كشفت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان عالميًا، عن أن الغارات التي شنها تحالف عاصفة الحزم، على مصنع ألبان في اليمن، في 31 مارس الماضي، أدت إلى قتل ما لا يقل عن 31 مدنيًا وجرح 11 آخرين.
وطالبت المنظمة عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، الحكومات التي شاركت في الهجمات، بالتحقيق في الغارات الجوية، التي “ربما كانت عديمة التمييز أو غير متناسبة في انتهاك لقوانين الحرب”.
وأعلنت المنظمة أن ميليشيات الحوثيين والمتحالفين معهم، كالقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، “تعرض المدنيين لأخطار غير ضرورية، إذ إن مصنع اليماني للألبان والمشروبات، كان على بعد 100 متر من قاعدة جوية عسكرية تسيطر عليها قوات الحوثيين، وكانت وحدات عسكرية موالية للمخلوع علي عبدالله صالح، في معسكر آخر للجيش على مقربة”.
في المقابل، كان وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، أكد في تصريحات علنية، أن ميليشيات الحوثيين هي من قصفت المصنع، ولكنه لم يقدم معلومات تؤيد زعمه.
بدوره قال أحد العاملين في المصنع لهيومان رايتس ووتش، حسب تقريرها، إنه شاهد ثلاثة انفجارات في مصنع الألبان، أشعل آخرها النيران في المبنى. وتُوفي ثلاثة عمال في المبنى الثالث حرقًا بينما كانوا يحاولون إغلاق الماكينات.
وطالبت المنظمة الدول المشاركة في عاصفة الحزم، بـ”الالتزام بقوانين الحرب التي لا تجيز استهداف المدنيين، وتُحظر الهجمات التي تخفق في التمييز بين المدنيين والمحاربين، أو تسبب أضرارًا مدنية غير متناسبة مع المكاسب العسكرية المتوقعة من الهجمة”.
كما طالبت رايتس ووتش، الحوثيين بـ”اتخاذ كافة الاحتياطات المعقولة لتقليل الضرر الواقع على المدنيين، وأن تتجنب الانتشار في المناطق المدنية كثيفة السكان، أو أن تسعى إلى نقل المدنيين من محيط العمليات العسكرية”.
كذلك كشفت المنظمة، أنه وفي 30 مارس، أصابت الغارات الجوية مخيمًا للنازحين في شمال اليمن، ما أدى لمقتل 29 مدنيًا على الأقل، بينما تؤكد المنظمة أن نحو 364 مدنيًا قتلوا منذ بداية عملية عاصفة الحزم، بينهم 84 طفلًا على الأقل.
وقال المتحدث باسم هيومان رايتس ووتش، إنه “إذا كانت الولايات المتحدة تقدم معلومات استخباراتية استهدافية، فهي طرف في النزاع وملزمة بالتقيد بقوانين الحرب، وعليها عند دعم التحالف أن تضمن تنفيذ الغارات الجوية، وسائر العمليات على النحو الذي يتفادى الخسائر المدنية في الأرواح والممتلكات، والتي بلغت مستويات مثيرة للانزعاج بالفعل”.