شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مؤتمرات كامب ديفيد.. قديمًا تنازلات عربية وحديثًا صفعة سعودية

مؤتمرات كامب ديفيد.. قديمًا تنازلات عربية وحديثًا صفعة سعودية
"كامب ديفيد" ذلك المنتجع الأميركي الذي شهد تاريخا سياسيا طويلا كان شاهدًا على أكبر المعاهدات في العالم

“كامب ديفيد” ذلك المنتجع الأميركي الذي شهد تاريخا سياسيا طويلا كان شاهدًا على أكبر المعاهدات في العالم، منها العربية ومنها الغربية، حيث قدم قادة العرب في هذا المنتجع الكثير من التنازلات، إما من أجل البقاء وتقديم فروض “الولاء والطاعة”، أو التنازل عن القضية الفلسطينية، أو استرداد الأرض كما حدث في عهد أنور السادات الرئيس السابق.

التأسيس

تأسس المنتجع بداية تحت اسم “مرحبا-كاتوكتين” كنزل لعملاء الحكومة الاتحادية وعائلاتهم، وفي عام 1942 تم تحويله إلى منتجع رئاسي على يد الرئيس فرانكلين روزفلت، والذي سماه “شانغريلا” تيمنًا بالفردوس التبتي المذكور برواية الأفق المفقود للكاتب الإنجليزي جيمس هيلتون.

وفي عام 1945، حوله الرئيس الأميركي هاري ترومان منتجعًا رئاسيًا رسميًا، وبقي على اسمه حتى أتى الرئيس دوايت أيزنهاور وغير اسمه، وسماه تيمنا باسم حفيده ديفيد.

ويقع المنتجع في منطقة جبلية ذات مناظر خلابة محاطة بسياج أمني شديد الحراسة، وهو مغلق أمام الجمهور والزيارات العامة، ولا يشار إلى موقعه على خرائط متنزه جبل كاتوكتين لدواعٍ أمنية، ويديره المكتب العسكري للبيت الأبيض.

أول قمة بين أميركا والاتحاد السوفييتي

وكانت أول قمة يشهدها هذا المنتجع عام  1973 بين الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون والأمين العام للحزب الشيوعي السوفييتي حينها ليونيد بريجنيف.

كانت هذه القمة تجمع بين أهم قوتين في العالم في وقتها قبل انهيار الاتحاد السوفييتي، بهدف تنظيم العلاقات بين البلدين.

تنازلات العرب

وشهد هذا المنتجع، الكثير من التنازلات العربية، حيث عقد فيه توقيع أول بين مصر والاحتلال الصهيوني عام 1978، وكان لاسترداد سيناء مقابل الاعتراف بإسرائيل، حيث وقع الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحيم بيجين معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل واتفاق الحكم الذاتي في الضفة والقطاع، بعد 12 يومًا من المفاوضات في كامب ديفيد، برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر.

وفي عام 2000، عقدت معاهدة كامب ديفيد 2، حين رعى الرئيس الأميركي بيل كلينتون مفاوضات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وذلك في 11 يوليو، لحل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث دامت القمة أسبوعين، وانتهت بالفشل إذ لم يتوصل الطرفان إلى حل يرضيهما معا.

وفي نفس العام، تشابكت الأيدي بمصافحة شهيرة في منتصف عام 2000 بين فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري حافظ الأسد، وبين رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، إيهود باراك، وتناولا العشاء معا برفقة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون.

وفي يومي 18 و19 مايو 2012 عقدت مجموعة الثماني قمتها الثامنة والثلاثين بالمنتجع، فكانت الأولى منذ انضمام روسيا إلى المجموعة في عام 1997 والتي لم يحضرها الرئيس الروسي.

صفعة سلمان

وشهد هذا المنتجع اليوم وغدًا قمة تجمع قادة الخليج مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وفي خطوة وصفها الكثير من المحللين بالجريئة، قرر الملك سلمان ملك السعودية عدم حضور تلك القمة، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي لجميع دول الخليج، حيث أكد خبراء ومحللون أن هذه الخطوة عقابًا للرئيس الأميركي على موقفه من إيران، وتطور في السياسة السعودية.

ويعتبر عدم حضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للقمة الأميركية الخليجية بحضور قادة دول مجلس التعاون هو سابقة لن تحدث من قبل في تاريخ المؤتمرات الدولية التي جمعت بين المملكة العربية السعودية وأميركا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023