شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“السجاد اليدوي”.. بين المعوقات وطرق التصنيع

“السجاد اليدوي”.. بين المعوقات وطرق التصنيع
تعد صناعة السجاد اليدوي، حرفة على وشك الانقراض، لعدة عوامل أثرت على استمرارها، إلا أن قرية دار السلام التابعة لمركز يوسف الصديق بالفيوم، نزرا لما يعانيه أهلها من فقر وأمية، فقد استجلب أحد الأهالي جمعية خيرية لعمل مشغل للسجاد

على مدار عقود طويلة، كانت مصر منارة للعديد من الصناعات اليدوية الرائدة فى العالم، والتى أتاحت لها الفرصة لاحتلال مكانة خاصة برع فيها الصناعيين المهرة وأصحاب الحرف الفنية الدقيقة، حتى باتت القاهرة القديمة مقصدا للتجار والسياح -على حد سواء- من مختلف بقاع الأرض، من أجل الظفر بتلك التحف الفنية التى تشكلها أيدى المصريين.

صناعة السجاد اليدوي، كانت واحدة من الحرف التى برع فيها المصريون ونافسوا أقرانهم فى مختلف بلدان العالم فى الدقة والمهارة والروعة والجمالية، وبقيت “سجادة القطر المصري” التى تزين القصر الرئاسي بقلب القاهرة، دليلا على براعة مبدعي السجاد اليدوي فى بر مصر، غير أن الحال تبدل مع مرور الأيام وباتت الحرفة التي طالما اشتهرت بها مصر “على وشك الانقراض”.

 “فن صناعة السجاد”

ورغم المعوقات الكثيرة التى حاصرت حرفة السجاد اليدوي فى مصر على مدار السنوات الماضية، إلا أن قرية صغيرة فى الصعيد قررت أن تحافظ على هذا الإرث الفني والتراث الجمالي، فيما يشكل نواة لتعليم فن “صناعة السجاد” فى قرية دار السلام التابعة لمركز يوسف الصديق بالفيوم.

وكانت معاناة أهل الفرية القابعة على بحر يوسف فى محافظة الفيوم تحت وطأة الفقر وظلام الأمية، دافعا لأن يقرر أحد أهالي دار السلام الاستعانة بجمعية خيرية لعمل مشغل لتعليم “فن صناعة السجاد اليدوي” لمساعدة أهلها خاصة مع تزايد عدد المتسربين من التعليم، والحفاظ على تلك الحرفة من الانقراض.

وتقع قرية دار السلام أقصى المركز غرباَ وسط كثافة سكانية ليست بالكبيرة، إلا أنها لا توجد بها مدارس، ما يضطر أبنائها إلى مدرسة القرية الأولى والتي تبعد عنها 4 كيلومترات الأمر الذى أجبر الأهالى على حرمان ابنائهم من التعليم لتتفشى ظاهرة الأمية والبطالة بالقرية النائية، ومن رحم معاناة القرية قرر محمد طلبة -أحد الفنانين المهرة في هذا المجال- إنشاء مشغل للسجاد اليدوي، ليعمل على تشغيل عدد من فتيات القرية.

يحكي “طلبة” عن هذا الفن المصري ومكوناته، قائلا “يتم عمل السجاد اليدوي المصنوع على الطريقة التقليدية القديمة، قبل استخدام الماكينات الحديثة من الصوف البلدي المستخرج من الخرفان أو الحرير الطبيعي والألوان الطبيعية الواضحة والأشكال الهندسية التي تعبر عن الحياة والمستوحاة من البيئة والطبيعة”.

حرب الماكينات

وأضاف: “السجاد نوع من الفرش الذي تفرش به المنازل والمكاتب للتغطية الأرضية والتعليق على الجدران، وتزيين المنازل برسومات رائعة الجمال، وهناك أنواع يتم عملها للتصدير مثل: الإيراني، والحرير، وهناك أنواع للتسويق المحلي مثل؛ طبس، وأصفهان، وشروان، وشيرازي، وعجمي، وكازاك”.

ويشرح طلبة طريق عمل السجادة، فيقول: “يتم لف الخيوط على النول (وهو عبارة عن مجموعة من الأعمدة الخشبية والمواسير المعدنية والتي يتم خرطها عند حداد)، وبعد ذلك يتم النسج عليها لمدة تستغرق عدة أشهر في السجادة الواحدة، على حسب قدرة العاملين بها، وعلى الرغم من طول المدة إلا أن الفنان لا يحس بالملل أو الإرهاق لأن ألوانها وتصميمها مستوحى من الطبيعة”.

وتابع: “بعد ذلك يتم اخذها لتدخل عدة مراحل وهي القص على الماكينة حتى تساوي سطحها، وغسلها ببعض المواد التي تحافظ على لمعانها ونعومتها، وتركيب براوز وتعقيد الشراشيب”.

وأشار “طلبة” إلى وجود عدة مقاسات للسجاد اليدوي منها، 1×1.5 ، 1.5×2.2، 2×3 ، 3×4 ، أما عن الفترة اللازمة لعمل سجادة، فقال على سبيل المثال السجادة مقاس 2x3 م يتم عملها بثلاثة بنات مدربات جيداَ في مدة شهرين.

وواصل حديثه قائلاَ:”هذه الحرفة قاربت على الانقراض بسبب دخول الماكينات الحديثة على الرغم من أن جودة السجادة المصنوعة يدوياَ، أعلى بكثير عن المصنوعة آلياَ لكون الآلات تستخدم الألياف الصناعية”.

وأوضح أن المشغل  تقابله بعض المشاكل والتي تؤثر على إنتاجه وهي؛  تهرب المتدرب للخروج والعمل في الفلاحة حتى يقوم بجني الأموال الأكثر ليستطيع العيش في هذه القرية، وخطبة البنات، إذ أنهن يمتنعن عن العمل بعدها”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023