تعيش اليمن على أصوات هدير صواريخ "عاصفة الحزم" التي قادتها السعودية، تلبية لنداء الرئيس عبدربه منصور هادي في إعادة الشرعية التي سلبتها ميليشيات الحوثيين، بالانقلاب على رئيسهم، واستمر القتال العنيف في اليمن، وغرق جزء كبير من البلاد في الظلام مع انقطاع التيار الكهربائي، خاصة تلك الواقعة تحت سيطرة الحوثيين ونالت قسطًا وفيرًا من القذائف.
وعاشت اليمن خلال الأيام الماضية أقسى اللحظات؛ حيث تزايدت عدد الغارات عن الأيام السابقة، واستهدفت مقار عسكرية داخل العاصمة صنعاء وليس في ضواحيها، حيث وصف سكان العاصمة كيف كانت النوافذ والأبواب تتحطم من شدة الغارات، وخيم الظلام في مناطق عدة من اليمن بسبب انقطاع الكهرباء خلال ليل السبت؛ حسب مراسل CNN عربية.
وقال الناشط اليمني، بسام القاضي، إن "ليلة السبت الماضي كانت صعبة بحق على كل المقيمين في صنعاء، القصف كان قريبًا، وكثيفا ولأول مرة يدخل إلى نطاق العاصمة من الداخل"، متابعًا: "أعرف أصدقاء هناك يصفون ما حدث بأنه زلازل وبراكين هزت منازلهم".
وأضاف القاضي في تصريحات لـ"رصد" أن الشعب اليمني "الرافض لانقلاب الحوثيين يقبل بكل أريحية أن يدفع ثمن شرعية البلاد وسيتحمل، ولن يقبل بالانقلاب الدنيء".
من جانبه قال ناشط مؤيد للحوثيين يعيش في مصر، إن "عمليات القصف المستمرة تهدف إلى تدمير حياتنا وبنيتنا التحتية كاملة لتسليم البلاد فيما بعد للإخوان".
وأشار الناشط، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن "اليمنيون يعيشون ليالٍ كثيرة قاسية وليست ليلة عابرة كما يحب الإعلام الصهيو أمريكي المؤيد للسعودية أن يبين ذلك"، لافتا النظر إلى أن "العملية السعودية ستفشل لأن الشعب اليمني لن يقبل باستمرار قصفه وقتل أهله وذويه بدعاوى فارغة"، على حد قوله.
وتعقيبًا على ذلك استنكر السياسي السعودي، باسم عالم، ما يردده من وصفهم بـ"ميليشيات الحوثيين"، حول استهداف السعودية للمدنيين في اليمن، أو تعمد تدمير البنية الأساسية.
وقال في تصريحات خاصة لـ"رصد"، إن القصف طال مناطق عسكرية فقط، سيطرت عليها ميليشيات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين، مشددا على أنه "لا توجد أي مؤسسة إنسانية أو صناعية تم التعرض لها".
ولفت السياسي السعودي النظر إلى أنه "لم يتم التعرض لعسكريين وغيرهم إلا أولئك الذين تحركوا للسيطرة على مناطق أخرى فتم وقفهم بالقصف".
ويعيش نحو 16 مليون يمني في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون، بما فيها العاصمة صنعاء، التي ما تزال بلا كهرباء، وفقا لما ذكر المسؤولون الأمنيون، وفي الجنوب حيث ما زال الحوثيون يسيطرون على ميناء عدن ويحتلون نقاطًا استراتيجية أخرى بما فيها محطات البث التلفزيوني والإذاعي للدولة، تدور الاشتباكات العنيفة بين الحوثيين، وبين المقاتلين الأقل خبرة المؤيدين للرئيس عبدربه منصور هادي، ويواجه الكثير من المدنيين أزمة محتملة حيث لا تتوفر لديهم مياه الشرب النظيفة، ولا الوقود والغاز.
