اليائس من النجاة.. ولا تضغط بشدة على عدو يائس.. وأنا أقول لك يا سيادة رئيس الوزراء: نحن أمة لا تضمر لكم إلا الخير، ولكن هل هناك أكثر من أن ييأس شعب كامل من الحصول على شربة ماء؟ هل يمكن أن نتخيل حجم التضحيات التي يمكن أن يقدمها أي شعب في الدنيا إذا علم أنه مهدد بالموت عطشا؟".
واختتم رسالته قائلا: "سيادة رئيس الوزراء أكرر لكم بكل ود واحترام: هذه الاتفاقية لا تمثل الشعب المصري، ونحن لا نعلم عنها شيئا، ولا يمكن أن تضع الدولة الإثيوبية والأمة الإثيوبية الشقيقة نفسها في موضع العدو الذي يستولي على شريان حياة المصريين في غفلة من التاريخ..كلمة أخيرة: الحفاظ على صداقة الشعب المصري أبقى لإثيوبيا من ورقة يوقعها مسؤول زائل مهما كان موقعه".