أكدت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا، ومقرها لندن، استمرار الاشتباكات العنيفة في مخيم اليرموك بدمشق، لليوم الخامس على التوالي، بين كتائب أكناف بيت المقدس وشباب مخيم اليرموك من جهة، وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من جهة أخرى.
وأضافت أن مخيم اليرموك تعرض، اليوم الإثنين، للقصف العنيف، ما أدى لارتفاع أعداد الضحايا الفلسطينيين منذ دخول التنظيم إلى المخيم، ليصلوا إلى 13 ضحية، فيما استمر الأهالي باطلاق نداءات استغاثة بسبب تردي الأوضاع الصحية خاصة داخل المخيم.
وأوضح بيان من المجموعة، أن اشتباكات متقطعة، دارت بين كتائب أكناف بيت المقدس وعناصر تنظيم الدولة، تزامنت مع تأكيد ناشطين لتمركز أكناف بيت المقدس خلف المركز الثقافي في مخيم اليرموك.
وأكد البيان استمرار الوضع على ماهو عليه، من حيث أماكن السيطرة، إذ لم يتمكن تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة إلا على 80% من مساحة المخيم.
كما أشار إلى تدهور الأوضاع الإنسانية داخل المخيم، إذ نفذت جميع المواد الطبية منه، فيما توجه العشرات من ناشطي المؤسسات الإغاثية إلى بلدة يلدا المجاورة، خوفًا من اختطافهم من قبل التنظيم.
وأفاد البيان لتوارد أنباء عن اعتقال تنظيم الدولة الإسلامية، لقرابة 70 مدنيًا من أبناء المخيم، إلا أن مجموعة العمل لم تتمكن من التوثق من ذلك؛ بسبب توتر الأوضاع، حسب البيان.
وفي نفس السياق، قال المتحدث باسم الأونوروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين)، إنه جرى إجلاء 94 مدنيًا، بينهم 43 إمرأة و20 طفلًا، من المخيم، أمس الأحد، وقدمت لهم مساعدات إنسانية.
وأشار إلى أن كل من مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، والمرصد الأورومتوسطي، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، عقدوا مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا، تناول آخر التطورات في مخيم اليرموك.
وفي ختام المؤتمر، أصدرت المؤسسات الحقوقية بيانًا صحافيًا، دعت فيه الأونروا واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى العمل على فتح ممرات إنسانية لسكان مخيم اليرموك، والتنسيق مع القوات السورية التي تحاصر المخيم لإجلاء عشرت الجرحى داخله.
كما طالب البيان الأطراف المسلحة داخل اليرموك، ولا سيما عناصر تنظيم الدولة الإسلمية، بعد إذ سيطر على 80% من مساحة المخيم، إلى تحييد المدنيين، محذرًا من استخدام التنظيم لسياسة الانتقام من المدنيين، والتصفية الجسدية لهم.
كذلك، دعا البيان المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان، للضغط على النظام السوري، لحماية سكان مخيم اليرموك، ورفع حصاره عنهم، بصفته المسؤول الأول عن أوضاعهم، مطالبًا بالعمل على إنهاء هذه المأساة بأعلى سرعة، وتوفير العلاج الطبي اللازم للمرضى والجرحى داخل المخيم، حسب البيان.
وناشد البيان مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى وضع الاعتبارات الإنسانية للحالة في الأراضي السورية، فوق أي اعتبار آخر، والتحرك العاجل بموجب ميثاق الأمم المتحدة، لإنقاذ المدنيين، ووقف القتل الدائر بلا إنسانية للسنة الخامسة على التوالي.
