رصدت صحيفة "واشنطن بوست" أربع فوائد توفرها مواقع التواصل الاجتماعي للطغاة، مشيرة إلى أن الثوار ليسوا وحدهم المستفيدين من هذا التطور التقني، قائلة إن "أحدث الدراسات تشير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تساعد الطغاة -في بعض الحالات- إذا ما وضعوا حواجز كافية أمام آراء المعارضة".
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن "الربيع العربي بدأ مبهجًا وسلك مسارًا مألوفًا لدى خبراء الديمقراطية من الأمل مرورًا بالشك إلى خيبة الأمل، وبالمثل لعبت مواقع التواصل دورًا كوسيلة لتعزيز الديمقراطية في بداية الثورات، لكنها بعد ذلك سلكت مسارًا مأساويًا، وبعدما اعتبرت في البداية حلا سحريا، أصبح ينظر إليها بشكل متزايد باعتبارها مزيجا من الإيجابيات والسلبيات".
وذكرت الصحيفة أن هناك "أربع آليات فعلية تمكن الطغاة من استخدام التواصل الاجتماعي لإطالة حكمهم، وهي أساليب تتجاوز الرقابة البسيطة التي يمنع من خلالها الحكام منع تدفق المعلومات، وبعد ذلك يتزايد استخدامها لتعزيز استقرار النظام وتقويته وتحوله من عقبة أمام الحكومة إلى أداة أخرى لمرونة النظام".
ولخصت الصحيفة هذه الآليات الأربع في ما يلي:
– الأولى: يكتشف الطغاة من خلالها الشكاوى الخاصة بالميول السياسية لشعوبهم، وهذه المعلومات قيمة للغاية، ولكنها عادة ما تظل خفية.
– الثانية: كما أن مواقع التواصل وسيلة يمكن للطغاة الاعتماد عليها لقياس فعالية المسؤولين المحليين، الذين غالبا ما يكونون غير خاضعين للمساءلة في دوائرهم الانتخابية.
– الثالثة: كما أنها أصبحت وسيلة مؤكدة للتواصل مع أنصار النظام، كما يمكن للأنظمة استخدامها لتنظيم وحشد الموالين لهم.
– الرابعة: حيث يمكن من خلالها كذلك تشكيل ملامح الخطاب العام بين الجمهور بشكل كبير، حيث يستفاد منها بشكل إضافي بسبب طبيعتها غير المركزية والتفاعلية، وغير الهرمية، وبالتالي يمكن للطغاة توظيفها في نشر الدعاية بطريقة أكثر كفاءة، وتشكيل الخطاب عبر الإنترنت بطريقة أكثر دقة ودهاء.
