رجح عدد من الخبراء السياسيين أن يرتبط مصير حزب النور السلفي بمصير النظام، حيث توحدت نظرتهما للواقع السياسي.
وأكدوا أن الحزب مجرد هيكل (دمية) بيد النظام، ليس له مستقبل، بل يعد بمثابة ورقة يستخدمها النظام في أي وقت وفقًا لمصالحه.
توحدت نظرته مع النظام
الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، قال: “إن حزب النور سيتم استغلال بقائه في المشهد السياسي، كما استخدم تنظيم الإخوان من قبل نظام مبارك قبل ثورة 25 يناير، لافتا إلى أن النظام الحالي لن يتورط في إقصاء حزب ديني”.
وأكد حسني، خلال اتصال هاتفي لشبكة “رصد” أن الحزب السلفي بات شريكا أساسيا في سيطرة السلطة على الدولة، وتوحدت الأفكار بينهما”.
وتابع أستاذ العلوم السياسية: “حزب النور اكتسب خبرة سياسية كبيرة، وأدرك أن مصالحه مرتبطة بمصير نظام الحكم، لافتا إلى أن تصريحات الحزب منذ 3 يوليو لم يكن بها تصريح واحد مخالف لسياسة الدولة الحالية”.
حزب كارتوني بدون مستقبل
وقالت نيفين ملك، عضو حزب الوسط: “إن مشهد الحزب في انقلاب 3 يوليو كان واضحا إذ تم استخدامه كغيره من الأحزاب اليسارية والليبرالية، وكلهم كانوا شركاء في الانقلاب العسكري وتوابعه حتى اللحظة”.
وأضافت نيفين في تصريح لـ”رصد”، إن حزب النور لن يكون له مستقبل سياسي كبير، إذ سيكون واحدا من الموقعين بالموافقة على كل قرارات النظام الاستبدادية في مقابل عدم حله، لافتة إلى أن مصيره في حالة سقوط الانقلاب سيكون بين يدي الشعب لا الإخوان أو غيرهم”.
وتابعت: “الشعب المصري أصبح أكثر وعيا ويستطيع اختيار من يمثله ويفرز بين الحزب والآخر”.
وأشارت إلى أن حال النور أصبح مثل الأداة التي يستخدمها النظام في بعض المناسبات والظروف، مؤكدة أنه لن يتم الإطاحة به حاليا، وسيتم استحضاره في بعض المناسبات للدعاية بـ”الإسلام الوسطي”، قائلة: “أصبح النور وسيلة توظيف لدى الانقلاب، ولن يتم التخلي عن ركن من أركان هذه العملية لأنه سيتم استخدامه في المستقبل.
وألمحت نيفين إلى أن هناك ارداة قوية لدى النظام، وكذلك محاولة لإقصاء التحرك الحزبي، والحركات الثورية، وشغل المجتمع بما يعرف عن صراع الهوية لإبعاده عن تحقيق مكتسبات الثورة، ومواجهة الثورة المضادة.
الحزب ينتظره مصير سيئ
وقال الدكتور عطية عدلان، رئيس حزب الإصلاح والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، أن النور لم يكن له ماضٍ أو حاضر ولن يكون له مستقبل، لافتا إلى أن الشعب المصري أدرك كذبه منذ البداية، والجميع يعرف أن دور النور والدعوة السلفية، هي في مساندة الجيش والشرطة في أي عهد.
وأضاف عدلان، أن مصير حزب النور لن يختلف عن مصير الانقلاب العسكري كثيرًا، فثورة الشعب ستقتص من جميع” العملاء والخونة”، مشددا على ضرورة أن يبتعد من أسماهم بـ”الشباب الصالحين” عن حزب النور والدعوة السلفية نصرة لدين الله ولوطنهم ولثورة الشعب.
ولفت عدلان إلى أن قيادة الحزب حينما شاركت في دعم الانقلاب العسكري لجأت إلى نظرية “موازنة المصالح والمفاسد” لتغليب اعتبارات الاستقرار السياسي، وهذا ما لم يحدث بل الواقع أثبت أن النور لجأ إلى أعداء الثورة من أجل الإطاحة بمن ينافسونهم في الدعوة.