تشهد وزارة التربية والتعليم بحكومة إبراهيم محلب، حالة من الارتباك، بعد واقعة حرق الكتب في فناء إحدى المدارس. ففي الوقت الذي أكدت فيه بثينة كشك، وكيل أول وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، أنها حرقت الكتب بناءً على تعليمات من الوزارة، ينفي وزير التعليم علمه بالواقعة، ويؤكد رفضه لحرق الكتب، بل أحال بثينة كشك للتحقيق.
وزير التعليم يتبرأ من الواقعة
وأحال محب الرفاعي، وزير التربية والتعليم بحكومة محلب، كل المسؤولين عن “محرقة الكتب” في إحدى مدارس الجيزة، إلى التحقيق، بما فيهم وكيلة أول الوزارة بالمحافظة، والمشرفة على الحادثة، بثينة كشك.
وأكد الوزير، في بيان رسمي صادر عن الوزارة في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، رفضه التام لواقعة حرق الكتب بمدرسة فضل الحديثة الخاصة بالجيزة.
وقال البيان، إن “محاربة الفكر المتطرف، لن تكون أبدًا بحرق الكتب، وإنما بأسلوب تربوى يستهدف تربية النشء على نبذ العنف والتطرف والإرهاب”.
بيان رسمي للوزارة يؤيد الحرق
في المقابل، كانت وزارة التربية والتعليم، أصدرت مساء أمس الثلاثاء، بيانًا تؤكد فيه أن الكتب المحروقة لم تكن ضمن قائمة الكتب المسموح بها للمكتبات المدرسية، وأنه “تم تسريبها إلى المدرسة دون المرور على اللجنة المكلفة بتيسير العمل بمعرفة ’مجلس إدارة 30 يونيو’ المكلف بإدارة المدارس المُتحفظ عليها”.
وأضاف البيان: “التعليمات الأمنية تقضي بإعدام الكتب الخارجة عن المألوف، وليس فرمها فقط، ومن هنا كان اللجوء لحرق الكتب المضبوطة بعد التأكد من مخالفة مضمونها لمبادئ الإسلام المعتدل”، مشيرًا إلى أن “الهدف الأساسي من حرق الكتب داخل المدرسة هو إثبات ضبطها ولتكون عبرة لأي أفكار متطرفة”، على حد تعبير البيان.
وقال البيان، إن بثينة كامل، وكيل الوزارة بمحافظة الجيزة، شكلت لجنة مكونة برئاسة طارق حسين الخضر، مدير عام إدارة الهرم، وعضوية كل من فاطمة يحيى محمود، مدير متابعة فنية بالمديرية، وعفاف أبوبكر عثمان، من الشؤون قانونية بالمديرية، وآلاء أبوزيد عبدالعال، من التوجيه المالي، ومحمود محمد محمود من أمن المديرية.
وأضاف أن اللجنة “تأكدت أن جميع الكتب غير مطابقة للقائمة الوزارية، فضلًا عن وجود بعض المؤلفين، مُعادين للوطن مثل ’على القاضي’، والبعض ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين، مثل ’رجب البنا، ومحمد محمد المدني’”.
وأكدت أن إحراق الكتب تم تحت إشراف اللجنة، وعلى أنغام الأغاني الوطنية مثل: “يا أغلى اسم في الوجود، والنشيد الوطني، وتحيا مصر”، مع رفع الأعلام المصرية، بحسب البيان.
الأمن من أعطى التعليمات
من جانبها بررت بثينة كشك، قيامها وآخرين، بحرق 73 كتابًا داخل فناء المدرسة، بأن الجهات الأمنية أعطتها تعليمات بذلك.
وقالت بثينة كشك، إن هذه الكتب “دخلت المدرسة منذ سنوات عن طريق الإخوان الملسمين أصحاب المدرسة، وأن الكتب موجودة في مكتبة المدرسة منذ إنشائها، وأن اللجنة التي قامت بالتفتيش على المدرسة أقرت بوجود مثل هذه الكتب داخل المكتبة، وأبلغنا الجهات الأمنية فقالوا لنا احرقوها”.
وحول تصريحات الوزير بفتح تحقيق رسمي في الواقعة، قال بثينة كشك: “أحترم كلام الوزير، لكن الأمن كان لديه علم بالحرق، وهو من أعطانا التعليمات”!
الطلاب يردون بحملة إحياء الكتب المحروقة
في المقابل رد عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على حادثة حرق الكتب، بإطلاق وسم (هاشتاج) “#إحياء_الكتب_المحروقة”، وذلك لـ”ترويج الكتب التي اشتعلت فيها النيران في فناء المدرسة، وتشجيع الناس على قراءتها؛ تحديًا للتصرف الذي أثار استياء كبيرًا في الشارع المصري والعربي”.
وأشار النشطاء إلى أن حادثة حرق الكتب، هي “تعبير واضح للمرحلة التي تمر بها مصر في العامين الأخيرين، والتي يُعتقد على نطاق واسع أنها تهدف إلى حرق الأرض في مواجهة وجود الإخوان في كافة مناحي الحياة في مصر، إضافة إلى أنها تجفيف للمنابع الدينية بشكل تعدى الإخوان ليصل إلى قواعد الدين وعقائده”.