ما بين امتهان كرامة مهندس مصري وسحق حقوقه القانوينة والإنسانية بحذاء ضابط شرطة صعد فوق صدره، وبين تلقّي ضابط آخر – من ذات الفصيلة- صفعات بحذاء سيدة بالمطار (قيل إنها راقصة) بوْن شاسع، وقصة فساد مؤسسات، وتغوّل في استعمال سلطة وتعليقات من نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وقارن النشطاء بين التناول الإعلامي للفيديو الخاص بالسيدة التي تعتدي على الضابط وتعامل باحترام بسبب أنها لها علاقات وبين الشاب المعارض للنظام والذي يقف الضابط على صدره دون أي تعاطف إعلامي أو رد فعل رسمي كما حدث مع ضابط الرقاصة.
وقال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: إن الشرطي هنا يدوس على صدر مواطن بالحذاء.. علشان مش مسنود.
وأضاف في تدوينة له أنه لو كان مسنودًا أو رقاصة كان حدث له كما حدث في واقعة المطار.
وقال الدكتور صلاح سلام – عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: إن الشرطة وممارساتها تحتاج إلى وقفة خاصة بعد أن ثبت خلال الفترة الأخيرة تورّط عدد من ضباط الشرطة في أعمال تعذيب للمحتجزين، كان أشهرها تعذيب محامٍ داخل قسم المطرية حتى الموت، وواقعة اغتصاب اثنين من أمناء الشرطة، لفتاة معاقة داخل القسم.
وأشار إلى أن المشهد يؤكد استمرار العقلية الأمنية ذات التخيل بأنها فوق القانون.
وقالت الناشطة ياسمين سيد “بالنسبة للناس اللي زايطين على موضوع “ياسمين النرش”، وعماليين يشيّروا على صفحاتهم صورها، وصورة رقمها القومي، ولينك صفحتها الشخصية، ورقم تليفونها، وأي حاجة في السكة.. الست تصرّفها مع الضابط غير مقبول بالمرة، ويبدو إنها لاسعة تماماً (ده أمر لن نختلف عليه)؛ بس إنتم بتسمعوا كل يوم عن ناس بتنضرب على قفاها في الأقسام”.
وأضافت في تدوينة لها على الفيس بوك: “وناس بتواجه تصرفات أكثر فجاجة من بعض الضباط .. ما حدش اتحمق يعني ولا شفناش الوطنية والشهامة بيخروا منكم كده.. عالم أوفر”.
وتابعت: “إضافة بسيطة عشان يبدو من التعليقات إن الناس مكسّلة تقرأ ما بين القوسين: هذا الكلام ليس تعاطفاً مني مع السيدة؛ ولكنه انتقاد لهؤلاء الذين يدّعون الآن انهم ضد الظلم؛ برغم أنهم يرون يومياً من أفعال الداخلية ما يستحق ضعف ثورتهم الآن ولا يحركون ساكناً”.
وقال الناشط شادي عدلي: إن الست بتاعة المطار بهدلت رجل الشرطة، ومحدش عملها حاجة، وأضاف: “ما تقبض عليه زي الناس، مش بالإهانه دي”.
وأكد خالد حسن أن ضابط المطار مقدرش على الرقاصة اللي كانت بتشتمه لأنها بنت رجل أعمال.. لكن ده مالوش ظهر فيتعمل معاه كده عادي.. ومؤيد السيسي يصقف وبيضحك ويقول ومالوا طالما إخوان.
وقال حسام علي ردًا علي من يقول على الشخص الضحية إخواني: “يعني إيه إخواني مش إنسان، اللي يرضى بالذل لإنسان اختلف معاه هييجي يوم يذوق من نفس الكأس، ولا حد يتعاطف مع الضابط اللي سكت لبتاعة المخدرات اللي ضربته ولا ده عشان غلبان”.
وتعجبت الناشطة نهى حسن من موقف المبررين لموقف الداخلية قائلة: “أنا مش مصدقة إن الناس اللي بتتكلم بني آدمين فين الإنسانية فين الآدمية؟”.
وأضافت: “خلاص علشان مختلف مع شخص في فكره ندوس عليه بالجزم ونموته.. فعلاً عمرنا ما حنرتقي طول ما دي طريقة فكرنا وطول ما المبادئ بتتجزأ عندنا.. الظلم واحد سواء كان ليبرالي إخواني سلفي”.
وقال الناشط علي سلامة: إن الملفت للنظر من وجهة نظري ليس استعمال الضابط للقسوة،؛ ولكن الملفت للنظر هنا كمية الحقد والغل والتبرير للبعض لترصف الضابط في استباحة كرامة المواطن.
وأضاف: “إذن نحن شعب بلا ثقافة أو وعي؛ ولذلك لن ولم نتقدم وسنظل هكذا”.
وكانت صفحة “شبكة حصاد أسوان” على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، نشرت مقطع فيديو يظهر أحد رجال الشرطة يضع قدمه فوق صدر مهندس، يدعى طارق أسامة أحمد، يبلغ من العمر 28 سنة، بعد طرحه أرضاً، أثناء القبض عليه، أمس الأول.
