شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أحداث بالتيمور بأمريكا.. دائرة العنف والغضب تتسع

أحداث بالتيمور بأمريكا.. دائرة العنف والغضب تتسع
تعيش مدينة بالتيمور الأمريكية حالة طوارئ منذ أمس، بعد اندلاع أعمال عنف وقعت عقب تشييع شاب أسود توفي بعد اعتقاله من قبل الشرطة

تعيش مدينة بالتيمور الأمريكية حالة طوارئ منذ أمس، بعد اندلاع أعمال عنف وقعت عقب تشييع جثمان شاب أسود توفي بعد اعتقاله من قبل الشرطة.

وأعلن حاكم ولاية ميريلاند الأمريكية حالة الطوارئ ونشر الحرس الوطني ردا على المصادمات التي أوقعت 15 جريحا في صفوف رجال الشرطة، كما أعلنت الشرطة اعتقال قرابة 34 متظاهرا، وفقا لروسيا اليوم.

وبدأ الحرس الوطني الأمريكي بالانتشار في الشوارع، إثر موجة عنف أسفرت عن إحراق نحو 150 سيارة وإضراب النيران في 15 مبنى، بالإضافة إلى إصابة العشرات.

 

بداية القصة

في 19 إبريل الجاري توفي فريدي جراي، الشاب الأسود البالغ من العمر 25 عاما جراء إصابة بالعمود الفقري، بعد أسبوع فقط من نقله إلى المستشفى أثناء احتجازه من قِبل الشرطة، لم يكشف المحققون بعد عن أسباب إصابة جراي، وما إذا كانت الشرطة بالفعل تسببت في تلك الإصابة أم لا.

وطبقا لما قاله نائب رئيس شرطة بالتيمور، جيري رودريجز، في مؤتمر صحفي عقده في 20 إبريل، فإن جراي حاول الهرب من الشرطة في منطقة معروفة بتجارة المخدرات.

ويظهر فيديو عملية الاعتقال -وهو الفيديو الذي تم تسريبه- أن فريدي الذي يظهر متألما بشدة، تم نقله إلى سيارة الشرطة، ولكن لم يبد في الفيديو أن الشرطة تستخدم العنف، حيث بدأ تسجيله بعد أن قبض الجنود على جراي بالفعل.

وأفاد موقع “نون بوست” أن أحد من قاموا بتصوير الفيديو، ويدعى كيفن مور، أكد أن الشرطة قامت بطي جراي كما لو كان ورقة “أوريجامي”، ووضع شرطي ركبته على رقبة الضحية، وكان يصرخ من أجل البقاء، ويؤكد مور أن جراي لم يستطع التنفس، وكان بحاجة إلى تنفس صناعي بسبب إصابته بالربو، وهو ما لم يحدث.

وصحفيان من بالتيمور، وهما جاستن فينتون وجيسيكا أندرسون، أدلا بشهادتيهما وإثبات أن جراي احتاج لرعاية طبية عاجلة، ونقل في وقت لاحق إلى المستشفى، إلا أن سيارة الشرطة توقفت على الأقل مرتين قبل أن تقوم بنقله، الأولى لكي يقوم الشرطيون بتقييد قدميه، والثانية لإحضار سجين آخر تم فصله عن جراي بحاجز معدني في مؤخرة سيارة الشرطة، وحاول جراي كثيرا الاستغاثة، وطلب المساعدة الطبية لكي يستطيع التنفس، لكن الشرطة قامت بتجاهله، وهذا الأمر اعترف به رئيس شرطة المدينة في مؤتمره الصحفي.

 

لماذا بالتيمور؟

كشفت الصحافة الأمريكية المحلية في سبتمبر من العام الماضي، أن مدينة بالتيمور قامت بدفع أكثر من 5.7 مليون دولار في سبيل الدفاع عن الشرطة في قضايا تم اتهام الضباط فيها بضرب محتجزين، والشرطة لم تعترف بخطئها في تلك الحوادث.

ووفقا لقرارين سابقين أصدرتهما المحكمة العليا في الولايات المتحدة، فإن من حق الشرطي أن يستخدم القوة القاتلة في حالتين أساسيتين: الأولى هي لحماية حياته وحياة طرف بريء آخر، والثانية هي أن يمنع المشتبه به من الهرب، إذا كان يعتقد أن الأخير سيؤذي غيره باستخدام العنف.

المشكلة امتدت من الشرطة إلى قطاعات مجتمعية أخرى، فقد صرح مسؤولون نقابيون بأن المظاهرات تشبه أعمال العصابات التي تخطف وتقتل، وهو ما أثار ردة فعل غاضبة لدى العديدين.

 

تصاعد الاشتباكات

تصاعدت التظاهرات في بالتيمور منذ وفاة جراي، في الخامس والعشرين من إبريل، وبعد ساعات من التظاهرات الكبيرة والسلمية، بدأ عدد من المتظاهرين في تحطيم السيارات وواجهات المحال التجارية، واندلعت أعمال الشغب والعنف يوم أمس 27 إبريل الجاري، بعد جنازة جراي، عندما بدأ المتظاهرون في إلقاء الحجارة وأشياء أخرى باتجاه الشرطة، وردت القوات باستخدام الغاز المسيل للدموع.

كما قامت الشرطة بإصدار بيان نعي لجراي، أرسلته إلى الكنيسة أثناء جنازته التي حضرها الآلاف، حيث سجي جسد الشاب بلا غطاء وحوله الورود، مع صورة له على وسادة بجوار النعش وكلمات تقول “السلام عليكم جميعا”، مما تسبب في جرح 15 شرطيا على الأقل، قامت الشرطة بالرد باستخدام الغاز ومسحوق الفلفل، كما اعتقلت أكثر من 27 شخصا، ولاحقا أعلنت الشرطة أنها ستنشر 500 شرطي في المدينة، كما أنها قد تطلب دعما ربما يصل إلى 5000 شرطي من الولايات المجاورة، لكن عنف الشرطة تجاوز المتظاهرين ليصل إلى الصحفيين، فقد قام الجنود باعتقال صحفيين أفرجت عنهما لاحقًا.

ومع ازدياد حدة التوتر، قامت عمدة المدينة ستيفاني رولينج بليك بفرض حظر تجول على مستوى المدينة في العاشرة مساء ولمدة أسبوع على الأقل، بداية من الثامن والعشرين من إبريل.

 

حالات شغب سابقة

وفي العام الماضي اهتزت الولايات المتحدة عدة مرات في جرائم قتل ارتكبتها الشرطة بحق مواطنيها، مثال ذلك حادثة إطلاق النار على والتر سكوت، في كارولينا الجنوبية، كما أن حادثة مقتل البالغ من العمر 18 عاما، مايكل براون، والتي أثارت أحداث شغب كبرى في فيرغسون بولاية ميزوري لا تزال حاضرة، وفي أوهايو قتلت الشرطة الشاب جون كراوفورد، والبالغ 22 عاما، والطفل تامير رايس، البالغ 12 عاما، بعد أن اعتقدت أن ألعابا يحملونها هي أسلحة حقيقية، وفي نيويورك قتل ضابط الشرطة دانيل بانتاليو الرجل الأسود إريج جارنر والبالغ 43 عاما خنقا.

 

ردود أفعال

البيت الأبيض يحاول من جهته التقليل من التوتر، فقد أرسل الرئيس الأمريكي ثلاثة مسؤولين لحضور الجنازة، ومن الواضح أن عائلة جراي مستاءة بشدة من العنف الحاصل، وهو ما دعا أخت فريدي التوأم للتصريح “اوقفوا العنف، نرجوكم!”.

وأدانت وزيرة العدل الأمريكية لوريتا لينش أحداث العنف التي تفجرت في مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند، وقالت إن وزارة العدل ستقدم أي مساعدة مطلوبة.

وقالت لينش التي كانت تتحدث بعد ساعات من أدائها اليمين “إنني أدين أعمال العنف الحمقاء من بعض الأفراد في بالتيمور، والتي نتج عنها إلحاق الأذى بضباط بأجهزة فرض القانون وتدمير ممتلكات وتهشيم السلام في مدينة بالتيمور”، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.

وأضافت قائلة في بيان لها: “سأضع كل موارد وزارة العدل لدعم الجهود لحماية أولئك الذين يتعرضون للتهديد والتحقيق في المخالفات وتأمين نهاية للعنف”.

وأعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الروسية، اليوم، أن الأحداث في مدينة بالتيمور الأمريكية جاءت كدليل على عمق التمييز العنصري في الولايات المتحدة.

وعلى حسابه في موقع “تويتر”، قال قسطنطين دولغوف، مفوض الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، إن 1450 حادث قتل “غير متعمد” على يد رجال الشرطة تم تسجيلها في الولايات المتحدة منذ مايو عام 2013، حسب نشطاء حقوقيين أمريكيين، وفقا لروسيا اليوم.

ولفت دولغوف إلى أن غالبية الضحايا من ذوي البشرة السوداء وهم عزل في معظم الحالات، وأضاف أن مثول رجال الأمن المذنبين أمام العدالة أمر نادر للغاية، أما الأحكام الصادرة في مثل هذه القضايا فهيّنة جدا.

وذكر الدبلوماسي الروسي أن “الأوان قد حان للسلطات الأمريكية للشروع بكل جدية في إزالة الأسباب الأولية لهذا الوضع المرضي”.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023