وصف سياسيون فتوى مجلس الدولة بأحقية الرئيس المخلوع حسني مبارك وزوجته سوزان مبارك بالاحتفاظ بكل مزايا الرؤساء السابقين وأسرهم، بأنها شرعنة لفساد الدولة العميقة ونظام الانقلاب، معتبرين الفتوى تكريما لمبارك في يوم ميلاده.

وقال مصطفى البدري، عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية، إن هذا يؤكد أن ما حدث في 3 يوليو انقلاب على ثورة يناير، ولم يكن مجرد انقلاب على الرئيس مرسي أو نظام الإخوان، كما زعم الأفاقون والمخدوعون.

وأكد أن فتوى مجلس الدولة تحمل رسالة واضحة المعالم لكل من شارك في ثورة يناير وهي “أنكم متهمون بتهمة الخيانة للوطن ومحاولة قلب نظام الحكم، فلينتظر الجميع دوره في المحاكمة”.

وأضاف البدري لـ”رصد”: “ذلك يدل أيضا على صحة رؤية التيار الإسلامي الثوري الذي طالما نادى بإسقاط حكم العسكر منذ أحداث العباسية الشهيرة”.

وأشار البدري إلى أن السيسي هو تلميذ مبارك الوفي، وطبيعي أن يذكر فضل سيده عليه حيث وصل في عهده لأعلى المناصب في الجيش”، قائلا: “أضف إلى ذلك تعهد المجلس العسكري يوم 11 فبراير بألا تتم إهانة مبارك، وكان السيسي أحد أركان هذه الاتفاقية، فهو اليوم يوفي بوعده”.

سعد فيَّاض، القيادي بحزب الشعب، قال إن فتوى مجلس الدولة جزء من شرعنة الدولة العميقة نفسها وفسادها، فمبارك كان يتمتع بوضعية خاصة طوال سجنه ومحاكمته الهزلية وجميع رموز الفساد، ولكنها كانت تتم بشكل غير قانوني.

وأضاف “فيَّاض” لـ”رصد” أن الدولة العميقة تسعى حاليا لشرعنة وتقنين كل صور فسادها وانتهاكاتها.

وأشار إلى أن السيسي يتحرك في اتجاه الاستغناء عمن جاؤوا به وصنع طبقة جديدة تابعة له، موضحا: “هذا حرك رموز الحزب الوطني للالتفاف حول جمال كمشروع يحميهم من استبدال السيسي لهم”.

ومضى بالقول: “السيسي يتعامل وفق العقلية العسكرية التي تتعامل بتقديس للمؤسسة العسكرية ومن ينتمي لها، وهذا لا يتعارض مع سعيه لتوحيد مراكز القوة في يده، وهذا ضمن تقنين الدولة العميقة لنفسها، وهذا القرار هو استكمال للقضاء على ثورة ٢٥ يناير والتعامل معها على أنها حراك غير قانوني”.

وفي السياق، خالد الشريف، القيادي بالمجلس الثوري المصري، قال: “الثورة أسقطت حسني مبارك أكبر نظام استبدادي في الشرق الأوسط، واليوم بعد التآمر على الثورة وأول تجربة ديمقراطية وإيداع الثوار في السجون المعتقلات، خرج مبارك الذي حطم الدولة المصرية واستعبد الشعب يطل برأسه من جديد”.

وأكد “الشريف” أن السيسي ذراع مبارك الذي نفذ الانقلاب العسكري، فمن الطبيعي أن يكرم الانقلاب مبارك في عيد ميلاده.

وأضاف الشريف لـ”رصد” أن ليس هذا فحسب بل يحكم القضاء الذي هو أداة انتقام من الثوار وأداة براءة للطغاة بأحقية مبارك أن يعامل معاملة الثوار.

وأشار إلى أن الثورة المضادة تنتقم من الثوار وترسخ للدكتاتورية والاستبداد، فبدلا من محاكمة مبارك ومحاسبته السيسي يكرم مبارك ويرد له كل الامتيازات.

وتابع: “أما الثوار فمكانهم السجون، رسالة واضحة ليت الذين خدعوا في 30 يونيو يستفيقون من غفلتهم”.

وأصدر مجلس الدولة فتوى بأحقية محمد حسني مبارك الرئيس المخلوع، وزوجته سوزان مبارك بالاحتفاظ بكل مزايا الرؤساء السابقين.

وقالت الفتوى إنه بناء على طلب رئاسة الجمهورية، بمدى جواز تمتع حرم الرئيس السابق (محمد حسني السيد مبارك) بالمزايا المنصوص عليها بكل من القانون 99 لسنة 1987، والقرار الجمهوري رقم 477 لسنة 1990 وبصفة خاصة العمالة اللازمة للخدمات المعاونة بفئاتها المختلفة، ومدى جواز استمرار بعض الأصناف من عهدة مخازن الرئاسة بمنزل الرئيس السابق لزوم الإعاشة، نرى الحكم بأحقيتها بالحصول على امتيازات زوجة رئيس جمهورية سابق.

يذكر أن اليوم الإثنين الموافق 4 مايو هو عيد ميلاد المخلوع حسني مبارك، حيث احتفل أنصاره به أمام مستشفى المعادي العسكري.