قنوات وصحف أغلقت وأخرى خفضت ميزانيتها، وأخرى سرَّحت عامليها، ومذابح إعلامية ستظهر أكثر خلال الأيام المقبلة، بعدما كانت سلاحًا ممولًا يهاجم الرئيس محمد مرسي بطريقة “أوبن بوفيه”، باتت تلك القنوات مسرحًا لطرد ذات الإعلاميين بين الفنيين والمصورين، وأرجع خبراء إعلاميون في تصريحاتهم لشبكة “رصد” الإخبارية، تلك المذبحة إلى هبوط شبح الإفلاس على بيزنس إعلام العسكر.
الأزمة الاقتصادية
الدكتور ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، رأت أن السبب الاقتصادي هو الذي دفع وسائل الإعلام لتسريح عدد من موظفيها بما فيهم من مقدمي برامج ومعدين وفنيين، موضحة أن الإعلام صناعة ضخمة ومكلفة، وعائدها غير مجز ولا يغطي المنافسة، كما أن وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة كانت تمنح مرتبات مرتفعة.
وأضافت ليلى عبد المجيد لـ”رصد”، أن استمرار بعض القنوات المؤيدة للنظام كان يزيد من خسائرها حتى إن بعضها اضطر لغلق القنوات، بسبب الأزمة المالية، مشيرة إلى أن صناعة الإعلام تحتاج إلى التفكير في كيفية تحقيق عائد يسمح بالاستمرار والتطوير والمنافسة على الجمهور والإعلانات.
واستبعدت عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة السابق، وجود دوافع سياسية لتسريح الإعلاميين مؤخرًا، قائلة “لا أعتقد أن هناك دوافع سياسية وراء هذا الموضوع، إذا كان هناك أحد مختلف مع سياسة القناة التحريرية فهذه حالات فردية وليست حالة عامة، السبب السياسي يكون حالة أو حالتين”.
وأوضحت أن ملاك رأس المال يتحكموا في السياسة التحريرية للوسيلة الإعلامية، ولو وجدوا أن الوسيلة لم تحقق الأغراض الخادمة لأهدافهم ومصالحهم الخاصة، بالتالي يتم تغيير سياستها أو إغلاقها تمامًا، كما حدث مع عدد من القنوات الممولة خليجيًا.
سوء التخطيط
ورأى الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن إغلاق عدد من القنوات الخاصة يرجع لوجود أزمات مالية، بسبب سوء التخطيط والتنظيم من الإدارة والمحسوبيات والواسطة التي ما زالت تسيطر على الإعلام الخاص.
وأضاف العالم، في تصريحات لشبكة “رصد” الإخبارية، أن غياب الإعلانات أثر بقدر كبير في مديونية القنوات، وكان سببًا رئيسيًا في إفلاسها.
التغيرات الإقليمية
وربط خالد الشريف، الكاتب الصحفي والقيادي بالمجلس الثوري المصري، مذابح المؤسسات الإعلامية بحق موظفيها بالمتغيرات الإقليمية التي أعقبت وفاة الملك عبد الله العاهل السعودي، حيث وجدت دول الخليج نفسها في مأزق بعد انقلاب الحوثي في اليمن وتمدد إيران بالمنطقة مما يهدد أمن واستقرار السعودية والخليج.
وأضاف الشريف، أن دعم الدول الخليجية للسيسي لم يجلب لها سوى عداوة الشعب المصري والحركات الإسلامية، وعلى رأسها الإخوان المسلمون، متابعًا “فضلًا عن أن السيسي فشل في إقامة نظام للدولة وفرض الأمن والاستقرار، بل نشر وفاقم الإرهاب في سيناء، وفشل حتى الآن في القضاء على الإرهاب في سيناء، فضلًا أن السيسي ظهر كأنه رئيس عصابة جاء لنهب الخليج وأمواله”.
مقصلة الصحافة والتليفزيون
ومن أبرز وسائل الإعلام التي رفع عنها التمويل شبكة قنوات “سي بي سي” المملوكة لمحمد الأمين، وشبكة قنوات “الحياة” التي يمتلكها رجل الأعمال السيد البدوي، و”أون تي في” المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، وكذلك قناة “المحور” المملوكة لحسن راتب، وأيضا شبكة قنوات “دريم” التي يمتلكها أحمد بهجت، بالإضافة لقناة “التحرير” التي استغل رجل الأعمال إيهاب طلعت أزماتها المالية الطاحنة لشرائها، وفرض سيطرته الكاملة عليها، وتغيير اسمها إلى “ten“، وكذلك فضائية ” ltc“، التي في طريقها للإغلاق وحققت جميعها خسائر مالية ضخمة.
ولم يسلم العاملون بالصحف القومية والخاصة من عملية التسريح، الأهرام طردت 30 صحفيًا تحت التدريب، بعد أن قضوا أكثر من عام داخل المؤسسة، و70 صحفيًا بموقع دوت مصر، وما يزيد على 130 صحفيًا بصحيفة اليوم السابع، ونحو 50 صحفيًا من موقع المصري اليوم.
كما سرحت صحيفة “الشروق”، العاملين بشيفت المبيت من بوابتها الإلكترونية، والاكتفاء بتحديث أخبار الموقع 12 ساعة فقط بدلا من 24 ساعة.