يسعى حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية، لتدعيم موقفه من دعم عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، عبر عقد صفقات عدة لم تتوقف منذ مشاركته في بيان الانقلاب المتلفز ليلة الثالث من يوليو 2013، مرورا بدعم دستور 2013، الذي شارك فيه النور بنسبة لم تزد عن 1%، وإعلان دعم السيسي في انتخاباته الرئاسية وغسل يده من دماء الشهداء، في سبيل بقائه في المشهد السياسي ولو على هيئة كيان حزبي كرتوني.
صفقات حزب النور لم تتوقف منذ ظهور على الساحة السياسية والدينية، حيث أن دعوته السلفية قدمت لنظام المخلوع حسني مبارك ولائها بداعي أن الخروج على الحاكم خلال ثورة يناير حرام، مرورًا بصفقات الحزب مع مجلس المشير حسين طنطاوي، الذي أدار البلاد عقب سقوط مبارك، لضرب الإخوان مع الحركات الثورية، وفقًا لآراء مراقبين.
الصفقات التي يعقدها “النور” لا تقتصر على السيسي فقط كما ما يبدو، إذ كشفت وسائل إعلامية عن اتفاق بين وزارة الداخلية والحزب يتيح إطلاق سراح أعضائه في حال اعتقلوا.
كما كشفت مصادر قيادية بالدعوة السلفية وحزب النور، عن لقاء سري، العام الماضي، جمع بين يونس مخيون، رئيس الحزب، والفريق عبدالفتاح السيسي، في ذلك التوقيت، يتعلق بدعم الحزب للسيسي، ووقوفه بوجه الإخوان، مقابل عدم حلَّه.
صورة متداولة لخطاب ضمان موجه من حزب النور لوزارة الداخلية
خطاب الضمان
وطالب مخيون، خلال لقاء قيادات الحزب بالسيسي وقيادات بوزارة الداخلية، توفير “خطاب ضمان” يتم ختمه من أمانات العضوية في الحزب لوزارة الداخلية، التي ترسله بدورها للأمن الوطني -أمن الدولة سابقًا- في حال الاشتباه أو القبض على أعضاء الحزب بالخطأ، في ظل الحملات الممنهجة ضد كل من يتمتع بالسمت الإسلامي.
وخطاب الضمان، يظهر عليه بوضوح ختم الحزب، موجهًا من لجنة شؤون العضوية للمحافظة التابع لها عضو “النور”، ويقر فيها أمين الحزب بالمحافظة بعضوية من يحمل الخطاب داخل الحزب، حتى لا يتم تتبعه والقبض عليه من قبل الأمن.
“أ.س” عضو بحزب النور، نفى لشبكة “رصد” الإخبارية، مفضلًا عدم ذكر اسمه كاملًا، ما يثار حول وجود “خطاب ضمان” يعامل على أساسه العضو معاملة خاصة بصفته العضوية، إلا أنه أشار إلى أن أعضاء في الحزب على معرفة شخصية بهم اعتقلوا في وقت سابق، بسبب لحيتهم، وأرسل الحزب مندوبًا عنه لإخلاء سبيلهم، مؤكدًا أن تلك الواقعة حدثت في محافظة سوهاج.
تمويل سعودي لمواجهة الحرية والعدالة
مصطفى البدري، عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية، قال إن حزب النور تأسس بتمويل سعودي لمواجهة حزب الحرية والعدالة ولعدم ترك الساحة للحركات الإسلامية الثورية، وهذه معلومات من أفواه قادتهم لي شخصيًا، على حد قوله.
وأضاف البدري لشبكة “رصد” الإخبارية، أن أسوأ دور يقوم به حزب النور قبل وبعد الانقلاب هو شرعنة القضاء على كل الحركات الإسلامية الغير تابعة لسلفية برهامي أو بمعنى أصح السلفية السعودية.
وأشار البدري، إلى أن الحزب يتعامل مع الأجهزة الأمنية ويتعاون معها على كل المستويات حتى ينفردوا هم بالحديث باسم الإسلام.
وتابع “النور وسلفية برهامي يتسترون خلف شعار المطالبة بتطبيق الشريعة، رغم أن مواقفهم تفضحهم وأوضح مثال على ذلك عداؤهم الشديد للشيخ حازم أبو إسماعيل رغم وضوحه في هذه القضية وفي المقابل ولاؤهم المطلق للسيسي الذي يحارب الإسلام وشعائره ومقدساته من أول يوم في الانقلاب إلى يومنا هذا ومازال مستمرًا في تسليط أبواقه الإعلامية لهدم الثقافة الدينية الإسلامية عند عموم الشعب المصري”.
وأكمل: “فلا ضير أن يعطيهم السيسي ووزير داخليته صك أمان يتحركون به دون أي مضايقات أمنية”.
حزب يناصر العلمانيين
وقال خالد الشريف، القيادي بحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، إن حزب النور شريك أصيل في انقلاب 3 يوليو، وانتقل من حزب إسلامي إلى حزب يناصر العلمانية، بانضمامه لجبهة الإنقاذ.
وأضاف الشريف، لشبكة “رصد” الإخبارية، أن النور فقد مصداقيته في الشارع والجميع يعلم أن هناك فاشية سياسية يمارسها الانقلاب ضد جميع المعارضين.
وتابع “المطاردة والاعتقال والمحاكمات الظالمة من النساء والرجال والأطفال وكل من تعلو حنجرته بالحرية وحزب النور في مأمن من كل ذلك لأنه شريك النظام القائم الآن في الانقلاب على الحريات والديمقراطية”.