أصبحت مهمة الكمائن التي تقيمها قوات الأمن على الطرقات بالمحافظات، اقتحام خصوصية السائق ومرافقيه، وتفتيش هواتفهم النقالة قبل التأكد من صلاحية رخص القيادة، بعد أن كانت مهمتها الأساسية تفقد رخص القيادة والحفاظ على العملية المرورية، وزاد الأمر أن أصبحت الشوارع ظهرًا ومساءً كمائن مخصصة لتنفيذ ذلك القرار.
وأدت هذه الكمائن إلى تكدس مروري يستمر لساعات، فضلاً عن استوقاف العديد من المارين، واصطحابهم إلى القسم الموجود بالمنطقة التابع لها الكمين، إذ وجد في هاتفه ما يؤكد معارضته لحكم العسكر، وتحرير محضر له.
وتحكي مريم سعيد ، عن معاناتها، قائلة “الأسبوع الماضي كنت ذاهبة إلى مشوار اعتدت الذهاب إليه في ذلك الوقت ويستغرق فقط نصف ساعة، لكنني ظللت في الطريق ساعتين نتيجة كمين تم نصبه هنا، وعند وصولي للكمين وفحص رخصة قيادتي، تفاجأت بطلب هاتفي لتفحصه لدواعي أمنية، تعجبت من طلبه فخاطبني بأن هذه دوافع أمنية في ظل الوضع الحالي، واستجبت له وظل قرابة الـ١٠ دقايق وأنا أنظر اليه بتفحص في خصوصيات هاتفي، الأن أصبح الهاتف عمومي في أيدي الحكومة بحجة القضاء على الإرهاب” .
وقال خالد علي ” تفتيش الهواتف في هذه الأيام في الكمائن أصبح بصورة شبه يومية لنا، والأغلب أن التفتيش ليلا، فعندما أكون مع مجموعة من الأصدقاء يقابلنا أمين الشرطة ليسحب هواتفنا ويستمتع بالبحث داخلها وعلى شفتيه ابتسامة نصر، وبالأخص عندما يلمح شيئا غريبا على الهاتف وكأنه عثر على كنز، ونستمر وقت في إقناعه بأن هذا الشئ لا علاقة له بمعارضة النظام، وغالبا لا يقتنع إلا بعد أن يأخد “الحلاوة”.
وأما أم حسن، صاحبة كشك في إحدى شوارع الجيزة، تقول بأنه كثيرا يقام بالقرب من كشكها كمين ليلي يستوقف السيارات ويبحث في هواتف سائقيها ومرافقيهم، مشيرة إلى أنها شهدت حالتين تم اعتقالهم بسبب هواتفهم وما يحملوه من مقاطع فيديو وصور معارضة لحكم العسكر ، إذ يبلغ الأمين ضابط الكمين ويحضر صاحب الهاتف معه، ليعتدي على صاحب الهاتف لفظيًا، ثم يأخذه إلى القسم.
ويقول محمد التهامي، طالب في المرحلة الثانوية، إنه تم اعتقاله بسبب هاتفه، عندما كان في طريقه لمقابلة أحد الأصدقاء، فاستوقفه كمين ظهر الجمعة، فتش هاتفه فوجد به عدة صور لفعاليات معارضة لحكم العسكر وبعض الأغاني والشعارات الثورية، فتم اقتياده إلى القسم في تلك اللحظة، وأثناء ذهابه تناوب الضابط والأمين على ضربه وقذفه بأبشع الشتائم، ثم تم تحرير محضر له بمحاولة اقتحام القسم .