تأكيدًا منه على أن الشعب هو القائد وصاحب المصير ولا أحد واصي عليه، أوضح الدكتور عطية عدلان القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، ورئيس حزب الإصلاح، أن المصريين هم من لهم الكلمة الأولى والأخيرة في تحديد مسار ثورتهم، رافضًا دعوات بعض السياسين بالتنازل عن عودة الرئيس مرسي للحكم، او إملاء شروط على الثوار، مؤكدًا أن الشعب وحده صاحب مكتسبات الثورة كاملة، بما فيها شرعية الرئيس مرسي وله الحق في رفض أو قبول استكمال فترة رئاسته.
وفي حوار مع “رصد”، كشف عدلان عن محاور الملفات السياسية والثورية وتداعيات الأزمة المصرية.
وإلى نص الحوار…
كيف ترى استمرار أحزاب التحالف السابقة في ترك التحالف رغم دعوات لم الشمل؟
كل الأحزاب التي انفصلت من التحالف، نكن لها الاحترام، فهي لم تترك التحالف من أجل الانقلاب، بل ما زالت على موقفها ولم تتغير، لكننا ما زلنا ندعوهم للاصطفاف مجددا من أجل الوطن.
الفترة الماضية انتقد بعض الإعلاميين أداء السيسي، وطالب بعضهم بإجراء انتخابات رئاسية.. ما تعليقك على ذلك؟
“لا أرى ولا يصح أن نعلق الأمال على مثل هذة الدعوات، ونبتلع طعم جديد لتضييع مكتسبات الثورة، ويخمد نيران الثورة”.
ونحن في التحالف لا نمانع أن يكون هناك شيء من التغيير ولو بسيط، لكن مطالب التحالف بعودة مكتسبات الثورة مجددًا لن يتم التنازل عنها في أي حال من الأحوال”.
ما تحليلك على أقاويل هدوء وتيرة المشاركة في المظاهرات المعارضة لحكم العسكر؟
بكل واقعية الحراك الثوري أقل مما مضى، والحراك يقل نسبيا، إلا أنه يزداد صلابة يومًا بعد يوم مع قمع الانقلاب وانتهاكه للمصريين وسرقة أموالهم، مع كل يوم يضيق الخناق على السيسي ونظامه.
والثورة امتداد لما بدأته في السابق إذ إن مجريات الحراك الثوري لن تتوقف مهما زاد القمع بل ستزداد قوة بإيمان الشعب المصري بأهداف ذلك الحراك.
ما هي دعائم ذلك الحراك الآن؟
الثورة عبارة عن ثلاثة اجزاء، أولها القاعدة الصلبة التي تتحمل طول الطريق، والتي تتمثل في الشباب والشعب الذي يقوم بهذا الحراك في الشارع دون أن يهدأ، والذي لا يخاف.
والجزء الثاني يتمثل في شرائح نسبية تقل وتزيد ، قد تكون من الطلاب والعمال والفقراء والمظلومين.
أما الأخير فهو عنصر القيادة، المتمثل في التحالف الوطني والمجلس الثوري والذي يتحدث عن الثوار ويفضح جرائم الانقلاب في كل مكان.
كيف ترى دور عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد البرادعي بعد الانقلاب؟
عبد المنعم أبو الفتوح، أساء إلى نفسه يوم أن اختار مشروعا متميعا منذ البداية واختار طريقا وسطا، ليس للاعتدال، فتارة يمدح السيسي ومرة أخرى يقول أنه انقلاب.
ومحمد البرادعي، أصابه الصدأ فجنبوه، وأرى ان ما فعله من رفض المجزرة في رابعة كان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حتى يبدو كحامي حقوق الانسان بعد تأكده أن استمراره مع هذا النظام سيشوه صورته خارجيا.
ماذا تقول لشباب الدعوة السلفية وحزب النور؟
إن الدعوة السلفية كانت على علاقة قوية بالجهات الأمنية، إذ كانوا دائمي الاتصال بجهاز أمن الدولة، لافتا إلى أن بعض تلاميذهم كانوا يصرحون بأن مشايخ السلفية افتوا بإبلاغ الجهات الأمنية عمن وصفوهم بـ”المبتدعة”، أي غير من يتبعون نهجهم وطريقتهم.
وأنا شخصياً تضررت من بعض تلاميذهم، وفي 2006 تم تلفيق تهم لـ 27 من الإخوة كنت من بينهم، وحكم علينا ما بين 6 أشهر وعام.
وأطالب شباب الدعوة السلفية، بعدم الانصياع لقادتهم، لافتا إلى أن هناك العديد من الشباب الصالحين داخل حزب النور، ولكن الأغلبية يطيعون قادتهم طاعة عمياء دون تفكير في ما يحدث على أرض الواقع”.
ما هي أسباب اختفاء الأحزاب الليبرالية واليسارية التي كان لها تاثير في عهد مرسي؟
هي كانت مؤثرة ليس لأنها قوية وإنما لكونها أبواق. ولكن الآن دورها انتهى فهي كانت تخدم أصحاب المصالح ويتحكم فيها رجال أعمال النظام السابق بالأموال، والان توقف ذلك لانتهاء دورها.
هل تتوقع أن تشهد مصر إسالة دماء في حالة تكرار سيناريو 28 يناير؟
أتوقع أن تكون هناك دماء كثيرة بالفعل، وتفكيك دماء جيش كامب ديفيد وحامي حماة إسرائيل وليس جيش الشعب إنما هو من يستعبد الشعب لمصالحه الشخصية، ويجب أن تستمر الثورة لتفكيك ذلك الجيش.
وعلى حسب السنن الكونية ستكون الدماء من الطرفين، بطبيعة الحال.
ما آخر تطورات التحالف الوطني ودوره في الحراك الثوري، وهل يمكن التنازل عن عودة الرئيس مرسي للحكم؟
التحالف لا يزال يوجه الحراك الثوري، وكل الأعضاء يبذلون ما بوسعهم لإعلاء كلمة الثورة والانتصار للإسلام والعمل على تضييق الخناق على السيسي وزبانيته.
وأضاف، الانقلاب يعلم أن التحالف الوطني هو شوكة في حلقه حتى يتم إسقاطه بثورة شعبية، تقطع كل جذوره في مؤسسات الدولة المصرية من قضاء وإعلام وجيش وجهاز إداري.
وبخصوص عودة الرئيس مرسي للحكم، فهو أمر متعلق بشرعية الثورة وأصوات أغلبية الشعبية، وقرار عودته أم إجراء انتخابات رئيس جديد بأمر من الشعب فقط.
ما تقييمك لأداء السيسي مع اقتراب عام على توليه الرئاسة؟
السيسي ليس سوى رأس حرب وأداة هزيلة في المشروع الصهيوني ومعول سيادي الدولة العميقة والقوى التي تهدف إلى إسقاط الثورة”.
ولا يختلف مؤيد أو معارض، على فشل السيسي في إدارة الدولة وتنفيذ أبسط الوعود الوهمية، إذ جعل مصر محل سخرية أمام العالم، ويكفي تراجع حكومته عن مشاريع عديدة وأخرها “العاصمة الجديدة”، بخلاف الأزمة الاقتصادية الطاحنة.
والسيسي حتى الآن لا يتعامل إلا بالقمع الأمني لكل المواطنين، إمام بالسجن أو القتل والتعذيب، فعقله ليس متفرغا إلا للقهر والبطش وتلبية احتياجات قواته.