شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كواليس “عاصفة الفجر”.. سلمان يثبت السديريين ويطيح بالحرس القديم

كواليس “عاصفة الفجر”.. سلمان يثبت السديريين ويطيح بالحرس القديم
تغيرات جديدة يجريها الملك سليمان ملك السعودية بعد 4 أشهر فقط من توليه الحكم تعتبر المرة الثالثة التي يجري فيها سلمان تغيرات في الحكم، فكانت الأولي بعد توليه الحكم مباشرة حيث أطاح برجال وأبناء الملك عبد الله

فعلها الملك سلمان بن عبد العزيز إذن ولم يكتفِ بذبح “القطة” بعد أربعة أشهر من توليه الملك، كما يقول المثل المصري، بل ذبح خصومه أنفسهم كما فعل محمد علي باشا في القلعة، وأجرى تغيرات جديدة للمرة الثالثة في غضون فترة وجيزة؛ فكانت المرة الأولي بعد توليه الحكم مباشرة حيث أطاح برجال وأبناء الملك عبد الله، والثانية بعدها بشهور ليواصل التخلص من رجال عبدالله ويثبت أقدامه في الحكم، وبالأمس أطاح بالأمير مقرن ولي العهد وبقايًا رجال الملك عبد الله، وعيّن أول ولي عهد من أحفاد الملك عبد العزيز وليس من أبنائه؛ كما عيّن ابنه محمد بن سلمان وليًا لولي العهد.

وبتلك القرارات، صار الأمير محمد بن نايف أول حفيد من أحفاد الملك عبد العزيز، مؤسس المملكة، يتولى منصب ولي العهد، والأمير محمد بن سلمان (30 عامًا) أصغر من تولى منصب ولي ولي العهد.

أقصر فترة ولايه عهد

كذلك تعد فترة ولاية العهد للأمير مقرن بن عبد العزيز الذي تولى المنصب في 23 يناير الماضي هي أقصر فترة ولاية عهد في السعودية.

وبذلك استطاع سلمان أن يثبت أقدام عائلته في الحكم حيث أكد خبراء أن الملك سلمان أجري هذه التغييرات لكي يعين من هم من عائلة والدته، ويحيط نفسه ويتولى أجهزة الدولة من ينتمي إلى عائلة “السديري” والدته.

آلية انتقال الحكم في السعودية

وآلية انتقال الحكم في السعودية حددتها المادة الخامسة في النظام الأساسي للحكم، ونظام هيئة البيعة الذي أصدر العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله قرارًا بإنشائه في أكتوبر 2006، ليتولي اختيار الملك وولي العهد مستقبلاً.

وتنص المادة الخامسة من نظام الحكم على أن “نظام الحكم في المملكة العربية السعودية ملكي، ويكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء.

 ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم”.

وكانت المادة تتضمن بندا ينص على أنه “يختار الملك ولي العهد ويعفيه بأمر ملكي”، إلا أنه مع صدور نظام هيئة البيعة تم إلغاء هذا البند واستبداله ببند آخر ينص على أنه “تتم الدعوة لمبايعة الملك، واختيار ولي العهد وفقا لنظام هيئة البيعة”.

وتنص المادة نفسها أيضا على أنه “يتولى ولي العهد سلطات الملك عند وفاته حتى تتم البيعة”.ونصت المادة السادسة من نظام هيئة البيعة على أنه “عند وفاة الملك تقوم الهيئة بالدعوة إلى مبايعة ولي العهد ملكا على البلاد وفقا لهذا النظام والنظام الأساسي للحكم”.

وانطلاقا من هذا النص الواضح الذي لا لبس فيه، فقد انتقلت السلطة إلى الأمير سلمان ليكون ملكا للبلاد.

أما منصب ولي العهد، فكان ينبغي اختياره وفقا لآليات معينة حددها نظام هيئة البيعة، وتنص المادة السابعة من نظام هيئة البيعة على أنه “يختار الملك بعد مبايعته، وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة، واحدا، أو اثنين، أو ثلاثة، ممن يراه لولاية العهد ويعرض هذا الاختيار على الهيئة، وعليها بذل الجهد للوصول إلى ترشيح واحد من هؤلاء بالتوافق لتتم تسميته وليا للعهد، وفي حالة عدم ترشيح الهيئة لأي من هؤلاء فعليها ترشيح من تراه وليا للعهد”.

وبحسب النظام نفسه فإنه “في حالة عدم موافقة الملك على من رشحته الهيئة، فعلى الهيئة التصويت على من رشحته وواحد يختاره الملك، وتتم تسمية الحاصل من بينهما على أكثر من الأصوات وليا للعهد”.

وأشارت المادة التاسعة إلى أنه يتم اختيار ولي العهد “في مدة لا تزيد عن 30 يوما من تاريخ مبايعة الملك”.

تجاوز خطوات اختيار ولي العهد

تلك الخطوات لاختيار ولي العهد، تم تجاوزها كلها بموجب الأمر الملكي الصادر في 27 مارس 2014، واستحدث بموجبه منصب ولي ولي العهد، وأصبح الأمير مقرن أول من يشغل هذا المنصب، وقضى الأمر ضمنا بتعيين ولي العهد القادم (في حال وفاة الملك).

وبحسب الأمر الملكي، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية آنذاك جاء تعيين الأمير مقرن ضمن ما تقتضيه المصلحة العامة وبعد موافقة ثلاثة أرباع عدد أعضاء هيئة البيعة – البالغ عددهم 35 – على القرار.وبموجب هذا التعيين، صار الأمير مقرن بن عبد العزيز، وهو أصغر أبناء مؤسس الدولة السعودية الثالثة، أول من يعين بهذا المنصب المستحدث في المملكة، وبموجب هذا الأمر تم مبايعة الأمير مقرن وليا للعهد.

ولا سيما أن البيان الملكي الصادر في مارس 2014 نص على أنه “لا يجوز بأي حال من الأحوال تعديل القرار أو تبديله بأي صورة كانت من أي شخص كائناً من كان، أو تسبيب، أو تأويل”.

الملك عبدالله بين في الأمر الذي أصدره في مارس أن هذا القرار (استحداث منصب ولي ولي العهد ومبايعته وليا للعهد) يطبق في هذه الحالة، وللملك القادم الحرية في تعيين ولي ولي عهد أم لا.

وقد نص الأمر الملكي في مارس 2014 على أنه “للملك – مستقبلاً – في حال رغبته اختيار ولي لولي العهد أن يعرض من يرشحه لذلك على أعضاء هيئة البيعة، ويصدر أمر ملكي باختياره بعد موافقة أغلبية أعضاء هيئة البيعة”، وهو ما فعله الملك سلمان اليوم بتعيين ابنه الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد.

تثبيت أقدام السديريين

يرى المحللون أن هذا التغير لتمكين الجناح “السديري” بالأسرة الملكية من إحكام قبضته على السلطة أكثر من أي وقت بعدما تم تهميشه وضعفه نسبيًا في العهد السابق.

وقال السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه كان من المتوقع أن يجري العاهل السعودي بعض التغييرات، والتي أدى بعضها عقب توليه الحكم مباشرة، مشيرا إلى أن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، أخ غير شقيق من الأب للملك سلمان والملك فهد، حيث تنتمي والدة الملك الراحل إلى عائلة أخرى.

ورأى أن الملك سلمان يجري هذه التغييرات لكي يعين من هم عائلة والدته، لذا هذه التغييرات لها ما يبررها، وهي أن الملك سلمان يريد أن يحيط نفسه ويتولى أجهزة الدولة من ينتمي إلى عائلة “السديري”، وهو وضع طبيعي في السعودية ودول الخليج.

وأوضح أن الملك سلمان استكمل التغييرات التي أجراها مع توليه الحكم والتي استقر عليها.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023