يكاد لا يمر يوم على مدينتي رفح والشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء دون أن يقع حادث، كانفجار لغم على الطريق الدولي أو مهاجمة أحد الكمائن أو الارتكازات الأمنية من قبل مسلحي ولاية سيناء.
كان آخر تلك المهاجمات، أمس الأربعاء، بعد استهداف مدرعة شرقي العريش، مما أسفر عن مقتل نقيب ومجند وإصابة ستة آخرين، يتزامن ذلك مع إصدار عدد من الإجراءات الأمنية، والتي تتضمن إزالة عدد من المنازل في محيط الكمين وإنشاء كمين جديد على أسطح منازل أخرى بعد تهجير سكانها.
كمين "والي لافي" أو كمين "عوض" كما أطلق عليه أهالي مدينة رفح والذي تم إنشاؤه في منتصف سبتمبر الماضي على الطريق الدولي بين قريتي سيدوت وأوبو طويلة بهدف الحد من عمليات زراعة الألغام، واتخذت قوات الجيش من عمارة سكنية تسكنها أرملتان وأبنائهما موقعا للكمين الجديد.
روى "م. ر الأرميلي" تفاصيل ما حدث بقوله إن الجيش طلب من عائلة المرحوم "أحمد عواد" من قبيلة الأرميلات أن يخلوا الطابق الثاني، وأنهم سيقيمون كمينًا على سطح المنزل والطابق الثاني يسكنه قوات الجيش المتواجدة على الكمين، وأنهم سيتركون الطابق الأول للأرملتين، ولكن العائلة لم تتحمل مضايقات عناصر الكمين فهجروا المنزل دون أن يحصلوا على أية تعويضات.
وأضاف لـ"رصد": "الآن كمين عوض من أكثر الارتكازات الأمنية التي تتعرض للهجوم ولتأمين وجود الكمين، وأن قوات الجيش هجرت سكان والي لافي وهدمت منازلهم، ومن لم يهدم بيته يهجره فرارا من قذائف الكمين العشوائية أكثر من أربعين بيتا تم إخلاؤها عقب عمليات الكتيبة مائة وواحد".
الأمر نفسه تكرر في يناير الماضي مع عائلة محمد الجبيلي، إذ طلبت منه قوات الجيش إخلاء منزله بقرية الخروبة بمدينة الشيخ زويد لإقامة ارتكاز أمني على سحط منزله، مع إخلاء عدد من المنازل المحيطة به.
هذا ما أكده أحد سكان المنطقة من عائلة السكاسكة بقوله: "بعد مهاجمة معسكر الأمن المركزي في أول مارس بمنطقة المساعيد قرر الجيش إنشاء كمين جديد، وطلبوا منا إخلاء منازلنا فرحلت وأسرتي لحي الميدان بالعريش ولم نحصل على أي تعويض".
لم يقتصر الأمر على المنشآت السكنية بل حتى المدارس الحكومية تحولت لمنشآت عسكرية، ففي فبراير الماضي تم إنشاء كمين على سطح مدرسة جرادة الابتدائية بمنطقة الخروبة على الطريق الدولي بين كميني الريسة والخروبة، ورغم أن قوات الجيش لم تقم بإلغاء الدراسة فيها بشكل نهائي فإن الأهالي امتنعوا عن إرسال أبنائهم لها خوفا عليهم بعد أن حولها الجيش لهدف عسكري لمسلحي ولاية سيناء.
وتابع أحد الأهالي: "وعلى الرغم من انتشار أكمنة الجيش وزيادة عددها فإنها عاجزة حتى يومنا هذا عن فرض السيطرة الأمنية والحد من مهاجمة عناصر ولاية سيناء والتي لم تتوقف ليوم واحد"، مؤكدين فشل الجيش في فرض سيطرة أمنية حقيقية على المنطقة، وأنه لم ينجح سوى في زيادة عدد الأكمنة على حطام منازل أهالي المدينتين.